أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن استبداله لن يكون «سهلاً»، في وقت ترغب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب برحيله بسبب رفضه الرضوخ لمطالبها، بينما أكدت بريطانيا أنها وفرنسا لم تتفقا على اقتراح هدنة جزئية تحدث عنه الرئيس إيمانويل ماكرون.

وقال زيلينسكي، للصحافة في لندن، مساء الأحد، «نظراً إلى ما يحدث، ونظراً إلى الدعم، فإن استبدالي ببساطة لن يكون بهذه السهولة».

والأسبوع الماضي، اتهم ترامب نظيره الأوكراني بأنه «ديكتاتور»، نظراً إلى عدم إجراء انتخابات أرجئت بسبب الحرب.

وأضاف زيلينسكي «لن تكون المسألة مجرد تنظيم انتخابات. بل سيتعين أيضا منعي من الترشح، وهو الأمر الذي سيكون أكثر تعقيداً بعض الشيء».

وذكّر الرئيس الأوكراني الذي يسعى إلى الحصول على ضمانات أمنية لبلاده في حال وقف إطلاق النار، بأنه سبق أن عرض استقالته في مقابل انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال مساء الأحد «إذا كان هناك حلف شمال الأطلسي وكانت هناك نهاية للحرب، فهذا يعني أنني أنجزت مهمتي».

وصعّدت واشنطن الضغوط على زيلينسكي مجدداً الأحد، عبر تلميح مسؤولين فيها إلى ضرورة رحيله.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز «نحتاج إلى قائد قادر على التعامل معنا والتعامل مع الروس في وقت ما وإنهاء هذه الحرب».

لا اتفاق

وعقد قادة دول حليفة لأوكرانيا قمة الأحد في لندن لإظهار دعمهم لكييف والالتزام بفعل المزيد من أجل الأمن في أوروبا وبتعزيز الإنفاق الدفاعي، مع تمسّكهم بضرورة توفر دعم قوي من الولايات المتحدة، عقب المشادة الكلامية الحادة بين ترامب وزيلينسكي.

وأفاد ماكرون صحيفة «لو فيغارو» بأن لندن وباريس اقترحتا هدنة مدتها شهر «جواً وبحراً وفي منشآت الطاقة».

وذكر أن الهدنة لن تشمل المعارك الميدانية، أقله في البداية.

لكن وزير الدولة البريطاني للقوات المسلحة لوك بولارد قال لإذاعة «تايمز»، أمس، «لم يتم التوصل إلى اتفاق على شكل الهدنة».

وأضاف «لكننا نعمل مع فرنسا وحلفائنا الأوروبيين للبحث في مسار كيفية... التوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا».

وأشار مصدر في الحكومة البريطانية، طلب عدم الكشف عن هويته إلى وجود «الكثير من الخيارات المطروحة على الطاولة وهي موضع مباحثات إضافية مع الشركاء الأميركيين والأوروبيين، لكن لم يتم الاتفاق على هدنة لمدة شهر واحد».

ترامب وموسكو

أميركياً، ردّ ترامب، على الانتقادات التي يواجهها على خلفية تقاربه المتزايد مع موسكو حيال ملف أوكرانيا، قائلاً إن على الولايات المتحدة تخفيف شعورها بالقلق حيال الرئيس فلاديمير بوتين.

وكتب على منصته «تروث سوشال» ليل الأحد: «علينا تمضية وقت أقل ونحن نشعر بالقلق من بوتين وأن نمضي المزيد من الوقت في القلق من عصابات المهاجرين التي تضم مغتصبين وتجار مخدرات وقتلة وأشخاصاً من مصحات عقلية يدخلون إلى بلدنا - حتى لا ينتهي الأمر بنا مثل أوروبا».

وفي موسكو، حضّ الكرملين على «إرغام» زيلينسكي على تحقيق «السلام».

وقال الناطق ديميتري بيسكوف «يجب على أحد ما أن يرغم زيلينسكي على تغيير رأيه. فهو لا يريد السلام. يجب على أحد ما أن يرغمه على الرغبة في تحقيق السلام».