نظّمت إدارة العلاقات العامة والإعلام البترولي في وزارة النفط، ندوة متخصصة أمس، بمسرح مجمع القطاع النفطي، تحت عنوان «الأمن السيبراني»، حاضَر فيها العقيد الركن م. عبدالرحمن الشطي، من مديرية العمليات السيبرانية بـ«الدفاع»، وحضرها عدد من موظفي مركز نُظم المعلومات والشؤون الفنية والاقتصادية والإدارية والمالية بـ«النفط»، وممثلين للجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات والهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة الكهرباء ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول (أوابك) والإعلاميين.
وقالت مديرة العلاقات العامة والإعلام البترولي في وزارة النفط، الشيخة تماضر خالد الأحمد الجابر الصباح، في بداية الندوة، إن الأمن السيبراني في قطاع النفط والغاز يُعدّ من الأمور الحيوية والحسّاسة نظراً للأهمية الإستراتيجية لهذا القطاع وتأثيره الكبير على الاقتصاد العالمي.
وأشارت إلى أنه مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في عمليات النفط والغاز، أصبح الأمن السيبراني ضرورة مُلحة لحماية هذه الصناعة الحيوية، ويتطلّب ذلك تكاملاً وثيقاً بين التكنولوجيا المتقدمة، والإستراتيجيات الأمنية المتطورة، والتدريب المستمر للموظفين.
وذكرت أن تطوّر الأمن السيبراني في الكويت يُمثل جانباً مهماً من إستراتيجية الدولة لحماية بنيتها التحتية الحيوية والمعلومات الحسّاسة، ودعت الشيخة تماضر الخالد، إلى ضرورة تكامل وزارات وهيئات الدولة في مواجهة التحديات الأمنية في مجالات التكنولوجيا، مؤكدة أهمية استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لاكتشاف التهديدات بسرعة والاستجابة لها، وتحليل الأنماط غير الطبيعية، وحماية البيانات الحسّاسة من خلال التشفير.
إلى ذلك، قدّم العقيد الركن م.عبدالرحمن الشطي، عرضاً مرئياً حول الأمن السيبراني، استعرض خلاله تعريف الفضاء السيبراني ومكوناته وأهميته، وأثره على المستويين الوطني والعسكري، وفهم الأثر والأفعال التي يُمكن أن تحققها عناصر التهديد في هذا الفضاء، والقدرة على تقييم وإدارة المخاطر السيبرانية.
وذكر الشطي أن الفضاء السيبراني يتوزّع بين فضاء سيبراني وطني ومؤسسي وشخصي، ومع التوسع بالخدمات الإلكترونية والاعتماد الكبير على الفضاء السيبراني أصبح أمنه جزءاً لا يتجزأ من الأمن الوطني.
وبيّن أن عمليات الدفاع عن الفضاء السيبراني عبارة عن إجراءات ومهام وأنشطة تقوم بها الدولة، لضمان السرية والسلامة، إلى جانب توفير الشبكات والنظم والبيانات التابعة لها لحرمان عناصر التهديد من تحقيق أهدافها.
وأشار إلى أن عناصر التهديد في هذا الفضاء تتركز في جيوش أو مجاميع مدعومة من دول، للتجسس أو السرقة، وقراصنة وطنيين يقومون بعمليات تعديل أو حرمان أو تدمير، وجماعات إرهابية تنفذ عمليات تخريب، وعصابات ومجرمي إنترنت يقومون بتعطيل الأعمال فضلاً عن المنظمات والنشطاء الذين يجرون عمليات تجنيد أو إرهاب أو استدراج وأخيراً عناصر داخلية في الدولة ليقوموا بعمليات هدم فكري أو خداع.
واختتم الشطي حديثه قائلاً: «إن القادة والمسؤولين عليهم البدء في تقييم المخاطر والتهديدات السيبرانية باستمرار والعمل على تقليلها وإدارتها، كما أن عمليات الدفاع والأمن السيبراني هي مسؤولية الجميع وليست مسؤولية إدارات الأمن السيبراني أو نُظم المعلومات فقط».