|كتبت كارولين أسمر|
لم يشأ الفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا أن يقول «باي باي لندن» حقيقةً، بعد أن قالها على خشبة المسرح في المسرحية الشهيرة التي حملت هذا الاسم قبل نحو ربع قرن.
كانت تلك المسرحية تعكس عمق ارتباط الكويتيين بعاصمة الضباب، لكن بطلها سأل أمام حشد من الحاضرين، وبينهم بريطانيون، باستغراب عن سبب التعديلات الضريبية «التطفيشية» التي أجرتها بريطانيا، وكأن البريطانيين «ما يبونا»، على حد تعبير عبد الرضا، على الرغم من كل ما يربط الكويتيين بها من الذكريات والارتباطات الاجتماعية والاقتصادية والسياحية.
كان الحضور يتابعون ندوة نظمها بنك الكويت الوطني في فندق «شيراتون» لعملائه عن تلك التعديلات الضريبية البريطانية، حاضر فيها الخبير البريطاني في شؤون الضرائب لغير المقيمين روبرت بلاور، والذي يعمل في مكتب المحاماة الشهير تشارلز رسل.
استهل بلاور مداخلته بالحديث عن مفهومين أساسيين في النظام الضريبي البريطاني، وهما مفهوما المقيم والمواطن، شارحاً بأن مفهوم المقيم يستند على المدة التي يزور فيها الفرد المملكة المتحدة سنوياً وعلى وجوده المادي فيها، وذلك على مدى 4 سنوات، وهي حالة تخضع لعدد كبير من الضرائب، في حين أن هذا الفرد نفسه يعد مواطناً في حال قرر أن يبقى طوال حياته في المملكة وجعل مسكنه الدائم هناك. مضيفاً أنه اذا لم يصنف الفرد في أي من هاتين الحالتين، أي ليس مواطناً ولا مقيماً، فهي الحالة الاكثر تفضيلاً لعدم الخضوع للضرائب، وهي حالة معظم الحاضرين في الندوة.
ولكن ما هي الطريقة التي يمكن أن يتجنب فيها الزائر الذي يتردد كثيراً على المملكة المتحدة، التحول الى مقيم والخضوع الى الضرائب؟
يشرح بلاور أن التحول الى مقيم في المملكة يعتمد على المدة التي يمضيها الفرد فيها، في حين ان القاعدة الذهبية التي لا استثناءات فيها في أي ضريبة، هي تمضية 6 أشهر أو أكثر في بريطانيا. ففي حال أمضى الزائر مدة 183 يوماً أو أكثر في أي عام ضريبي، والذي يبدأ من 6 أبريل الى 5 أبريل سنوياً، فهو يعد مقيماً من دون أي استثناءات.
أما في حال أمضى الزائر أقل من 183 يوماً في السنة الضريبية فتصبح الحالات متعددة، فهو يصنف مقيماً اذ أمضى 91 يوماً او أكثر في السنة الضريبية على مدى 4 سنوات متواصلة. أما اذا لم يكن مقيماً في فترة سابقة، فهو يمكن أن يمضي ما بين 80 الى 90 يوماً في السنة، في حين أن هذه الوضعية قد تصبح أكثر تعقيداً اذا ما كان للزائر أي علاقات أو اتصالات وطيدة في بريطانيا أو كان مقيماً سابقاً فيها.
أما التعديل الآخر الذي طال العام 2008 فهو كيفية احتساب عدد الايام خلال زيارة المملكة، فقبل التعديل على سبيل المثال، كان يتم تجاهل يومي الوصول والمغادرة من ضمن أيام الاقامة، في حين انه منذ 6 أبريل 2008 أصبح هناك تعداد لمنتصف الليل أي أن كل ليلة يمضيها الزائر تحسب يوماً كاملاً مع اعفاء أو استثناء مسافري العبور أو الـ«transit» من ذلك. واحتساب يوم الوصول من دون يوم المغادرة.
من جهة أخرى، يمكن اعفاء الزائر من هذا التعداد اذ ما اضطر لتمضية المزيد من الوقت خارجاً عن ارادته في الاراضي البريطانية وذلك في حالات استثنائية ومنها الحالات الصحية الطارئة. وقد يسمح للزائر أن يمضي ما يصل الى 182 يوماً من السنة الضريبية في حال اصابته بوعكة صحية وهو داخل الاراضي البريطانية واضطر أن يمضي كل ذلك الوقت هناك، في حين أن السلطات لن تعفي الزائر من هذا التعداد في حال دخل بنية العلاج منذ البداية. بالاضافة الى أن مسألة اعفاء أعضاء العائلة المرافقين للمريض من التصنيف كمقيمين في بريطانيا تعتمد على تقييم السلطات الضريبية لكل حالة على حدة.
