| خاص «الراي» |
عللّ الممثل الأميركي الشاب مات دايمون مشاركته في فيلم Green Zone الذي سيبدأ عرضه في صالات السينما الكويتية انطلاقاً من 18 مارس الجاري والذي تدور قصته حول جندي أميركي يدعى روي ميللر يكلّف بمهمة مع زملائه بالتنقيب عن مواقع مشبوهة في المنطقة الخضراء في العراق يعتقد أنها تحوي أسلحة دمار شامل، بالقول ان المخرج بول غرينغراس الذي شاركه نجاحات الأجزاء الثلاثة من سلسلة Bourne كان يرغب بشدّة أن يصنع فيلماً يكشف حقيقة ما يدور في العراق واتضحت الرؤية أمام عينيه عندما وقع على كتاب بعنوان Imperial Life in the Emerald City «حياة امبراطورية في مدينة الزمرد» فدفعه إلى دايمون قائلاً «ينبغي ان تقرأ هذا الكتاب». وكانت الشرارة الأولى التي أسفرت عن ولادة فيلم Green Zone المفعم بالواقعية والذي يضم جنوداً حقيقيين وليس كومبارساً ارتدوا ثياب الجندية.
دايمون كشف النقاب عن العديد من الأمور التي حصلت في كواليس التصوير وأبرزها استبدال المنطقة الخضراء في جنوب العراق بريف اسبانيا الذي يشبه تلك المنطقة إلى حدٍّ بعيد وكيف عانى فريق الفيلم من البرد القارص في لندن وسواها من التفاصيل في الحوار الشيق التالي:

• متى بدأتما انت والمخرج السينمائي بول غرينغراس التخطيط لهذا المشروع؟
- الواقع أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر وحرب العراق كانا حدثين هائلين حصلا في العقد الفائت، ولقد اراد بول ان يصنع افلاما سينمائية عنهما فبدأ بفيلم «United 93» وعندما حان وقت انخراطنا معاً في تصوير فيلم «The Bourne Ultimatum» اخبرني آنذاك بأنه كان مستعداً لانتاج فيلم يتناول حرب العراق لكنه لم يستطع ان يحدد على وجه الدقة ما سيكون عليه موضوع ذلك الفيلم، حتى قرأ ذات يوم كتاب الممثل راجيف تشاندرا سيكاران الذي يحمل عنوان «حياة امبراطورية في مدينة الزمرد» واتذكر اننا كنا في مدينة طنجة المغربية عندما قال لي «ينبغي ان تقرأ هذا الكتاب».
• وما الاسلوب الذي انتهجه في التعامل مع ذلك الفيلم؟
- الواقع انه كان قد انتهى فعلياً من فيلمي «الاحد الدموي» «Bloody Sunday» و«United 93» وهما الفيلمان اللذان كانت قصتاهما قائمة على أحداث حقيقية، بالاضافة إلى سلسلة افلام الحركة والاثارة الضخمة التي تحمل عنوان «Bourne». وهكذا فإن الفكرة كانت تكمن في الدمج بين هذين النوعين من الافلام وتصوير فيلم اثارة ضخم حصلت احداثه فعليا على ارض الواقع.
• ما رأيك في شخصية «ميللر» التي لعبتها في فيلم «Green Zone»؟
- «ميللر» قائد عسكري صالح ورجل محترم يذهب الى العراق للبحث عن أسلحة دمار شامل، وهكذا فإن مهمته واضحة جداً، لكنه يكتشف ان الامور هناك مختلفة تماما عمَّا كان يعتقد اساسا وهو الامر الذي يدفعه الى التساؤل بحيرة: «ما الذي حصل؟».
• هذا يعني أن شخصية «ميللر» تدلّ الى شخص حقيقي أليس كذلك؟
- أجل. إنها شخصية «مونتي غونزاليز» الذي تولى قيادة فرقة «META» التي دخلت اول موقع عراقي مشتبه باخفائه اسلحة دمار شامل، واخضعته للتفتيش، والواقع انه كان يتوقع ان يعثر على تلك الاسلحة هناك. واخبرني شخصيا بأنه اراد ان يكون اول من يظهر على شاشة شبكة «سي ان ان» الاخبارية حاملا الدليل الملموس.
