|القاهرة- من أحمد شوقي|
وصف الناقد المصري الدكتور صلاح فضل المقولة الشائعة بان الحركة النقدية الحالية تعاني من تدهور بسبب قلة عدد النقاد بـ «الساذجة»، بل انها تغفل حقيقة حركة النقد، وأكد ان السبب الرئيسي وراء انتشار هذه المقولة هو غياب النقاد عن الاشراف على الصحف الثقافية التي كانت موكلة لهم في فترات ازدهار الأدب.
وعن تعاقب الأجيال النقدية والأجيال الابداعية تحدث فضل ـ في الندوة التي استضافها المقهى الثقاف في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 42، بعنوان «أجيال في الابداع... النقد»، وشارك فيها النقاد عبدالمنعم تليمة، وسيد البحراوي، وأماني فؤاد، وحسام نايل، وعادل عوض، وأدارها صلاح فضل- مشيرا الى ان المسافة الزمنية المناسبة التي تفصل بين جيل وآخر هي خمسة عشر عاما، وذلك حتى لا تكون هناك هوّة بين الأجيال، وان كل جيل يبرز فيه ناقد يصبح هو النجم الذي تدور حوله الكواكب، ثم صنف الأجيال النقدية الى أربعة أجيال، وضع طه حسين على رأس الجيل الأول، ومحمد مندور على الثاني، وعلى الثالث عبدالمنعم تليمة، والرابع هو الذي تشهده الحركة الآن.
ومن جانـــبه، عبر الناقد الدكــتور سيد البــــحراوي عن اندهاشه من اللجنة الثقافيـــة التي وضعت برنامج الندوات بالمعرض، قائـــلا: «انا مندهش جدا من اللجنة الثقافـــية التي اختارت مثل هذه الصيغة لاقامة الندوة، فهي صيـــغة في غاية الخطورة وتتضــمن أمرين، أولهما: ان مسألة مـــشــاركة الأجيال تعني محاسبة قاسية جدا للمنجز الثقافي الحـــديث، واذا راقبنا النتائج الأولية فسنجد ان النتيجة صفر، أما الأمر الثاني فهو الابداع الذي هو عنــــــوان هذه الجلـــــسات، ومن البدهي ان الابداع هو الاتيان بالجديد والابتكار.
وأوضح البحراوي ان الناقد المبدع- من وجهة نظره- هو مزيج من العالم والفيلسوف والفنان، ثم تحدث عن الوضع الحالي للنقد، قائلا: هناك ثلاثة احتمالات أمام الناقد الآن: الأول ان ينقل النظريات الغربية ويطبقها على العمل الأدبي، وفي ذلك تشويه لهذا العمل، وهو ما قامت به مجلة فصول وحققت انتصارا فادحا، والاحتمال الثاني ان يدعي الناقد منهجا خاصا به وفي الحقيقة ما هو الا امتداد لمن سبقوه.
أما الثالث فلا يدعي شيئا ولا يتبنى شيئا، بل يقرأ قراءة بلاغية عادية دون النظر الى أجزاء النص، وهو الأخطر، لانه الموجود في المناهج التعليمة، حيث ان المنهج البلاغي المعياري هو المعتمد في مناهج التعليم التي تعمل على تخريج أجيال تكره النقد والأدب والابداع.
أما الدكتور عادل عوض فاتفق مع ما قاله «البحراوي» وأضاف عليه: وجود معوقات كثيرة يواجهها الناقد في المؤسسة التي يدرس فيها أو يعمل بداخلها، وأشار الى انه «اذا كان الأدب يلتقي مع الدين في الرسالة فان الناقد أيضا يلتقي مع النبي في مسألة الدعوة».
ومن جانبه، أشار الناقد والأكاديمي الدكتور عبدالمنعم تليمة الى انه لم يعد هناك ما يسمى بعلم عربي وعلم غربي، وانما أصبحت العلوم كلها واحدة، وعلينا ان نتشارك في هذا العلم البشري، لانه اذا لم نشارك فيه فسيتم من دوننا، ويمكننا المشاركة من خلال أمرين، الأول: مشاركة مرموقة في الأسس المعرفية لهذا العلم، فدارس اللغة عليه ان يسلم بنواتج العلوم الأخرى ويأخذ النواتج ويؤسس عليها علمه، والثاني: الأدب العربي له تشكيلات مخصوصة قائمة على جماليات اللغة العربية واذا استطعنا ان نهدي للعالم جماليات اللغة والأدب العربي نكون قد شاركنا العالم في صناعة العلم.
ومن جانبهما، قدم كل من الدكتورة أماني فؤاد والدكتور حسام نايل شهادتين عن علاقتهما بالأجيال الأقدم، وكيف استفادا منها.