أكد وكيل وزارة الداخلية الفريق الشيخ سالم النواف، أن «تعزيز دور الشرطة النسائية ليس لمجرد تحقيق التوازن والمساواة، بل ضرورة حتمية لضمان أمن أكثر شمولية واستدامة».

جاء ذلك، في تصريح أدلى به النواف، خلال حضوره مبادرة الملتقى الخليجي الأول للشرطة النسائية التي عقدتها وزارة الداخلية، برعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، بمشاركة نخبة من القيادات الأمنية النسائية بدول الخليج.

وقال الفريق النواف إن المبادرة تعكس الالتزام المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي بتعزيز التعاون الأمني، لا سيما أن «التغيرات المتسارعة على الساحة الأمنية تجعل من الضروري تعزيز دور الشرطة النسائية». كما نوّه بأن «المبادرة تهدف لتبادل الخبرات والتجارب، والارتقاء بقدرات المرأة في المجال الأمني، مما يعزز جاهزية وزارة الداخلية لمواكبة التحديات الإقليمية والعالمية، ونحرص على أن تكون هذه المناسبات سنوية، للاستفادة من خبرات الشرطة النسائية في دول مجلس التعاون».

وذكر أن «دور المرأة أصبح فعالاً في المجالات كافة، وليس محصوراً بالجانب الأمني، ولذلك حرصنا على أن يتم تبادل الخبرات في مثل هذه الملتقيات التي تنعكس على مجتمعنا الخليجي بالفائدة ونعزز هذه المواهب والخبرات من خلال الزيارات المتبادلة». وختم بالقول «أثبتت المرأة أنها تتحمل المسؤولية وأن تكون أخت الرجل، في المجالات كافة، لاسيما أنها تلتزم بكل التعليمات التي تصدر من رؤسائها، لذلك نرى دور المرأة فعالاً في عملية الالتقاء والاستفادة من خبرات زميلاتهن في دول الخليج».

دور ريادي

من جهتها، أكدت مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان السفيرة الشيخة جواهر الصباح، أن «الملتقى يأتي تأكيداً على الدور الريادي الذي تلعبه الكويت بتعزيز العمل المشترك، في دعم المرأة الكويتية والخليجية في جميع المجالات خاصة في القطاع الأمني».

وأضافت الشيخة جواهر أن «الملتقى يعد قفزة نوعية نحو تسليط الضوء على الدور المهم الذي تؤديه المرأة الخليجية في المجال الشرطي والأمني، خاصة أن المجال لطالما ارتبط بالتحديات والمسؤوليات الجسام».

وأشارت إلى أهمية تهيئة البيئة المناسبة والداعمة وتوفير برامج تدريب وتأهيل متخصصة تتناسب مع قيمنا العربية والإسلامية.

مساهمة

بدورها، أوضحت مديرة الإدارة العامة للشرطة النسائية في مملكة البحرين الشقيقة، اللواء منى علي عبدالرحيم، أن «مشاركتنا اليوم في الملتقى بهدف الاستفادة من الخبرات ودور الشرطة النسائية في دول مجلس التعاون الخليجي، وتبادل أفضل ما توصلت إليه إدارات الشرطة النسائية، وموضوع إشراكها في قطاعات وزارة الداخلية كافة».

وقالت اللواء منى، في تصريح لـ«الراي» إن «مملكة البحرين من أوليات الدول العربية، والأولى في دول مجلس التعاون الخليجي، التي أنشأت جهازاً خاصاً للشرطة النسائية في سنة 1970، ومضى عليه نحو 50 عاماً، ومن ضمن الإنجازات التي قمنا بها المساهمة في تأسيس شرطة نسائية في دولة الكويت الحبيبة، حيث عملنا على التدريب في الجوانب الإدارية التدريبية والميدانية والرياضية، وكنا نحو 10 ضابطات وضابطات صف، وبدأنا مع تأسيسها في سنة 2008، وبقينا لغاية 2012، وخرجنا 4 دفعات».

توصيات... تمكين المرأة أمنياً

ذكرت الشيخة جواهر الصباح أن الملتقى خرج بمجموعة من التوصيات المهمة لتمكين المرأة في القطاع الأمني، والتي تضمنت الاستمرار في عقد الملتقى بشكل دوري ومنتظم بهدف مواصلة تبادل الخبرات والمعرفة وتطوير المهارات وبناء شبكات علاقات بين المهتمين.

وبينت أن التوصيات تضمنت أيضاً تعزيز برامج التدريب والتأهيل، من خلال توفير برامج متخصصة تتناسب مع احتياجات العمل الأمني وقيمنا العربية والإسلامية، وزيادة مشاركة المرأة في المحافل الدولية بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع القيادات الأمنية النسائية في مختلف دول العالم، وأخيراً دعم المبادرات التي تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع الأمني.

نصيحة للبنات بالانضمام للشرطة

وجهت مديرة الإدارة العامة للشرطة النسائية في مملكة البحرين الشقيقة، اللواء منى علي عبدالرحيم رسالة إلى «أخواتي وبناتي في الكويت، لا تترددن في الانضمام إلى سلك الشرطة، لأن البلد بحاجة لَكُنَّ، لاسيما أن العمل الأمني واجب وطني، وهو رد الجميل لأرضه». وأضافت «أنا على يقين بأن المرأة لديها القوة البدنية والذهنية والطاقة أن تتحمل كل ما يطلب منها، في سبيل حماية والدفاع عن الوطن».

وبينت اللواء منى أن «المرأة في السلك العسكري وصلت إلى أعلى المناصب والرتب، من ضابطات صف إلى رتبة لواء، وهذا يدل على أن المراة لديها القدرة على العمل العسكري في كافة قطاعاته وتستطيع أن تتميز حسب خبرتها وتحصيلها العلمي، وأن تصل إلى المناصب القيادية، ولدينا طموح نعانق به عنان السماء من خلال الضبط والربط الذي نسير به».