أعلنت السلطات السورية، تشكيل هيئتين للعدالة الانتقالية والمفقودين، سعياً لمعالجة ملفين من الأكثر تعقيداً في المرحلة الانتقالية عقب إطاحة حكم بشار الأسد في ديسمبر الماضي.

وأفاد مرسوم وقعه الرئيس أحمد الشرع، مساء السبت، بأن الهيئة الجديدة «تعنى بكشف الحقيقة حول الانتهاكات الجسيمة التي تسبب فيها النظام البائد، ومساءلة ومحاسبة المسؤولين عنها بالتنسيق مع الجهات المعنية، وجبر الضرر الواقع على الضحايا، وترسيخ مبادئ عدم التكرار والمصالحة الوطنية».

وعيّن عبدالباسط عبداللطيف، رئيساً لهيئة العدالة الانتقالية، بموجب المرسوم الذي كلّفه «بتشكيل فريق العمل ووضع النظام الداخلي خلال مدة لا تتجاوز 30 يوماً من تاريخ هذا الإعلان».

المفقودون

وفي مرسوم منفصل، أعلن الشرع تشكيل «الهيئة الوطنية للمفقودين» بهدف كشف مصير «آلاف» من المخفيين قسراً.

ويبقى المصير المجهول لعشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين من الموروثات المروعة للنزاع.

وأتى تشكيل الهيئة «حرصاً على كشف مصير آلاف المفقودين وإنصاف ذويهم».

وكلفت «بالبحث والكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسراً، وتوثيق الحالات، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية، وتقديم الدعم القانوني والإنساني لعائلاتهم».

وسيرأس الهيئة محمد رضى خلجي الذي عيّن في مارس الماضي، عضواً في اللجنة المكلفة صياغة مسودة إعلان دستوري.

وأقر المرسومان تمتع هيئتي المفقودين والعدالة الانتقالية «بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والاداري».

ومنذ الإطاحة بالأسد الذي تُتهم أجهزته الأمنية بارتكاب عمليات تعذيب وقتل وإخفاء قسري داخل السجون، ألقت السلطات القبض على عشرات العسكريين والأمنيين السابقين، متهمة إياهم بالتورط في «جرائم حرب».

وأشار حسن الدغيم، وهو مستشار مقرب من القيادة الجديدة لـ«رويترز»، إلى أن اللواء السابق إبراهيم حويجة، سيكون من بين من سيخضعون للمحاكمة.

ولم يذكر البيان ما إذا كانت الهيئة ستكون مسؤولة عن التحقيق في انتهاكات أطراف أخرى انخرطت في الحرب السورية مثل تنظيم «داعش».

عسكرياً، دعا وزير الدفاع مرهف أبوقصرة، المجموعات المسلحة الصغيرة التي لم تندمج بعد مع الأجهزة الأمنية إلى القيام بذلك خلال 10 أيام وإلا واجهت إجراءات لم يحددها.

ولم يحدد الوزير في بيانه، ليل السبت، الفصائل المعتية بالقرار.

جولة الشرع

في سياق ثانٍ، تداول ناشطون وصفحات إعلامية، مقاطع مصوّرة توثق جولة للشرع بسيارته في حي الشعلان وسط العاصمة دمشق، برفقة موكب «مُتواضع».

كما ظهر في مقطع آخر وهو يدخل أحد المطاعم في الحي ذاته.