• ومتى تحقق ان ثمة ما يدعو إلى الريبة؟
- أدرك ذلك في اول موقع قام باستكشافه وتفتيشه، وهو الموقع الذي كان عبارة عن مصنع لانتاج البورسيلان وكان مشتبها بأنه منشأة من المنشآت ذات الاستخدام المزدوج، بمعنى انه كان من المعتقد انه كان يؤوي ايضا اسلحة دمار شامل في داخله. وفي فيلمنا لدينا بداية مثيرة جدا اذ اننا ندخل إلى مصنع ولا نجد فيه شيئاً (من اسلحة الدمار الشامل) ثم يبدأ «ميللر» بالتذمر قائلا ان تلك هي المرة الرابعة التي نفتش فيها موقعاً ولا نعثر على اي اثر لاسلحة دمار شامل، في حين أن «مونتي» تحقق فعلياً من ان ثمة أمراً مريباً منذ محاولته الاولى للعثور على اسلحة دمار شامل، وعندئذٍ بدأ جميع قادة فرق البحث والتفتيش التشاور في ما بينهم.
• صف لنا تجربة لقائك مع «مونتي غونزاليز»؟
- عندما التقيته للمرة الأولى جلسنا معاً لمدة 4 ساعات وتحدَّثنا عن أشياء كثيرة اكتشفت من خلالها انه في سن مطابقة لسنّي، وأننا تخرَّجنا من المدرسة الثانوية في السنة عينها، على الرغم من ان كل واحد منا اختار مساراً دراسياً مختلفا بعد ذلك، ولكن عندما سألته عن سبب مشاركته في ذلك الفيلم فكر في السؤال لبرهة ثم أجاب قائلا «لأنني اعتقد اننا كأميركيين في حاجة إلى ان نستعيد سلطتنا الاخلاقية».
• قصة الفيلم تشهد منعطفاً هائلاً عندما يتقابل «ميللر» مع العراقي «فريدي» الذي يلعب دوره خالد عبدالله، وذلك بعد الفشل في العثور على اي من اسلحة الدمار الشامل؟
- خالد عبدالله ممثل رائع ويمتلك روحاً مفعمة بالعواطف الوجدانية وهو ما يجعله يبدو نابضاً بالحياة والحيوية على الشاشة، واستطيع القول ان الفضل في تميُّز فيلم «Green Zone» يعود الى خالد وبقية أفراد طاقم العمل الذين تعاونت معهم، كما إن جزءاً كبيراً من الفضل يعود أيضاً إلى جهود بول غرينغراس وذلك لانه استخدم جنودا حقيقيين بدلا من الاستعانة بممثلين ليلعبوا دور الجنود.
• وهل اسهم وجودهم في دعم ادائك في الفيلم؟
- لقد كان ادائي (في الفيلم) مختلفا تماما لانني شعرت وكأنني كنت محاطا بثلاثين مستشاراً فنياً، فكل شيء قاموا به كان صحيحا، كما انني لم اكن بحاجة إلى ان اخبرهم اين ينبغي ان يقفوا (اثناء التصوير) او كيف يتحركوا. ولو ان المرء احضر مجموعة من الممثلين وحاول ان يجعلهم يمثلون ذلك الفيلم لاحتاج الامر الى قدر كبير جدا من العمل والجهد ومع ذلك لن تكون النتيجة على المستوى نفسه من المصداقية.
• كيف استطاع بول غرينغراس اضفاء كل هذا القدر من الواقعية على الفيلم؟
- من الصعب شرح هذا الامر، فغرينغراس يأخذ السيناريو ثم يشرِّح كل مشهد على حدة دون ان يكترث كثيرا بالجوانب والاعتبارات التقنية .
