أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحرص على استمرار التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل استقرار المنطقة.
جاء ذلك في كلمته الافتتاحية لأعمال مؤتمر القمة الخليجية - الأميركية الخامسة التي انعقدت في الرياض بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقادة دول مجلس التعاون أو ممثليهم.
وأكد أن الاجتماع «يأتي امتداداً للعلاقة التاريخية والشراكة الإستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأميركية التي نمت وتطورت خلال العقود الماضية، لتصبح نموذجاً للتعاون المشترك، وتعكس هذه القمة حرصنا على العمل الجماعي لتعزيز علاقاتنا وتوسيع شراكاتنا الإستراتيجية وتطويرها لتلبي تطلعات دولنا وشعوبنا».
وأضاف: «لقد أكدت القمة الخليجية - الأميركية التي عُقدت مع فخامة الرئيس دونالد ترامب، في عام 2017 أهمية تعزيز أمن دول مجلس التعاون الخليجي العربي، وحماية مصالحه، ومكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيماته، وتعزيز القدرات العسكرية والأمنية والدفاعية لدول المجلس، والتصدي لمختلف التهديدات، ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية برؤية مشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي».
وأشار إلى أن «دول المجلس تشارك الولايات المتحدة إيمانها بأهمية الشراكة الاقتصادية والتعاون التجاري، وتعد الولايات المتحدة شريكاً تجارياً واستثمارياً رئيسياً لدولنا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة في عام 2024 قرابة 120 مليار دولار أميركي، ونتطلع لاستمرار العمل مع الولايات المتحدة الأميركية للتبادل التجاري، وتقوية العلاقات الاقتصادية، وفتح آفاق جديدة للاستفادة من الفرص والتعاون في جميع المجالات بما يحقق مصالحنا المشتركة».
وقال الأمير محمد بن سلمان: «إن المستقبل الذي نتطلع إليه من خلال تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب وجود بيئة مستقرة وآمنة، ونحن مدركون حجم التحديات التي تواجهها منطقتنا، ونسعى معكم فخامة الرئيس وبالتعاون مع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي لوقف التصعيد في المنطقة، وإنهاء الحرب في غزة، وإيجاد حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة، بما يحقق الأمن والسلام لشعوب المنطقة. كما نؤكد دعمنا لكل ما من شأنه إنهاء الأزمات ووقف النزاع بالطرق السلمية».
وأضاف: «من هذا المنطلق، تستمر المملكة في تشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية والوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن، وسنواصل جهودنا لإنهاء الأزمة في السودان من خلال منبر جدة الذي يحظى برعاية سعودية - أميركية، وصولاً إلى وقف إطلاق نار كامل في السودان، ونؤكد إلى أهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها، وضرورة دعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار».
وأشاد بقرار الرئيس الأميركي «بإزالة العقوبات عن الجمهورية العربية السورية الشقيقة، ما سيرفع من معاناة الشعب السوري الشقيق ويفتح صفحة جديدة نحو النمو والازدهار».
وأضاف: «نجدد دعمنا للجهد الذي يقوده فخامة الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية لإصلاح المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة والمحافظة على سيادة لبنان وسلامته. ونرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين باكستان والهند، ونأمل أن يسهم ذلك في احتواء التصعيد وعودة الهدوء بين البلدين».
وفي ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أكد ولي العهد «استعداد المملكة لمواصلة مساعيها الرامية للوصول إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة الأوكرانية»، مرحباً بجهود الرئيس الأميركي ومساعيه لإنهاء هذه الأزمة التي يوليها اهتماماً بالغاً.
وأضاف: «تؤكد قمتنا اليوم الحرص على استمرار التعاون والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية، إيماناً منها بأهمية ذلك في إرساء الدعم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. ونتطلع إلى أن تسهم هذه القمة لتحقيق مستهدفاتها المشتركة بما يحقق مصالح النمو والرخاء لشعوبنا والتقدم».