تتشرف الأُسرة الرياضية برعاية وحضور صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد المباراة النهائية لبطولة كأس سمو أمير البلاد لكرة القدم والتي تجمع فريقي القادسية والسالمية على استاد جابر الأحمد الدولي مساء اليوم.

وفيما يسعى «الأصفر» لتحقيق اللقب الـ 17 والانفراد بالرقم القياسي متجاوزاً شريكيه الحاليين العربي و«الكويت» (16 مرة)، فإن «السماوي» يطمح إلى التتويج الثالث بالكأس الغالية، والأول منذ 23 عاماً.

في الموسم الراهن، التقى الفريقان في 4 مناسبات كانت جميعاً ضمن منافسات مسابقة «دوري زين» الممتاز، ففي المرحلة الأولى للمسابقة تعادلا ذهاباً 1-1، قبل أن يفوز القادسية إياباً بهدف متأخر لبدر المطوع من ركلة جزاء.

وضمن «مجموعة البطولة»، تفوق «الأصفر» في القسم الأول 4-2، وتعادلا في الثاني من دون أهداف.

أي أن السالمية لم يتمكن هذا الموسم من التغلب على القادسية، فيما فاز الأخير مرتين.

يخوض الفريقان المواجهة الكبيرة بالتطلعات ذاتها، فكلاهما بعيد عن البطولات منذ سنوات ويطمح الى إهداء جمهوره لقباً، كما أن الجانبين يقودهما مدرب تسلّم مهامه في منتصف الموسم وأحدهما كان يقود منافسه تحديداً.

فالمدرب الوطني محمد المشعان، الذي يسعى إلى تحقيق لقبه الأول في مسيرته التدريبية، بدأ الموسم مدرباً للسالمية قبل أن يغادره في يناير إلى القادسية ليحل مكان المدرب الكبير محمد إبراهيم المعتذر لظروفه الصحية.

أما الكرواتي أنتي ميشا، الذي سبق له قيادة النادي العربي الى الفوز بلقبي الدوري وكأس السوبر في فترة عمله السابقة معه، فتعاقدت معه إدارة السالمية بدلاً من المشعان في يناير أيضاً ونجح في منحه التوازن المطلوب بعد فترة من «الهزّات» كادت أن تطيح به الى مجموعة «تفادي الهبوط».

بدنياً، وقياساً بما جرى في الأسبوع الماضي، يبدو السالمية في حال أفضل من القادسية، بعدما عمد ميشا إلى إراحة معظم العناصر الأساسية والمهمة في المباريات الأخيرة وانتهج أسلوب «المداورة» الذي منح اللاعبين دقائق مشاركة أقل من نظرائهم في القادسية.

كما استغل ميشا فرصة عدم تعرض الفريق لضغوط المنافسة في الدوري باعتبار أنه بعيد جداً عن الصدارة، وفي الوقت نفسه لا يتهدّده خطر الهبوط، في الاطمئنان على عدد من العناصر العائدة من الإصابة وفي مقدمهم قائد الدفاع المخضرم البرازيلي أليكس ليما الذي يتعافى من إصابة في الركبة وشارك في آخر مواجهتين للفريق في الدوري.

ويعتمد ميشا على مزيج من لاعبي الخبرة المتمثلة بليما (35 عاماً) والذي يخوض موسمه التاسع في الكرة الكويتية والخامس مع السالمية، وزميله في الدفاع فهد المجمد وفواز عايض والجناح الليبي سنوسي الهادي والبرازيلي سبيستياو جونيور «سيبا» والغامبي سانج بير، مع العناصر الشابة كالحارس عبدالرحمن الفضلي والمدافع بدر جمال ولاعبي الوسط محمد الهويدي ومهدي دشتي وعذبي شهاب والمهاجمين معاذ الأصيمع وعبدالعزيز مروي وفهد العازمي.

أما القادسية، فيبدو في وضعية مختلفة عن منافسه، بعد المجهود الكبير الذي بذله في لقاء الـ «دربي» مع العربي، الخميس الماضي، نتيجة خوضهم قرابة ساعة كاملة من اللعب بـ 10 لاعبين بعد طرد الحارس خالد الرشيدي مطلع الشوط الثاني.

وعمد المشعان في الأيام الماضية إلى تخفيف الحمل التدريبي على اللاعبين تحسباً لحدوث إصابات عضلية قد تخلط أوراق التشكيلة التي يرغب بالدفع بها في النهائي، فيما يُجاهد النجم الكبير بدر المطوع للحاق بالمواجهة بعد خروجه من لقاء العربي متأثراً بإصابة عضلية، ولم تتضح الصورة بالنسبة لمشاركة الجناح الليبي محمد صولة الغائب بسبب إصابة في الركبة منذ نهاية الشهر الماضي وخضع لعلاج مكثف في البحرين.

معنوياً، ورغم الإرهاق الذي تعرّض له الفريق قبل الاستحقاق الأهم هذا الموسم، إلا أن «الأصفر» خرج بمكسب «نفسي» كبير من مواجهة الـ «دربي» حيث نجح في إيقاف منافسه التقليدي بـ 10 لاعبين وتفادى هزيمة كانت ستصيب لاعبيه بالإحباط في توقيت حساس وبالتالي سيدخل مواجهة الليلة بمعنويات عالية مدفوعاً بجماهيره الكبيرة.

ويمكن للمشعان الاعتماد على عناصر اكتسب خبرات طويلة من خوضها مباريات على هذا المستوى في مقدمها المطوع والحارس خالد الرشيدي والمدافعان خالد إبراهيم والأرجنتيني سيرجيو فيتور، ومحمد صولة والنيجيري دانييل جيبولا والمالي إبراهيما تانديا، فيما يتمثل العنصر الشبابي بالظهيرين راشد الدوسري وعبدالعزيز وادي والجناحين عيد الرشيدي ومبارك الفنيني المنتقل هذا الموسم من السالمية.

تأهُّل... شاق

جاء تأهل كل من فريقي القادسية والسالمية إلى النهائي بعد رحلة لم تخل من المعاناة، فالقادسية بدأ مشواره بالدور التمهيدي بالفوز على اليرموك 2-1 بعدما كان متأخراً بهدف، قبل أن يتكرر معه السيناريو ذاته في ربع النهائي أمام الفحيحيل مع فارق أن فوزه جاء في الوقت الإضافي.

وفي نصف النهائي، تكررت مع «الأصفر» نتيجة 2-1 نفسها والتي اجتاز بها غريمه التقليدي العربي بعدما خاض فترة من الشوط الثاني بـ 10 لاعبين إثر طرد المدافع خالد صباح.

أما السالمية، فاحتاج في الدور التمهيدي إلى ركلات الترجيح للتخلص من خيطان بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وبالطريقة ذاتها اجتاز كاظمة في ربع النهائي بعد مباراة مثيرة انتهت بالتعادل 4-4 وشهدت طرد مدافع «السماوي» بدر جمال في الشوط الأول، قبل ان يتمكن السالمية من تخطي التضامن في نصف النهائي بثلاثية نظيفة.

تفوّق «قدساوي»

شهد تاريخ بطولة كأس الأمير 3 مواجهات نهائية جمعت طرفي مباراة اليوم، القادسية والسالمية، انتهت جميعاً بفوز «الأصفر».

كانت المواجهة الأولى بين الفريقين في نسخة الموسم 2002-2003 وأسفرت عن فوز القادسية بقيادة المدرب محمد إبراهيم بركلات الترجيح بعد التعادل 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي، (سجل للقادسية علي الشمالي وبدر المطوع وللسالمية حسين الخضري وصالح البريكي من ركلة جزاء).

ثاني المواجهات النهائية التي جمعت «الأصفر» و«السماوي» كانت في الموسم 2006-2007 ويومها حقق القادسية، بقيادة محمد إبراهيم أيضاً فوزاً، هو الأكبر له في النهائيات، بخماسية نظيفة أحرز منها بدر المطوع هدفين ومساعد ندا وخلف السلامة من ركلة جزاء والعاجي إبراهيما كيتا).

اللقاء الثالث والأخير جرى في الموسم 2014-2015، وحسمه القادسية الذي قاده المدرب راشد بديح بهدف متأخر سجله سعود المجمد من ركلة جزاء.