فكّ قائد المنتخب الإنكليزي هاري كاين أخيراً العقدة ، الأحد، بالفوز بأول ألقابه، عندما توّج بالدوري الألماني لكرة القدم، وهو في الـ31 من عمره في موسمه الثاني مع بايرن ميونخ.
وقبل أيام قليلة من الإعلان الرسمي عن تتويج النادي البافاري، أشاد الرئيس الفخري للأخير أولي هونيس بمهاجمه بحرارة عبر قناة «سكاي سبورتس ألمانيا»، قائلاً: «لا أحد يستحق ذلك أكثر منه. إنه يقاتل، ويعمل بجد، ويسجل عدداً هائلاً من الأهداف، ولكنه أيضاً يعمل من أجل الفريق بأكمله».
وبعد دقائق من تعادل باير ليفركوزن مع مضيفه فرايبورغ 2-2 في ختام المرحلة الـ32، وهي المباراة التي تابعها في أحد مطاعم ميونخ مع زملائه، والتي ضمنت اللقب لبايرن ميونخ، نشر كاين قصة على حسابه على «إنستغرام»، ظهرت فيها كأس ذهبية على خلفية سوداء.
ويُعدّ نجم توتنهام الإنكليزي السابق والذي تم التعاقد معه مقابل 100 مليون يورو، وهو مبلغ قياسي في الدوري الألماني، أحد أكثر المهاجمين تألّقاً في جيله، وقائداً وهدّافاً لمنتخب الأسود الثلاثة (71 هدفاً)، وهدّافاً لكأس العالم 2018 برصيد 6 أهداف، ودوري أبطال أوروبا عام 2024 (8)، والدوري الإنكليزي أعوام 2016 (25)، و2017 (29)، و2021 (23)، والدوري الألماني عام 2024 (36)، والحذاء الذهبي الأوروبي (2024).
ومع ذلك، فبعد أن بلغ الـ30 من عمره في صيف عام 2023، لم يكن فاز بعد بلقب جماعي، ليفكّ العقدة هذا الموسم.
وقبل التتويج، لعب كاين وخسر 6 مباريات نهائية، بينها مباراتان نهائيتان مع منتخب إنكلترا في كأس أوروبا في عام 2021 أمام إيطاليا وفي عام 2024 أمام إسبانيا، ومباراة نهائية مع توتنهام في دوري الأبطال أمام مواطنه ليفربول في عام 2019.
كما احتل المركز الثاني في الدوري الإنكليزي مع توتنهام (2017).
ولكي يختبر أخيراً فرحة رفع الكأس بعدما أمضى مسيرته في إنكلترا، وقّع في صيف عام 2023 مع «بايرن»، عملاق كرة القدم الألمانية الذي فاز بلقب واحد على الأقلّ كل عام منذ عام 2012.
وفي اليوم التالي لتوقيعه، في 12 أغسطس، نجح «بايرن» في تأهيله لخوض كأس «السوبر» الألمانية في اللحظة الأخيرة، على أمل كسر العقدة سريعاً. ولعب لمدّة نصف ساعة، لكن «بايرن» خسر أمام لايبزيغ 0-3 على ملعبه «أليانتس أرينا» في ميونخ.
كان موسمه الأول في ميونخ انعكاساً لمسيرته الاحترافية، حتى ذلك الوقت. وبتسجيله 36 هدفاً في الدوري الألماني، كان قريباً أكثر من مرّة من الرقم القياسي في عدد الأهداف في موسم واحد في الـ«بوندسليغا» والمسجل باسم نجم بايرن ميونيخ السابق البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وتمكن من الفوز بالحذاء الذهبي الأوروبي.
ولكنه لم يحرز لقباً جماعياً بسبب المشوار المثالي لباير ليفركوزن في الدوري والكأس المحلية الموسم الماضي، بينما انتهت مغامرته مع العملاق البافاري في دوري الأبطال عند الدور نصف النهائي على يد ريال مدريد الإسباني في طريقه الى اللقب الـ15 في تاريخه.
وتم التعاقد مع كاين لخلافة ليفاندوفسكي المنتقل إلى برشلونة الإسباني في يوليو 2022، وقدّم صورة هجومية مختلفة تماماً عن الدولي البولندي، حيث يشارك بشكل أكبر في بناء اللعب.
وبموجب عقده مع بايرن ميونيخ لموسمين إضافيين، ستكون لديه الفرصة لإضافة المزيد إلى قائمة إنجازاته في الأسابيع المقبلة، مع اقتراب كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة (من 14 يونيو الى 13 يوليو) والكأس «السوبر» المحلية (16 أغسطس)، ثم يأتي الحلم الأوروبي الجديد في دوري الأبطال.
وفي المنتخب الوطني، تم تعيين الألماني توماس توخل، الذي لعب بإشرافه في بايرن ميونخ من نهاية مارس 2023 إلى منتصف مايو 2024، مدرباً لمنتخب «الأسود الثلاثة»، وأكد كاين كقائد من دون تردّد.
وعلى المدى القصير، يركّز كاين أنظاره على كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وعلى المدى المتوسط على كأس أوروبا 2028 في إنكلترا، عندما سيكون عمره 35 عاماً.