على متن الخطوط الجوية الكويتية جمعني أول لقاء مع الفنان الغنائي نبيل شعيل، وبعد تبادل التحايا عرض عليّ مشكورا ان يهديني أنشودة بصوته لمقدمة برنامجي الرمضاني التلفزيوني الذي كنت اقدمه في تلفزيون الكويت... كان هذا اللقاء في حدود 1997م، ومرت الايام الى ان تجدد اللقاء ثانية في ديوان المرزوق بالشويخ رمضان الماضي، فأبدى اعجابه الشديد بالتفسير العلمي للقرآن الكريم الذي كان الدكتور صبري الدمرداش يعرض في حواري معه على قناة «الراي» على مدى سنتين في شهر رمضان، أما اللقاء الثالث فكان في ذات الديوان «المرزوق» الاثنين اول من امس، وسأله احد الحاضرين عن قصته مع الأذان في الحفلات الغنائية وحواره التلفزيوني الذي دار حول هذا المأزق، حيث سألته المذيعة لماذا في الحفلات تكون البداية معك مع ان العادة جرت ان يكون النجوم في آخر الحفلات، فأجاب نبيل بأن هذه العادة درج عليها اخواننا المصريون في حفلاتهم وأنا غير مقتنع بهذا الترتيب.
قالت له المذيعة: نشوف نجوماً جدداً ومع ذلك تكون سهرة آخر الليل معهم وأنت تكون في اول الليل، قال شعيل: هناك عدة اسباب لتبكيري في الغناء، اولا انا ما احب السهر والتأخر ليلا، لأن عندي أسرة وأولاد، وثانيا ما احب اكون على خشبة المسرح واذان الفجر يؤذن! وقال نبيل: كنت في حفلة في القاهرة وقلت لمتعهد الحفلات انتبه لا تؤخرني الى وقت الاذان فإنني سأقطع الحفل وأخرج وأخبرت احد اصدقائي من الجمهور اذا بقي على اذان الفجر عشر دقائق أشر لي بيديك بأن ترفعهما الى اذنيك كأنك تكبر كي أتنبه، وفعلا جاء وقت الاذان فقطعت الحفل ولم اكمل بقية الاغاني وخرجت... وبتعبير شعبي قال في الديوانية «مو حلو الناس تطحن في المسرح والاذان يصدح»...
أقول: رغم كل تحفظاتنا على الحفلات الغنائية الا ان ذلك لا يعني ان نقطع الصلة بالفنانين الذين هم احد ابرز المؤثرين بالثقافة الشعبية وتشكيل المزاج العام فهم شئنا أم أبينا منا وفينا، وقل ذلك في سائر الشرائح الذين تتباين معهم في الاتجاهات، فنحن في مجتمع واحد متداخل متفاعل، وثانيا ان الفنانين ليسوا طبقة واحدة, وكذلك اللاعبون والسياسيون والمشايخ... وعندما يقوم نبيل شعيل بتعظيم الاذان فإنه يذكرني بقوله تعالى: «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» (الحج 32)... فهذه مشاعر نبيلة ولفتة ايمانية، بينما هناك فنانون يهزأون بالشعائر والاحكام الشرعية والامثلة متوافرة صوت وصورة واسألوا مولانا «goolge».
وتسألني كيف يكون تقدير فنان للاذان من تقوى القلوب وهو غارق في الغناء وأجوائه المعروفة!!! والجواب: ان بذرة الخير وحب الارتقاء بالايمان مسألة كامنة في النفوس تظهر في مواطن معينة وتهرب مهزومة في اجواء اخرى وأحيانا تختلط مشاعر الضعف والقوة في ذات الوقت امام الشهوات والمغريات والموازنات...
والمطلوب تعزيز جوانب الخير وفتح الباب لمزيد من الارتقاء بالايمان والتخلص من السلبيات فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، ولقد سمعت كثيرا لتلاوات قرآنية في مقاطع صغيرة عرضها عليّ طلبتي في الكلية لفنانين... وهذا دليل على توق وشوق للارتقاء.
قلت في الديوانية ان الجميع بمن في ذلك اهل الفن ونقاد الفن يشكون من الانحدار بالانسان وقيمه في الانتاج الفني إذ طغى البعد الغريزي والجسدي على حساب انسانية الانسان وللمرأة النصيب الاكبر من المهانة والاذلال باسم حرية الفن حتى تحولت الانثى الى بضاعة مادية في سوق النخاسة الاعلامية، وعندما ذكرت تحليل الفيلسوف عبد الوهاب المسيري عن الفيديو كليب والعولمة والجسد، ثم ذكرت حوارات سوزان حرفيا مع المسيري التي طبعت بأربعة مجلدات وخرجت بعد وفاته، في مقارنة نانسي عجرم وروبي والرسالة الضمنية التي تصدرها كل منهما للجمهور... ذهل الزميل وليد بورباع من جماليات التحليل وطلب مني الكتاب... حوار طويل دار في المجلس وكان محور الصراعات والاختلافات في الفتاوى الشرعية والتنافس بين بعض رموز التدين اخذ قدرا لا بأس به من النقاش الواقعي إذ يرى عبد الوهاب المرزوق بأن اكثر ما يشوه الاسلام ويضعفه هذا الصراع وهذه الفوضى باسم الدين، وقد اجاب الدكتور نايف حجاج اجابات وافية في الموضوع، لكن اكثر ما ادمى قلبي وأكد ما حاولت ألا أصدقه وكأنني أخدع نفسي هو كلام عبد الوهاب المرزوق وكل من كان على طاولة الطعام تفشي الرشوة في البلد بما ينافس اشهر البلدان العربية رشوة بل ويتعداها وضرب امثلة مخفية فقلت لابد ان اخصص حلقة رمضانية عن هذه الآفة فقال عبد الوهاب وأنا أساعدك بالتحضير.
