أكد وزير النفط الكويتي طارق الرومي رعاية واهتمام صاحب السمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح بالشباب والعاملين في مجال القطاعات الحيوية والنفطية، إذ يحثّ دائماً على الاهتمام بالكوادر الوطنية العاملة في مجال النفط والطاقة واستثمار طاقات الشباب الكويتي للاستفادة القصوى من أفكارهم وإبداعاتهم بما يعود بالنفع والفائدة على البلد.
كلام الرومي جاء خلال مؤتمر الاتحاد العربي لعمال النفط والمناجم والكيماويات، بحضور الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف السعود، والرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت أحمد العيدان، والرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية وضحة الخطيب.
وأضاف الرومي أن الكويت ومن خلال وزارة النفط وشركاتها الوطنية، تحرص دائماً على تعزيز بيئة العمل، ورفع كفاءة الكوادر الوطنية، وضمان أعلى معايير السلامة والاستدامة البيئية، معرباً عن تطلعاته أن يكون هذا المؤتمر منصة حوار مثمرة، تسهم في تبادل الأفكار البناءة وتعزيز التعاون بين جميع الدول الأعضاء في الاتحاد العربي لعمال النفط والمناجم والكيماويات.
وأوضح أن المؤتمر يجمع نخبة من الخبراء والمختصين في قطاعات النفط والمناجم والكيماويات من مختلف الدول العربية، ويعكس روح التعاون والتكامل بينها، ويؤكد أهمية تبادل الخبرات والتجارب المواجهة التحديات وتعزيز مسيرة التنمية في صناعاتنا الحيوية، معرباً عن «أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات تسهم في تطوير هذه القطاعات الحيوية لما فيه الخير لشعوبنا وأوطاننا».
وقال: إن «قطاع النفط والصناعات الاستخراجية والكيماوية يمثّل أحد الأعمدة الرئيسية لاقتصاداتنا، ودوره يتعاظم في ظل المتغيّرات العالمية السريعة التي تفرض علينا تكثيف الجهود لتحقيق الاستدامة وضمان أمن الطاقة للأجيال القادمة، وهنا يأتي دوركم كعمال وقادة في هذه الصناعات، فأنتم الأساس الذي تعتمد عليه دولنا في تحقيق رؤاها الطموحة».
إنجازات مهمة
من جهته، قال رئيس اتحاد عمال الكويت صباح العقاب، إن الاتحاد العام لعمال الكويت يُعد جزءاً أصيلاً من المنظومة النقابية العربية، ونؤمن إيماناً راسخاً بأهمية تكاتف الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة التي تصب في مصلحة العمال.
وأشار إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها النقابات النفطية، والتي استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات المهمة، سواء في تحسين بيئة العمل، أو تعزيز الامتيازات العمالية، أو الدفاع عن الحقوق المكتسبة، لافتاً إلى حرص النقابات على تعزيز قنوات الحوار الاجتماعي مع إدارات الشركات، ما أسهم في خلق بيئة عمل مستقرة وآمنة.
وأشاد العقاب بالدور المحوري الذي يقوم به الاتحاد العربي لعمال النفط والمناجم والكيماويات في الدفاع عن حقوق العمال العرب وتعزيز مكانتهم في القطاعات النفطية والصناعية، موضحاً أن الاتحاد استطاع تحقيق العديد من المكاسب العمالية من خلال مواقفه القوية والمؤثرة، ودعمه المستمر للحقوق العمالية، فضلاً عن تعزيز التعاون النقابي العربي بما يحقق المصالح المشتركة للجميع.
وتابع: «نحن على ثقة تامة بأن اجتماعات الأمانة العامة والمجلس المركزي ولجنة المرأة العاملة العربية ستثمر عن قرارات وتوصيات مهمة تخدم مسيرة العمل النقابي العربي، وتسهم في تحقيق المزيد من المكاسب العمالية»، مبيناً أن التعاون الجماعي، والقرارات المدروسة، والجهود المخلصة، هي المفتاح لتحقيق التقدم وتعزيز دور النقابات في دعم العمال وتمكينهم من مواجهة التحديات.
تذليل العقبات
بدوره، قال نائب رئيس اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات حسين الميل، إن هذه الاستضافة أتت برعاية ودعم كامل من القطاع النفطي انطلاقاً من توجيهات وزير النفط ودعم مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة والتي نخص منها شركة نفط الكويت بكامل فريقها الذين سخروا كافة إمكانيات الشركة لإنجاح هذا المؤتمر، وذلك من منطلق إيمانهم بأهمية دور العاملين وحركتهم النقابية.
وأوضح أن الكويت ممثلة في اتحاد عمال البترول تتبوأ رئاسة المجلس التنفيذي للاتحاد العربي من العام 2005 وحتى تاريخنا هذا، وذلك مع الدعم الحكومي ومنح الثقة للعاملين في القطاع النفطي والذي كان حافزاً للعاملين ما انعكس إيجاباً على اقتصاد الوطن، وذلك بتحقيق إنجازات تاريخية نفطية للكويت باكتشافات نفطية متتالية مثل حقل النوخذة البحري الذي ينتج النفط الخفيف والغاز المصاحب فضلاً عن اكتشاف آخر في المياه الإقليمية لحقل الجليعة البحري، ما سيسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني بفضل الجهود التشغيلية للعاملين الذين يبذلون كل جهد لخدمة الوطن في مواقع عملهم.