ونصح بلاور زوار بريطانيا بالاحتفاظ بجميع الوثائق التي يستخدمونها للزيارة على مدى 6 سنوات متواصلة، ومنها على سبيل المثال تذاكر السفر وتذاكر المرور على متن الطائرة أوالـ «Boarding passes» والتذاكر الالكترونية والمفكرات التي تظهر مواعيد الدخول والخروج من المملكة وطوابع جوازات السفر. مضيفاً أن الزائر قد يضطر لاظهار هذه البيانات والمستندات لتثبيت مدة اقامته في المملكة المتحدة على فترات طويلة. في حال قامت السلطات الضريبية بالتحري عن وضعه القانوني أو الضريبي. وأوضح بلاور في نهاية المداخلة الى أن هذه التغيرات لن يكون لها أي تأثير على الاشخاص الزائرين غير المقيمين في المملكة المتحدة.
الدجاني
من جهته، أوضح مدير عام البنك الوطني في لندن فوزي الدجاني تفاصيل الضريبة على الدخل في المملكة المتحدة، فاذا كان الزائر غير مقيم في المملكة المتحدة فهو يخضع لضريبة على الدخل من بعض مصادر الدخل في المملكة المتحدة فقط باستثناء الفائدة على الايداعات المصرفية في البنوك البريطانية. في حين أنه لا يخضع للضريبة على الدخل من أي مصادر خارج المملكة حتى لو تم تحويلها أو ادخالها الى الاراضي البريطانية أو على ضريبة أرباح رأس المال في المملكة حتى لو قام ببيع أصول في الاراضي البريطانية. مشيراً الى أن عدم تحول الزائر الى مقيم في المملكة المتحدة هو أمر ايجابي جداً في ما يخص الضريبة على الدخل.
وشرح الدجاني أن المقيم يخضع للعديد من الامور منها، ضريبة الدخل على مصدر الدخل من المملكة، والضريبة على أرباح رأس المال من الودائع بريطاني، بالاضافة الى ضريبة الدخل على مصادر غير البريطانية في حال تم احضارها أو ايداعها في المملكة. كما أن تطبيق أساس التحويلات يكون مجانياً للسنوات السبع الاولى، وبعد ذلك على الجميع (مقيمين- مواطنين وغير مقيمين) ان يدفع مبلغ 30 الف جنيه استرليني مقابلها. مشيراً الى أن المقيم البريطاني لا يخضع لضريبة على أساس التحويلات انما على مصادر دخله وأرباحه في جميع أنحاء العالم.
من جهة أخرى، نصح الدجاني الزائر الذي يرغب في التحول الى مقيم في المملكة المتحدة أن يأخذ بالنصائح المهنية من المتخصصين قبل الشروع في هذه العملية لتجنب الاخطاء وفي السنة الضريبية التي تسبق وصوله الى المملكة المتحدة، وعلى سبيل المثال اذا كان تاريخ الوصول في الاول من يناير 2012 فالافضل أن يبدأ التخطيط الضريبي في 5 أبريل 2011.
أما عند شراء منزل في المملكة، فالافضل أن يتم تحويل الاموال الى البنوك البريطانية قبل أن يصبح الزائر مقيماً. ناصحاً أيضاً المستثمرين أن يحققوا أرباحاً من استثماراتهم قبل التحول الى مقيمين. أما اذا تحول الزائر الى مقيم بطريقة مفاجئة، عليه أن يُفصح عن وضعيته الى السلطات الضريبية الـ «HMRC» ودفع الضرائب المستحقة بالاضافة الى الفوائد والجزاءات، ومن ثم تحديد كل الاموال والصناديق التي تم احضارها الى بريطانيا.
«باي باي لندن»
تساءل الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا في مداخلة له عما اذا كانت هذه التعديلات الضريبية التي طرأت على القوانين الضريبية سببها أن البريطانيين «ما يبونا؟». متحدثاً عن العلاقة الوطيدة والقديمة بين لندن والكويتيين الذين لهم الكثير من الذكريات فيها منذ عقود، ومشيراً الى أن الخليجيين عموماً والكويتيين بالاخص اعتادوا أن يقصدوا المملكة المتحدة لتمضية الاجازات الصيفية لمدة 3 أشهر كأقصى حد بهدف التسوق وقضاء الوقت الجميل لا أكثر. وقد استشهد عبد الرضا خلال مداخلته، ومن وحي المناسبة، ببعض المقتطفات من مسرحيته الشهيرة «باي باي لندن» أضحكت الحضور.
تحويل الأموال إلى الطلبة
شرح بلاور أن الاموال التي ترسل الى الطلبة الدراسين في الجامعات البريطانية لا تخضع للضريبة. أما اذا كان المرسل يصنف مقيماً في المملكة المتحدة فقد تخضع الاموال المرسلة لضريبة فقط في حال كان الطالب لا يزال في مقاعد الدراسة وعمره أقل من 18 عاماً، أما اذا كان في الجامعة فلا ضريبة تفرض على هذه الاموال المحولة.
