الصيف الماضي كنت على موعد مع مانهاتن عاصمة المال والأعمال في زيارة استغرقت أسبوعاً، تعرفت فيها على مدينة الأحلام كما يسوِّق لها الإعلام الأميركي، وفي تلك الأيام صادف موت زعيم الروك الأميركي مايكل جاكسون، وجلست أتابع تغطية أحداث وفاته في لوس أنجليس وبقية الولايات الأميركية، وخروج الناس للشوارع وتأثرهم الشديد لموته، وحملهم الشموع والدموع تتساقط من أعينهم.
وهكذا بدأوا يحركون الشارع لتلك القضية، ويشغلون الناس بموضوع تَرِكَتِه، وابنتيه اللتين تبناهما، وحصتهما من التركة، وغيرها من المواضيع المثيرة، كما أنهم نقلوا وعلى الهواء مباشرة بثاً حيا من مدينة مانهاتن التي أقطن فيها، ومن «التايم سكوير» بالتحديد، الذي لا يبعد عن مكان سكني سوى خمس دقائق مشياً على الأقدام، وهو على فكرة أكثر الميادين شهرة في مدينة مانهاتن.
انطلقت مسرعاً للتايم شير، لأرى تأثر الناس، وماذا يفعلون حالياً، كما قالت الـ «سي ان ان»، ولكني اكتشفت أن الموضوع تلفيق في تلفيق، وأن الأمور تسير على أحسن ما يرام، ولم أر أن تغير ما حدث في ذلك الميدان الذي يعج بالسائحين من كل أصقاع الأرض، تلفت حولي لعلي لم أنتبه، ولكن باءت محاولاتي بالفشل.
علمت وقتها كم أن الإعلام الأميركي قادر على صناعة الحدث واستثماره لصالحه، وشغل الناس بالموضوع الذي يريد، وبالطريقة التي يختارها، وبأحدث التقنيات، كيف لا وهم صناع هوليوود، وأرباب الإعلام وسدنته.
تذكرت هذه الحادثة وأنا أتابع أحداث المسجد الأقصى، وبني صهيون يعيثون فيه فساداً، وها هم يحاولون بناء هيكلهم المزعوم، ليحققوا أحلامهم، وها هي آلتهم الإعلامية تساندهم ليل نهار، لتقلب الحق باطلاً، والباطل حقاً، ونبقى نحن نندب حظنا، وكيف نترك لليهود، قتلة الأنبياء، أن يشكلوا نظرتنا تجاه العالم والأحداث.
إعلامنا للأسف مازال يعيش في الماضي، من خلال قنوات الطرب الأصيل، وقنوات الشعر ومزاين الإبل، وليحترق المسجد الأقصى، وليتهدم مسجد قبة الصخرة، فالأمر غير مهم، فهي قضية فلسطينية صرفة، ليس لنا دخل بها، وبإمكانهم، أي الفلسطينيين، التعايش مع اليهود متى ما قبلوا بالحلول الإسرائيلية، التي يفرضونها دون إمكانية فرض أي شروط.
د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com
وهكذا بدأوا يحركون الشارع لتلك القضية، ويشغلون الناس بموضوع تَرِكَتِه، وابنتيه اللتين تبناهما، وحصتهما من التركة، وغيرها من المواضيع المثيرة، كما أنهم نقلوا وعلى الهواء مباشرة بثاً حيا من مدينة مانهاتن التي أقطن فيها، ومن «التايم سكوير» بالتحديد، الذي لا يبعد عن مكان سكني سوى خمس دقائق مشياً على الأقدام، وهو على فكرة أكثر الميادين شهرة في مدينة مانهاتن.
انطلقت مسرعاً للتايم شير، لأرى تأثر الناس، وماذا يفعلون حالياً، كما قالت الـ «سي ان ان»، ولكني اكتشفت أن الموضوع تلفيق في تلفيق، وأن الأمور تسير على أحسن ما يرام، ولم أر أن تغير ما حدث في ذلك الميدان الذي يعج بالسائحين من كل أصقاع الأرض، تلفت حولي لعلي لم أنتبه، ولكن باءت محاولاتي بالفشل.
علمت وقتها كم أن الإعلام الأميركي قادر على صناعة الحدث واستثماره لصالحه، وشغل الناس بالموضوع الذي يريد، وبالطريقة التي يختارها، وبأحدث التقنيات، كيف لا وهم صناع هوليوود، وأرباب الإعلام وسدنته.
تذكرت هذه الحادثة وأنا أتابع أحداث المسجد الأقصى، وبني صهيون يعيثون فيه فساداً، وها هم يحاولون بناء هيكلهم المزعوم، ليحققوا أحلامهم، وها هي آلتهم الإعلامية تساندهم ليل نهار، لتقلب الحق باطلاً، والباطل حقاً، ونبقى نحن نندب حظنا، وكيف نترك لليهود، قتلة الأنبياء، أن يشكلوا نظرتنا تجاه العالم والأحداث.
إعلامنا للأسف مازال يعيش في الماضي، من خلال قنوات الطرب الأصيل، وقنوات الشعر ومزاين الإبل، وليحترق المسجد الأقصى، وليتهدم مسجد قبة الصخرة، فالأمر غير مهم، فهي قضية فلسطينية صرفة، ليس لنا دخل بها، وبإمكانهم، أي الفلسطينيين، التعايش مع اليهود متى ما قبلوا بالحلول الإسرائيلية، التي يفرضونها دون إمكانية فرض أي شروط.
د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com