في المجتمعات المتميزة ثقافياً غالباً ما نجد فيها بصمات متأصلة تحمي الموروث الثقافي، ولها أهمية قصوى لدى علماء النفس والاجتماع وترصد لها ميزانيات كبيرة رغبة منهم في المحافظة على ضمان استمرارية هوية المجتمع الثقافية من جيل الى جيل، وهو أمر ظاهر في معدل الأبحاث الكبير والحرص على تطبيق النتائج والتوصيات.
وفي هذا السياق، نجد المجتمع الكويتي يقف وقفة المتفرج إثر المتغيرات الطارئة على الثقافة الاجتماعية من سلوك، قيم، وعادات حيث مع تغير معظم القيم والعادات عما كان عليه المجتمع الكويتي في زمن جيل ما قبل السبعينات، تغير السلوك وصار العرف المتبع ناجماً عن إفرازات «الشخبطة» الثقافية!
ورغم أن هناك دراسات بحثية جدية لبعض الدارسين في مرحلتي الماجستير والدكتوراه إلا أن ما توصلت إليه يبقى مدوناً في رسائل مطبوعة تهدى وتحفظ على الرفوف!
ورغم أن معظم الباحثين أيضاً من إخواننا في الكويت تناولوا جزئية الثقافة المجتمعية وانعكاساتها على المستوى المحلي، وقد أخذوا في الاعتبار دراسة هوفستيد التي كانت الكويت جزءاً منها، بالإضافة إلى دراسة «جلوب» عن القيادة في الكويت وزد على ذلك دراسة شركة «ماكينزي» العالمية التي تركت نتائجها للحكومة للبحث في سبل التطبيق، نبقى نحن في وضع المشاهد لتلك الإفرازات التي أخشى أن تتحول إلى عرف متأصل في الثقافة الكويتية للجيل الحالي، مما يشكل، بدهياً، تهديداً لوضع الأجيال القادمة! فهل نقبل على أبنائنا أن يقتبسوا السلوك الحاصل؟
إن ما تشهده الساحة خطأ يتحمله الكبار العقلاء، في ظل غياب البطانة الصالحة، والبعض يحاول بلوغ القمة «بقيمة والا بشيمة»، والسلوك المنحرف مقارنة مع وضع جيل الأجداد وصل به الأمر إلى حد رفع قضايا سب وقذف وتشهير وألفاظ تتناقلها بعض الوسائل الإعلامية تريد أن تقتحم ساحة الإعلام، والتميز عبر مبدأ «خالف تعرف» من دون أن يعي الكبار خطورة تأثيرها في نسيج المجتمع الكويتي. والمتابع العاقل أصبح في جانب مركون، والبعض الذي يستأنس في ما يحصل أخذ ينادي بقبول تلك الممارسات بحجة «الحرية» فأي حرية تشجع أفراد بالتطاول على الآخرين؟ ماذا تبقّى لنا من جيل الأجداد؟ وإلى متى والقضايا ترفع والمطالبات تدفع للمتضررين؟
إنها إفرازات «الشخبطة» الثقافية يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي، ولو أننا تداركنا الأمور، قبل أن يستفحل أثرها ويصبح التسليم بوضع المواقف وتداعياتها أمراً عادياً وغير مستنكر، لكنا في حال أفضل!
إن الإعلام جهاز حساس يخاطب النفوس قبل النصوص ويساعد في تكوين نمط ثقافي وبإمكانه المحافظة على موروثنا الثقافي لو أنه استغل بشكل احترافي من قبل مختصين، يقفون على حياد مما يحصل ويعالجون الأوضاع بمساندة العقلاء الحكماء من الكبار. ولكن هيهات أن يحصل هذا مادامت المصالح هي القاعدة، التي تحرك السلوك، والله يستر على الجيل القادم من إفرازات الجيل الحاضر... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com
وفي هذا السياق، نجد المجتمع الكويتي يقف وقفة المتفرج إثر المتغيرات الطارئة على الثقافة الاجتماعية من سلوك، قيم، وعادات حيث مع تغير معظم القيم والعادات عما كان عليه المجتمع الكويتي في زمن جيل ما قبل السبعينات، تغير السلوك وصار العرف المتبع ناجماً عن إفرازات «الشخبطة» الثقافية!
ورغم أن هناك دراسات بحثية جدية لبعض الدارسين في مرحلتي الماجستير والدكتوراه إلا أن ما توصلت إليه يبقى مدوناً في رسائل مطبوعة تهدى وتحفظ على الرفوف!
ورغم أن معظم الباحثين أيضاً من إخواننا في الكويت تناولوا جزئية الثقافة المجتمعية وانعكاساتها على المستوى المحلي، وقد أخذوا في الاعتبار دراسة هوفستيد التي كانت الكويت جزءاً منها، بالإضافة إلى دراسة «جلوب» عن القيادة في الكويت وزد على ذلك دراسة شركة «ماكينزي» العالمية التي تركت نتائجها للحكومة للبحث في سبل التطبيق، نبقى نحن في وضع المشاهد لتلك الإفرازات التي أخشى أن تتحول إلى عرف متأصل في الثقافة الكويتية للجيل الحالي، مما يشكل، بدهياً، تهديداً لوضع الأجيال القادمة! فهل نقبل على أبنائنا أن يقتبسوا السلوك الحاصل؟
إن ما تشهده الساحة خطأ يتحمله الكبار العقلاء، في ظل غياب البطانة الصالحة، والبعض يحاول بلوغ القمة «بقيمة والا بشيمة»، والسلوك المنحرف مقارنة مع وضع جيل الأجداد وصل به الأمر إلى حد رفع قضايا سب وقذف وتشهير وألفاظ تتناقلها بعض الوسائل الإعلامية تريد أن تقتحم ساحة الإعلام، والتميز عبر مبدأ «خالف تعرف» من دون أن يعي الكبار خطورة تأثيرها في نسيج المجتمع الكويتي. والمتابع العاقل أصبح في جانب مركون، والبعض الذي يستأنس في ما يحصل أخذ ينادي بقبول تلك الممارسات بحجة «الحرية» فأي حرية تشجع أفراد بالتطاول على الآخرين؟ ماذا تبقّى لنا من جيل الأجداد؟ وإلى متى والقضايا ترفع والمطالبات تدفع للمتضررين؟
إنها إفرازات «الشخبطة» الثقافية يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي، ولو أننا تداركنا الأمور، قبل أن يستفحل أثرها ويصبح التسليم بوضع المواقف وتداعياتها أمراً عادياً وغير مستنكر، لكنا في حال أفضل!
إن الإعلام جهاز حساس يخاطب النفوس قبل النصوص ويساعد في تكوين نمط ثقافي وبإمكانه المحافظة على موروثنا الثقافي لو أنه استغل بشكل احترافي من قبل مختصين، يقفون على حياد مما يحصل ويعالجون الأوضاع بمساندة العقلاء الحكماء من الكبار. ولكن هيهات أن يحصل هذا مادامت المصالح هي القاعدة، التي تحرك السلوك، والله يستر على الجيل القادم من إفرازات الجيل الحاضر... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com