خطورة العمل التخريبي الذي تم على بعض المكتبات الإسلامية في شارع المثنى بحولي، لا تتوقف عند الأضرار المادية التي لحقت بهذه المكتبات وما تحتويه، بل تتعداه إلى إمكانية أن تتحول هذه الأعمال إلى موجة من الفعل ورد الفعل المعاكس بين هذا الطرف وذاك، وهذا هو أخطر ما في ذلك الفعل الإجرامي، أو بمعنى أوضح هذا هو الهدف الفعلي من وراء تكسير نوافذ تلك المكتبات ورميها بالبيض، فإن أردنا كشعب أن نحبط مخطط المنفذ، أياً كان هدفه ودافعه وتوجهه، فلن يكون بإمكاننا فعل ذلك إلا بالتمسك أكثر وبصورة أوضح بوحدتنا الوطنية! فمهما كان الفاعل فإن الهدف هو «الفتنة» فلا توصلوه إلى مبتغاه. ***استجواب السيدة وزيرة التربية نورية الصبيح كان دليلاً آخرً على أسباب تردي التعليم في هذا البلد، ففي الوقت الذي يقدم فيه النائب المستجوب مستنداته ووثائقه تجاه قضايا «محددة»، كانت ردود الوزيرة المستجوبة ردوداً إنشائية عامة لا يوجد فيها أي تفنيد «فعلي» للتهم التي وجهها النائب! فغالبية ردود الوزيرة كانت عبارة عن تصفيف وحشو لعبارات استهلكت كثيراً عبر تاريخنا البيروقراطي ومن قبل جيوش «كتابنا وكتابكم» ولم تكن هناك أي ردود «فنية» فعلية تدحض بها اتهامات النائب! لذلك كان استغرابنا شديداً لحملة التهليل والنصر المبين التي تلت الاستجواب وتصوير الأمر كأن الوزيرة قد فندت فعلياً محاوره! فحتى اليوم لا نزال لا نملك أي إجابات فعلية من الوزيرة أو الوزارة تجاه العديد من القضايا التي طرحها النائب سعد الشريع في استجوابه! هذا ما يجعلنا نعتقد أن ما كتبته الصحافة في اليوم التالي للاستجواب كان معداً سلفاً بغض النظر عما تقدمه الوزيرة في الاستجواب وبغض النظر عن نتيجته!*** «فوشحت»...«لبسوك الطوق»... كلمات تلفظ بها نائب إسلامي داخل قاعة عبدالله السالم! أتمنى من النائب عادل الصرعاوي أن يقف لحظات ولحظات مع نفسه ويراجع أسلوبه في الخطابة داخل القاعة، فمثل هذه المفردات تضر أكثر مما تفيد ولا تضيف إلى قوة الحجة أو الموقف شيئاً، بل بالعكس فهي تشغل المتابع والمستمع عن مضمون الحديث ونقاطه الجديرة بالاهتمام، اللهم إلا إذا كان هذا هو الهدف الفعلي لاستخدام مثل تلك المفردات يا نائبنا الإسلامي!***يقول الرسول (عليه وآله وصحبه أفضل الصلاة والسلام): «المؤمنون شهود الله في أرضه». لذلك كانت الجموع التي توافدت على مقبرة صبحان لوداع العم المحامي راجح العصفور (رحمه الله) شهود الله في أرضه على حب رجل تعلمت على يديه الكثير وعاش حياته بقلب أبيض كالسحاب وبفكر راقٍ وسمو شامخ، وغادرها في عز عطائه. نسأل الله له ولجميع موتى المسلمين الرحمة والمغفرة وحسن القبول.
سعود عبدالعزيز العصفور
كاتب ومهندس كويتيsalasfoor@yahoo.com