محمد العوضي
قالت له المذيعة: نشوف نجوماً جدداً ومع ذلك تكون سهرة آخر الليل معهم وأنت تكون في اول الليل، قال شعيل: هناك عدة اسباب لتبكيري في الغناء، اولا انا ما احب السهر والتأخر ليلا، لأن عندي أسرة وأولاد، وثانيا ما احب اكون على خشبة المسرح واذان الفجر يؤذن! وقال نبيل: كنت في حفلة في القاهرة وقلت لمتعهد الحفلات انتبه لا تؤخرني الى وقت الاذان فإنني سأقطع الحفل وأخرج وأخبرت احد اصدقائي من الجمهور اذا بقي على اذان الفجر عشر دقائق أشر لي بيديك بأن ترفعهما الى اذنيك كأنك تكبر كي أتنبه، وفعلا جاء وقت الاذان فقطعت الحفل ولم اكمل بقية الاغاني وخرجت... وبتعبير شعبي قال في الديوانية «مو حلو الناس تطحن في المسرح والاذان يصدح»...
أقول: رغم كل تحفظاتنا على الحفلات الغنائية الا ان ذلك لا يعني ان نقطع الصلة بالفنانين الذين هم احد ابرز المؤثرين بالثقافة الشعبية وتشكيل المزاج العام فهم شئنا أم أبينا منا وفينا، وقل ذلك في سائر الشرائح الذين تتباين معهم في الاتجاهات، فنحن في مجتمع واحد متداخل متفاعل، وثانيا ان الفنانين ليسوا طبقة واحدة, وكذلك اللاعبون والسياسيون والمشايخ... وعندما يقوم نبيل شعيل بتعظيم الاذان فإنه يذكرني بقوله تعالى: «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» (الحج 32)... فهذه مشاعر نبيلة ولفتة ايمانية، بينما هناك فنانون يهزأون بالشعائر والاحكام الشرعية والامثلة متوافرة صوت وصورة واسألوا مولانا «goolge».
وتسألني كيف يكون تقدير فنان للاذان من تقوى القلوب وهو غارق في الغناء وأجوائه المعروفة!!! والجواب: ان بذرة الخير وحب الارتقاء بالايمان مسألة كامنة في النفوس تظهر في مواطن معينة وتهرب مهزومة في اجواء اخرى وأحيانا تختلط مشاعر الضعف والقوة في ذات الوقت امام الشهوات والمغريات والموازنات...
والمطلوب تعزيز جوانب الخير وفتح الباب لمزيد من الارتقاء بالايمان والتخلص من السلبيات فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، ولقد سمعت كثيرا لتلاوات قرآنية في مقاطع صغيرة عرضها عليّ طلبتي في الكلية لفنانين... وهذا دليل على توق وشوق للارتقاء.
قلت في الديوانية ان الجميع بمن في ذلك اهل الفن ونقاد الفن يشكون من الانحدار بالانسان وقيمه في الانتاج الفني إذ طغى البعد الغريزي والجسدي على حساب انسانية الانسان وللمرأة النصيب الاكبر من المهانة والاذلال باسم حرية الفن حتى تحولت الانثى الى بضاعة مادية في سوق النخاسة الاعلامية، وعندما ذكرت تحليل الفيلسوف عبد الوهاب المسيري عن الفيديو كليب والعولمة والجسد، ثم ذكرت حوارات سوزان حرفيا مع المسيري التي طبعت بأربعة مجلدات وخرجت بعد وفاته، في مقارنة نانسي عجرم وروبي والرسالة الضمنية التي تصدرها كل منهما للجمهور... ذهل الزميل وليد بورباع من جماليات التحليل وطلب مني الكتاب... حوار طويل دار في المجلس وكان محور الصراعات والاختلافات في الفتاوى الشرعية والتنافس بين بعض رموز التدين اخذ قدرا لا بأس به من النقاش الواقعي إذ يرى عبد الوهاب المرزوق بأن اكثر ما يشوه الاسلام ويضعفه هذا الصراع وهذه الفوضى باسم الدين، وقد اجاب الدكتور نايف حجاج اجابات وافية في الموضوع، لكن اكثر ما ادمى قلبي وأكد ما حاولت ألا أصدقه وكأنني أخدع نفسي هو كلام عبد الوهاب المرزوق وكل من كان على طاولة الطعام تفشي الرشوة في البلد بما ينافس اشهر البلدان العربية رشوة بل ويتعداها وضرب امثلة مخفية فقلت لابد ان اخصص حلقة رمضانية عن هذه الآفة فقال عبد الوهاب وأنا أساعدك بالتحضير.
محمد العوضي