بعد انتهاء بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بنسختها 26 والظهورالواضح لحماس وتميز الجماهير الرياضية خصوصاً الجمهور الكويتي لمساندته منتخبه لآخر لحظة في المباراة، وحتى أن المنتخب نفسه اجتهد ضمن إمكاناته، فالنجاح لا يأتي من فراغ بل هو تراكم لتدريب وتأهيل واحتراف ونهج مدروس، وحتى تهيئة نفسية وجسدية! وكذلك نجاح البطولة.

ومع ذلك يجب إعادة قراءة المشهد واعتبار الرياضة محوراً مهماً، وقد قرأت في الصحافة منذ فترة قريبة عن النية الحكومية بالتقدم بطلب استضافة نهائيات كأس آسيا لكرة القدم، وذلك إلى الاتحاد الآسيوي في نسخته بعد المقبلة 2031، وأنه يتم حالياً التنسيق مع اتحاد الكرة الكويتي للتواصل مع نظيره الآسيوي للوقوف على متطلبات الاستضافة وتجهيز ملف شامل لهذا الحدث.

لذلك، ومن وجهة نظري وأنا قلتها مراراً وتكراراً إنه لن تتطور الحركة الرياضية إلا أن تكون مشروع دولة مع عمل خارطة لإصلاح الرياضة. فمن الضروري إدراك الأفكار والتشريعات المطلوبة من الخبراء الحقيقيين وأهل الحكمة الرياضية وحتى الاستعانة بمستشارين متخصصين بالإدارة الرياضية ومن لديهم خبرة في المحافل الدولية، وعمل تقييم موثق لهموم اللاعبين وتطوير الإستراتيجية الرياضية بالأساسات القوية للبدء بها، ومنها التمويل الذكي مع ضرورة تخصيص الأندية بشكل ينعكس عليها بالإيجاب وليس فقط لسيطرة البعض من أجل الصراعات!

إنّ عمل الفعاليات الرياضية لتواكب الأندية العالمية يحتاج إلى ضبط طريقة عملها الإداري والمالي والتشغيلي، ويجب الاهتمام بمفهوم الاحتراف بطريقة واقعية وليس مهلهلة وتفعيل الدراسات النوعية وللتعاون مع القطاع الخاص ذي التأهيل الرياضي من ناحية الإنشاءات والاستثمار وحتى تغيير مواقع بعض الأندية إلى أماكن أكبر بعيداً عن الزحمة المتنامية والكثافة السكانية!

فمواقف السيارات مثلاً تحتاج مساحات لا تتوافر بسهولة في المناطق المكتظة، وتطوير البنية التحتية وأن تكفي حتى الفنادق التدفق البشري والدراسة المرورية، وأيضاً منع التذاكر الورقية للشفافية والعدالة. وعملاً بالشفافية أريد القول، حتى ان فريق العمل لاستاد الصليبخات لم يحصل على تذاكر كنوع من التقدير! علاوة على غياب الثناء لكل مهندس وموظف كافح من أجل اتمام البطولة سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو يمثل الجندي المجهول!

ومتى يكون القرار بدمج الرياضة والشباب في هيئة واحدة مع الجهاز المتعلق بالمنشطات؟ وهو التوجه الحكومي والتغيير يكون بتشكيل مجلس إدارة جديد وإدارة جديدة وتعيين قيادات ذات بُعد إستراتيجي بعد الدمج إن شاء الله، وتدريب الكوادر الوظيفية والهندسية محلياً ودولياً لتواكب التطور العالمي، فالتدريب للأسف ضعيف أو نادر. والخلاصة إذا (تبون) كأس آسيا فيجب التأكيد على تشريعات وخطة مدروسة وتفعيل وعمل. والله عز وجل المُعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw