شنّت القوّات الأميركيّة فجر أمس، ضربات استهدفت موقعاً للحوثيّين في اليمن، بعد أن هاجم المتمرّدون سفينة نفطيّة بريطانيّة «اشتعلت فيها النيران» في خليج عدن، في أحدث حلقات حملتهم على حركة الملاحة البحريّة الدوليّة «تضامناً» مع قطاع غزّة.

وذكرت مجموعة «ترافيغورا» التي تدير السفينة الناقلة التي ترفع علم جزر مارشال، أمس، أن «جميع أفراد طاقم الناقلة مارلين لواندا بخير وتم إخماد الحريق في صهريج الشحن بالكامل. السفينة تبحر الآن نحو مرفأ آمن»، مضيفة أن سفناً بحرية من الهند والولايات المتحدة وفرنسا ساعدت في جهود إخماد الحريق.

وأضافت في بيان «لا توجد سفن أخرى تعمل لصالح ترافيغورا تعبر حالياً خليج عدن، ونواصل تقييم المخاطر التي تنطوي عليها أي رحلة بعناية، ولا سيما في ما يتعلق بأمن وسلامة الطاقم بالإضافة إلى مالكي السفن والعملاء».

وقال ناطق باسم «ترافيغورا»، الجمعة، إن الناقلة كانت تحمل شحنة من مادة النافتا الروسية التي تم شراؤها دون الحد الأقصى للسعر المفروض بموجب عقوبات مجموعة السبع.

من جانبها، أفادت القيادة العسكريّة الأميركيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) على منصّة «إكس»، أمس، بأن الناقلة أصدرت نداء استغاثة الجمعة، وأبلغت عن وقوع أضرار.

وأضافت أن المدمرة «يو إس إس كارني» وسفناً أخرى في التحالف قدمت المساعدة.

وكان الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، أعلن في بيان مقتضب، «استهداف السفينة النفطيّة البريطانيّة مارلين لواندا في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحريّة المناسبة»، مشيراً إلى أنّ الإصابة كانت «مباشرة ما أدّى إلى احتراقها».

في سياق متصل، أعلنت «سنتكوم»، أمس، «استهداف صاروخ حوثيّ مضادّ للسفن كان على وشك الانطلاق في البحر الأحمر»، مضيفة أنّ الصاروخ شكّل «تهديداً وشيكاً» للمُدمّرات الأميركيّة والسفن التجاريّة في المنطقة.

وذكرت قناة «المسيرة» للحوثية، أمس، أن واشنطن ولندن نفذتا ضربتَين جويتين على ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة.

ولم يقدّم المتمردون أي تفاصيل عن الهجوم، الذي لم تؤكده الولايات المتحدة أو بريطانيا.

والجمعة، أكدت «سنتكوم» أن «المسلحين الحوثيين المدعومين من إيران أطلقوا صاروخاً بالستياً مضاداً للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن باتجاه المدمرة كارني في خليج عدن».

وأضافت «أسقطت كارني الصاروخ بنجاح من دون وقوع إصابات أو أضرار».

من جهتها، تلقت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، تقريراً عن حادث يتعلق بقارب صغير وسفينة تجارية على بعد 780 ميلاً بحرياً شرق حافون في الصومال.

وأضافت أن الزورق اقترب لمسافة 300 متر من الناقلة في بحر العرب، مشيرة إلى أن الفريق الأمني ​​الموجود على متن السفينة أطلق طلقات تحذيرية وتراجع الزورق بعد تبادل لإطلاق النار.

وفي واشنطن، أعلنت مسؤولة رفيعة المستوى في البيت الأبيض، أمس، أن الولايات المتحدة طلبت من الصين استخدام «نفوذها» لدى إيران بهدف «وقف» هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.واضافت «أبلغتنا بكين أنها تبحث الموضوع مع ايران، لكننا نرى ما يحصل في الوقائع، ويبدو أن هذه الهجمات مستمرة»، لافتة الى أن مستشار الأمن القومي جايك ساليفان أثار هذه القضية خلال مباحثات أجراها للتو في بانكوك مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي.

وفي الرياض، اعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، أمس، أن «العمليات الدفاعية ليست الحل، الحل هو القضاء على قدرات الحوثيين العسكرية».

وقال للصحافيين، «نحن نريد الدعم للحكومة الشرعية ليس من أجل الحرب (...) بل لكي تجبر الحوثيين على أن يأتوا إلى الحوار».