وأعرب عن أمله في أن يساهم المؤتمر في تذليل العقبات التي تواجه الطبقة العاملة في مختلف البلدان العربية، مع تعزيز التعاون المشترك، وأن تثمر هذه اللقاءات عن نجاحات تصبّ في مصالح العاملين، وأن يتم تعزيز المكتسبات والحقوق العمالية، والدفاع عن الإنجازات النقابية للعاملين بالقطاع النفطي والذين يمثلون نواة الإنتاج وحجر الأساس للاقتصاد الوطني العربي.
ودعا الاتحاد العربي إلى دعم كل مطالب ومساعي اتحاد عمال البترول وصناعة البتروكيماويات الكويتي، مؤكداً أن اتحاد عمال البترول لم يدخر جهداً للحفاظ على حقوق العاملين، ومكتسباتهم، وسيسعى دائماً لتحقيق ما يصبوا إليه من رفعة ورقي للعاملين وأن يحثهم على بذل المزيد من العطاء لخدمة البلاد والقطاع النفطي.
تحديات العمال
من ناحيته، قال الأمين العام للاتحاد العربي لعمال النفط والمناجم والكيماويات الكيميائي عماد حمدي، إن اختيار شعار«دعماً للقضايا العربية ولا لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم»عنوان لهذه الدورة، له العديد من الدلالات التي تؤكد دعم الوحدة العربية، ورفض تصفية قضيتنا الأم، وهي القضية الفلسطينية.
وأضاف أن«التحديات التي تواجه العمل والعمال حول العالم، والتي تؤكد عليها منظمة العمل الدولية في كل بياناتها الرسمية من بطالة وغياب حماية اجتماعية كافية، وكذلك ما يتعرّض له العمال العرب في الأراضي العربية المحتلة، يجعلنا نحن في الاتحاد العربي للنفط والمناجم والكيماويات أمام مسؤولية كبيرة تتطلب في البداية مواصلة التمسك بوحدتنا من أجل المشاركة في مواجهة تلك التحديات، وأن نكون شركاء مع العالم في توفير بيئة عمل لائقة، لصالح العامل وصاحب العمل في نفس الوقت».
وذكر أن «المرحلة المقبلة تتطلّب الاستمرار في تنمية موارد الاتحاد العربي، وكذلك الاستمرار في نشر التوعية، والمشاركة في القرارات والتشريعات التي من شأنها ترسيخ ثقافة الحقوق والواجبات بين صاحب العمل والعامل من أجل زيادة الإنتاج في هذا القطاع الإستراتيجي، وخدمة التنمية في بلداننا العربية التي تساهم في توفير فرص العمل للشباب، ودعم خطط البناء والتعمير والتوسع في الاستثمارات وتحقيق حلم التكامل العربي والسوق العربية المشتركة».
وأكد أن البلاد العربية تمتلك من الثروات والمقومات ما يؤهلها للتقدم الاقتصادي والخروج من الأزمات الراهنة، بمشاركة الجميع، على رأسهم دور العمال التاريخي في العملية الإنتاجية والمشاركة في عملية التنمية كشركاء اجتماعيين مع الحكومات وأصحاب الأعمال.
العمل النقابي
من جانبه، قال نائب رئيس نقابة إيكويت للبتروكيماويات العضو المشارك في المؤتمر طارق الفارس إن هذه الفعاليات يكون لها دائما أثر مباشر على المؤسسات النفطية وشركاتها التابعة وتعود بالنفع عليها وعلى العاملين بها.
وأضاف الفارس أن العمل النقابي في تطور مستمر ويجب في الوقت ذاته أن يواكب التطور في العمل الإداري، داعياً إلى ضرورة استمرار التعاون بين قيادات القطاعات النفطية ورؤساء النقابات وممثليهم بما يصب في تطور الشركات والعمال.
تعاون بناء
من جانبه، أكد الأمين المساعد للشؤون القانونية بالأمانة العامة للاتحاد العربي محمد البلوشي على دور الاتحاد في تعزيز التفاهم بين النقابات العمالية والشركات العاملة في قطاع النفط، مشدداً على أهمية التعاون البناء بين هذه الأطراف بما يعود بالنفع على المؤسسات النفطية والاقتصاد الوطني بشكل عام.
وأشار إلى أن النجاح في قطاع إستراتيجي مثل النفط يعتمد بشدة على التكافل بين جميع الأطراف المعنية، فالنقابات العمالية تلعب دوراً حاسماً في تمثيل حقوق العاملين وتحفيز بيئات العمل الداعمة، بينما تمثل الشركات الجانب المجدد والمبتكر القادر على التوسع والابتكار القائم على الكفاءات المحلية.
وأكد على أهمية التدريب المهني والتنمية المستدامة للعاملين في القطاع، فهو لا يعزز المهارات الفردية للعاملين فقط، لكنه يسهم في بناء قاعدة معرفية قوية تستطيع التعامل مع التحديات المستقبلية والمنافسة العالمية، وذلك من خلال برامج تدريب متقدّمة، يمكن للشركات أن تضمن وجود كوادر مؤهلة قادرة على المساهمة في تحسين الإنتاجية وتعزيز التنافسية.
واعتبر أن الاستثمار في رأس المال البشري هو استثمار في المستقبل، فالزيادة في الكفاءة والمهارات نتاج مباشر للتدريب المهني تؤدي إلى تحسين أداء المؤسسات والرفع من مستوى إنتاجيتها، ما يعكس إيجابياً على الاقتصاد الوطني وينعكس بدوره على مستوى معيشة الأفراد.
ضرورة ملحة
قال رئيس المجلس التنسيقي للاتحادات واللجان العمالية الخليجية رئيس اللجنة الوطنية للجان العمالية السعودية ناصر بن عبدالعزيز الجريد، إن المجلس الخليجي منذ انطلاق أعماله في 2021، يسعى لتحقيق أهداف واضحة تتمثّل في تعزيز التعاون والتواصل بين الاتحادات واللجان العمالية الخليجية، في كل ما يخدم العاملين في منطقة الخليج بشكل خاص ويخدم العاملين في المنطقة العربية بشكل عام.وأضاف الجريد أن التكامل والتعاون العربي أصبح ضرورة ملحة، ولتعزيز هذا التكامل يجب تركيز الجهود في دعم وتنمية الاقتصاد العربي، لاسيما أن النقابات والاتحادات العمالية هي صوت العامل العربي وهي منبره الذي يعزز فيها حقوقه ويسعى فيها لتحقيق طموحاته، فالعامل هو أساس بنيان الاقتصاد وهو الطرف الأهم في المعادلة الاقتصادية. ولفت إلى أن الاتحاد العربي للنفط والمناجم والكيماويات سعى منذ إنشائه قبل أكثر من 60 عاماً إلى الارتقاء بشؤون المهنة ورفع مستويات الأداء والإنتاجية ومواكبة أحداث تكنولوجيا العصر لإعداد القوى العاملة للتغيّرات المستقبلية في القطاع، فهو الاتحاد المعني بالعمال في أهم قطاع اقتصادي، حيث يعد الاتحاد العربي لعمال النفط من أهم الاتحادات العربية التي يقع على عاتقها مسؤولية حماية العاملين في القطاع والمطالبة بتحقيق بيئة العمل المناسبة لهم وضمان توفر السلامة والصحة المهنية في أماكن عملهم.
عباس عوض: المؤتمر منصة
لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات
قال رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد العربي لعمال النفط والمناجم والكيماويات عباس عوض، إن هذا المؤتمر ليس مجرد تجمع رسمي، بل منصة لتبادل الخبرات، ومناقشة التحديات، وتوحيد الجهود من أجل مستقبل أفضل للعاملين في هذا القطاع الحيوي، الذين هم عماد التنمية وركيزة الاستقرار في دولنا العربية. وأضاف أن الاتحاد لايزال مستمراً في أداء رسالته منذ تأسيسه في يناير 1961، من خلال دعم العمال، وتقديم الاستشارات، وتعزيز الاشتراكات، والاهتمام بتطوير القطاع النفطي، موضحاً أن الاتحاد العربي يضمّ 15 دولة عربية، وأخيراً شهد انضمام السعودية وتركيا، وهو ما يؤكد المكانة الراسخة للاتحاد العربي، وصوته المسموع في الساحة النفطية العربية والدولية. وأوضح عوض أن مع هذا التطور، توسّعت الرؤية المستقبلية للاتحاد لتحقيق أهداف أكبر، ومن أهمها توسيع نطاق تبادل الخبرات بين العمال في الوطن العربي، مقترحاً إقامة مؤتمر سنوي يجمع عمال قطاع النفط والطاقة والغاز في الوطن العربي لتبادل الخبرات و التدريب، ومناقشة أحدث التقنيات والتطورات، بما يسهم في تطوير القطاع وتعزيز كفاءة العاملين فيه. وشدّد على موقف الاتحاد الثابت تجاه القضية الفلسطينية، التي هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، معبراً عن اعتزازه بموقف الكويت، قيادةً وشعباً، الذي كان ولايزال ثابتاً وراسخاً في دعم فلسطين.
العنزي: لتعزيز التعاون
بين المؤسسات والشركات النفطية
أكد رئيس نقابة العاملين بشركة ناقلات النفط الكويتية نواف العنزي أن الكويت سباقة دائماً في استضافة أنشطة وفعاليات الاتحادات النقابية العربية ودعمها الكامل للعمل النقابي العربي.
وذكر العنزي أن «المؤتمر يهدف للمزيد من أطر التعاون بين المؤسسات والشركات النفطية والشركات العاملة في قطاعات المناجم والبتروكيماويات والتي من شأنها النهوض بعمالنا لأنها قطاعات كثيفة العمالة والإنتاج وتسهم بمصدر الدخل الأول في العديد من الدول خصوصاً دول الخليج».