أسمع قرع طبول حرب ميدانها البرلمان، وأرى «البيارق الحمر» للتكتل الشعبي قادمة من هناك، من وراء الأفق، تحوم فوقها العقبان الجائعة الباحثة عن الجثث، بعد التشكيل الوزاري الجديد القديم الذي لا يختلف عن سابقيه سوى في الرقم المطبوع على يسار الكرتون. «السيريال نمبر». مع الاحترام الكامل لشخوص الوزراء. لكنها تشكيلة حكومية بمثابة إعلان حرب سيسقط فيها قتلى وجرحى كلهم من الجيش الحكومي. نسأل الله السلامة.وبعيدا عن سبب غضبة بعض النواب وعلى رأسهم «التكتل الشعبي» الذي لا يعرف المساومة، وهي غضبة سيوضحها الناطق باسمه، كما يقول المنطق، أعتقد بأن أول القتلى السياسيين سيكون الشيخ صباح الخالد الذي «طاح ومحدّش سمّا عليه» عندما قبلَ بتولي وزارة الإعلام ظنا منه بأنها أهون من وزارة الشؤون التي سببت له إحراجا مع «بني عمه»، دون أن يدرك بأن وزارة الإعلام تقع «على الجبهة» مباشرة، عرضة للصواريخ النووية، وأولها صاروخ «إعلان الأهرام» المتوقع انطلاقه في أقرب وقت، تليه صواريخ أخرى... تابعوا الأحداث على محطة سي ان ان.رئيس الحكومة، ومن خلال هذا التشكيل، بدا وكأنه مدرب فريق كرة يد. نفس اللاعبين يدخلهم ويخرجهم بحسب المباراة. ولا أدري متى سيقتنع سموّه بأن طريقته في تشكيل الحكومة «لا فايدة ولا عايدة» من ورائها بعدما جرّبها أربع مرات باءت كلها بالفشل؟ هل يريدنا أن نحلف له بالطلاق ليصدقنا؟ حاضر... عليّ الطلاق طريقتك يا شيخ زلزال كارثي بمقياس سبعة ريختر. إنا لله وإنا إليه راجعون.عموما، يبقى الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر «التقحيص على خط الوفرة».وبعدما كنا نأمل أن تأتينا حكومة بمنهجية وخطة واضحتين. حكومة تحاسب نفسها بنفسها قبل أن يحاسبها البرلمان، ويسأل فيها كل وزير زملاءه عن أسباب القصور في وزاراتهم. حكومة للمال العام قدسية عندها. حكومة تبني وتشرع، وللوزير فيها رأي يعادل رأي رئيس الوزراء. حكومة لا تأتيها الأوامر بل تصدر هي الأوامر... اكتشفنا بأننا كنا نحلم.والآن لا نريد سوى السلامة، والحفاظ على «رأس المال»، ولم يعد أمامنا سوى أن نحمي أنفسنا بأنفسنا... لذلك سأطلب من سكان محافظة الأحمدي إبلاغي عن مآخذهم على مستشفى العدان والمستوصفات التابعة له، كي اطرحها على السيد مدير منطقة العدان الصحية الدكتور عبد اللطيف السهلي في اجتماعي المقبل معه. لأننا لا يمكن أن نعتمد على الحكومة التي ستسقط في أول منازلة، وبضربة عصا فقط، أو بالأحرى «تهويشة عصا» ستكون كفيلة بتدخل سيارات الإسعاف لنقل الوزراء المصابين.كما قلت... أنا بانتظار رسائل سكان محافظة الأحمدي بخصوص الخدمات الصحية في محافظتهم، لأن الرسائل السابقة حول هذا الموضوع، والتي وصلتني متفرقة، تاهت بين بقية الرسائل. مع الأسف! وللمواطنين من خارج محافظة الأحمدي أقول: نحن سنحمي أنفسنا بأنفسنا، ولن نعول على حكومة ستسقط غدا أو بعد غد، فاحموا أنفسكم بأنفسكم مثلنا، ولا تعولوا على الحكومة، فالسالفة «خاربة خاربة»! وشغّل السيارة يا بو عنتر نروح... للوفرة.
محمد الوشيحي alwashi7i@yahoo.com