أفاد تقرير «كامكو إنفست» بأن أسعار النفط الخام لامست أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوعين في مستهل الأسبوع الماضي، إلا أنها فشلت في الحفاظ على هذا الزخم عقب تصريح الرئيس الأميركي بأن بلاده باتت أقرب إلى التوصل لاتفاق مع إيران. وبيّن أن من شأن اتفاق من هذا النوع أن يمهد الطريق أمام إيران لزيادة إنتاجها من النفط، الذي بلغ 3.35 مليون برميل يومياً كما في أبريل 2025، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرغ، بطاقة إجمالية تقدر بـ 3.83 مليون برميل يومياً، ما يشير إلى اقتراب الطاقة الاحتياطية إلى نحو 0.5 مليون برميل يومياً. وجاءت التراجعات كذلك بعد صدور تقرير مخزونات النفط الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، والذي أشار إلى ارتفاع غير متوقع في المخزونات خلال الأسبوع المنتهي في 9 مايو 2025.

ووفقاً للتقرير، سجلت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة أكبر زيادة في 6 أسابيع، لتصل إلى 441.8 مليون برميل. في ذات الوقت، أظهر مسح أجرته وكالة بلومبرغ لمناطق النفط الصخري تزايد معنويات الحذر من جانب شركات التنقيب عن النفط، إذ توقع المشاركون في المسح أن تظلّ أسعار النفط عند مستوياتها الحالية حتى نهاية العام، ليتراوح سعر خام غرب تكساس الوسيط في حدود 60 دولاراً للبرميل.

وأوضح التقرير بأن تداولت العقود الآجلة لمزيج خام برنت حانت حول مستوى 63 دولاراً للبرميل، بعد تراجعها بأكثر من 5 في المئة في منتصف الأسبوع لكنها تعافت مع نهاية الأسبوع لتصل إلى 65.4 دولار للبرميل.

وأشار إلى أن هذه التقلبات أتت بعد تسجيلها لمكاسب مطردة ببداية الأسبوع، مدفوعة بارتفاع 4.3 في المئة خلال الأسبوع السابق في ظل التحسن الملحوظ لأساسيات السوق. وعززت هذه المكاسب التوقعات الإيجابية في شأن الطلب على النفط في الصين وتقدم المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، بالإضافة إلى الضغوط التي تعرض لها جانب العرض نتيجة العقوبات المفروضة على روسيا وإيران وفنزويلا.

ارتفاع المخزونات

إلى ذلك، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع مخزونات النفط الخام بصورة غير متوقعة بمقدار 3.5 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 9 مايو الجاري، متجاوزة تقديرات المحللين. وتمثل هذه الزيادة الأكبر منذ الأسبوع المنتهي في 28 مارس 2025، لترتفع بذلك المخزونات الإجمالية إلى 441.8 مليون برميل، مسجلة أعلى مستوياتها منذ 18 أبريل الماضي. وجاء هذا الارتفاع مدفوعاً بزيادة ملحوظة في واردات النفط، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة رويترز، إذ أشارت البيانات إلى تدفق كميات أكبر من الخام من الأوبك وحلفائها.

تفاؤل حذر

وعلى صعيد الطلب، أبقت «أوبك» في تقريرها الشهري الأخير توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير، مع الحفاظ على نبرة التفاؤل الحذر تجاه الأوضاع التجارية العالمية. إلا أن المنظمة خفضت توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي إلى نسبة 2.9 في المئة، مقارنة بتقديرها السابق عند 3 في المئة.

في المقابل، أشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى أن وتيرة الطلب على النفط قد تشهد تباطؤاً خلال الفترة المتبقية من العام، مدفوعة برياح معاكسة على الصعيد الاقتصادي، لكنه في الوقت ذاته لفت إلى أن تراجع أسعار النفط قد يساهم بصورة إيجابية في تعزيز الطلب بصفة عامة. من جانبه، عكس أحدث رصد لحركة المرور في الصين مؤشرات إيجابية، إذ أظهرت البيانات تعافياً قوياً بعد الانخفاض الحاد الذي سجل خلال الأسبوع الأول من الشهر.

تراجع إنتاج «أوبك» إلى 26.7 مليون برميل يومياً

على جانب العرض، تراجع إنتاج «أوبك» من النفط الخام خلال الشهر الماضي، ليصل إلى 26.7 مليون برميل يومياً، وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية. وجاء هذا الانخفاض مدفوعاً بتراجع الإنتاج في عدد من الدول الأعضاء، أبرزها فنزويلا وإيران ونيجيريا وليبيا، وذلك مقابل زيادة انتاج السعودية والإمارات، الأمر الذي عوض هذا التراجع جزئياً. وفي الولايات المتحدة، ظلت وتيرة الإنتاج مختلطة خلال الأسابيع القليلة الماضية، في ظل الضغوط الناتجة عن انخفاض الأسعار، وهو ما انعكس أيضاً في تراجع أنشطة الحفر كما يظهر في بيانات عدد منصات الحفر النفطي. وعلى الرغم من أن الإنتاج لا يزال مرتفعاً عند نحو 13.4 مليون برميل يومياً، إلا أنه يظل دون المستوى القياسي المسجل بنهاية مارس 2025.