لا ريب أن باستطاعة الممثلين السينمائيين ان يبتكروا افكارا وعبارات جديدة خلال التصوير، لكن هذا الامر لا يحصل مع غرينغراس، وذلك لانه عندما لا يكون احد على دراية بما سيحصل فانه يلجأ إلى خلق تلك «الفوضى الجميلة» التي تبدو شديدة الواقعية عندما يتم تصوير وقائعها بالطريقة الصحيحة.
• وهذا الذي يجعل فيلم «Green Zone» يبدو واقعياً جداً...؟
- نعم، كما انه فيلم مليء بمناقشات حقيقية كتلك التي كانت تدور بين اناس حقيقيين في عالم الواقع، وكمثال على ذلك هناك المشهد الذي اظهر فيه مع «غريغ كينير» و«بيرنارد غليسون» خلال مؤتمر عبر شاشات التلفزة حيث نقوم نحن الثلاثة باستعراض ومناقشة آراء الحالمين في مقابل آراء من يعشيون على ارض الواقع.
• بعد تصوير فيلميك الاخيرين من سلسلة Bourne مع غرينغراس كيف تمكّن من مفاجأتك في هذه المجموعة؟
- لم اعمل معه في فيلمي «الاحد الدامي» و«United 93»، حيث لم يستخدم غرينغراس ممثلين بل شخصيات من الواقع، واعتمد على مشاهد تمثيلية ارتجالية تتراوح مدتها من 30 إلى 60 دقيقة، ولكنني كنت اتوقع أن يعيد الكرّة في «Green Zone» نظرا لانني تحدثت معه بالتفصيل عن كيفية اخراجه لهذين الفيلمين. وعلى الرغم من ذلك، ما دعاني إلى البهجة كممثل هو ان يتوفر لديك الاحساس القوي بين ما تحتاج لتحقيقه في مشهد ما، وما تريده شخصيتك مع العلم انه يوجد اناس آخرون لديهم الشعور نفسه والحاجة الماسّة عينها.
• هل يمكنك ان تعطي مثالاً عن كيفية ان البيئة غير المتوقّعة تضيف إلى الممثل خبرة مثيرة؟
- كان هناك مشهد يجمعني بسعيد فرج حيث لم يكن يستمع لي وطلبت من جندي في البحرية ان يكمم فمه، ولن انسى ابداً التعابير الصادقة التي ارتسمت على وجهه لانه لم يكن يدرك إلى اي مدى ستطوّر الامور. واتذكر انه حتى لو لم يناسب ذلك استمرارية المشهد، فانه كان سينتهي على اساس انه المشهد المناسب.
• هل تطلب التصوير جهداً جسدياً قاسياً؟
- نوعاً ما ولكنه كان مقبولاً. اردت ان ارتدي الملابس العسكرية الحقيقية لان كل تلك التفاصيل تساعد في ان يكون اداؤك حيا وخاصةً اذا كنت محاطا بالجنود وتريد ان يتسلل إليك الشعور أنك واحد منهم أيضا.
• لقد تم تصوير معظم مشاهد الفيلم في المغرب؟
- نعم، لقد كانت المغرب المكان الذي صورنا فيه معظم احداث الفيلم وقد كان المغرب بلدا مضيافا. كانت المرة الثالثة التي أعمل فيها في المغرب ولدي العديد من الاصدقاء في مجتمع السينمائيين هناك.
• لقد ذهبت إلى اسبانيا ايضا؟
- أمر مذهل حقاً لان المشرف على المؤثرات المرئية بيتر تشيانغ جعل من اسبانيا تبدو كما لو انها المنطقة الخضراءGreen Zone في العراق. مع العلم أن الجنوب الاسباني لا يمتّ إلى المنطقة الخضراء في العراق بصلة، لكن توحدت رؤية بول وخبرة بيتر لتحويل هذا الأمر إلى واقع.
• ولندن كانت موقع التصوير الثالث؟
- نعم وكان الجو بارداً جداً عندما كنا هناك، ولكنك لا تستطيع ان تقول ذلك في الفيلم.
• ما الذي كنت تشعر به عندما رأيت فيلم المنطقة الخضراء مكتملاً؟
- أدهشني ذلك! والآن اشعر بفضول كبير كي ارى كيف سيتفاعل الناس معه.