الصقر: نستقدم أفضل الخبراء
أكد المدير التنفيذي لبنك الكويت الوطني عصام الصقر في كلمة ترحيبية أن اقامة هذه الندوة واستضافة الخبير البريطاني في شؤون الضرائب لغير المقيمين روبرت بلاور، تأتي انطلاقاً من حرص البنك على مساعدة عملائه من خلال استقدام أفضل الخبراء العالميين للقيام بمهمة توضيح المستجدات الطارئة على قانون الضرائب البريطاني في ما يخص غير المقيمين والتي كانت مثار العديد من التساؤلات منذ الاعلان عنها السنة الماضية. وقد رحب الصقر أيضاً بمدير عام البنك الوطني في لندن فوزي الدجاني الذي تولى شرح الضريبة على الدخل البريطانية لكبار عملاء البنك الذين حضروا الندوة.
أمثلة عن التحويلات غير الخاضعة للضريبة
• تحويل أي مصدر دخل غير بريطاني أو أرباح بهدف تسديد تكاليف المعيشة.
• تحويل أي مصدر دخل غير بريطاني أو أرباح لشراء ملكية في الاراضي البريطانية.
• دفع الفوائد (أو ما يوازيها وفقاً للشريعة الاسلامية) على الرهونات العقارية غير البريطانية.
• احضار أي أمتعة أو أغراض الى المملكة المتحدة (تحف أو لوحات) قد تم شراؤها بعيداً عن أي أرباح أو مصادر دخل غير بريطانية.
• استخدام البطاقات الائتمانية غير البريطانية لدفع خدمات وبضائع داخل المملكة.
تجنّب التحوّل إلى مقيم
لتتجنب التحول الى مقيم في المملكة المتحدة عليك بالإرشادات التالية:
• كن حذراً من القوانين.
• احتفظ بسجلات عن الايام التي أمضيتها في المملكة.
• لا تمض فترة 6 أشهر متواصلة أو 183 يوماً أو أكثر في المملكة المتحدة في سنة ضريبية.
• امض أقل من 90 يوماً (3 أشهر) في السنة الضريبية البريطانية كمعدل على مدى 4 سنوات.
• اذا كنت مقيماً بريطانياً سابقاً فابق عدد الايام التي تمضيها في أراضي المملكة في أدنى مستوى ممكن (أقل من 70 يوماً اذا أمكن) خصوصاً اذا كنت تملك ملكيات أو أي علاقات عائلية هناك.
• كن حذراً من أفخاخ الرعاية الصحية والعلاج في بريطانيا
هكذا تتحوّل إلى مقيم
يتحول الزائر إلى بريطانيا الى مقيم قانونياً في الحالات التالية:
• تمضية فترة 3 أشهر في المملكة المتحدة في كل فصل صيف.
• زيارة المملكة المتحدة لفترة شهرين كل صيف وتمضية 4 أسابيع اضافية على مدار السنة الضريبية الواحدة.
• تمضية أكثر من 6 أشهر في المملكة المتحدة للخضوع لأي علاج طبي.
• تمضية أقل من 6 أشهر في المملكة للخضوع لأي علاج طبي عندما تكون أنت قد اخترت المجيء الى المملكة لهذا الهدف وزيارة المملكة بصورة منتظمة.
عقارات الكويتيين في بريطانيا
لم تتأثر بأزمة الرهن العقاري
أكد الدجاني في تصريح للصحافيين على هامش الندوة أن غالبية عقارات الكويتيين في المملكة المتحدة لم تتأثر بأزمة الرهن العقاري خاصة وأنها في أماكن جيدة، فأغلب مناطق العاصمة لندن لم تهبط أسعارها بل زادت في عدة مناطق وأهمها منطقة الوست والتي تتركز بها املاك الكويتيين، لافتاً إلى أن الطلب الكبير الذي يشهده البنك على شراء عقارات هناك لا يقابله عرض مماثل.
وعن أداء «الوطني» في لندن، قال ان البنك يحقق أرباحاً جيدة ونتوقع أن يحقق أداء جيداً خلال العام الحالي مع ارتفاع النشاط، مشيراً إلى أنه ليس فرعاً للبنك الرئيسي انما هو مصرف بريطاني مستقل بذاته وتابع للوطني الكويتي بنسبة 100 في المئة، ويعمل تحت اشراف الجهات الرقابية البريطانية المتمثلة في الـ«FSA»، مشدداً أن البنك ليس لديه محافظ للأسهم لأنه بنك تجاري وليس استثمارياً.
وبيّن الدجاني أن «الوطني» بلندن أنشئ في أواخر السبعينات وتحول من فرع إلى بنك مستقل عام 1993 بعد الغزو العراقي للكويت والتحولات التي حدثت في هذه الفترة، ولديه الآن ما يقارب الـ7 آلاف عميل غالبيتهم من الكويتيين، لافتاً إلى عدم وجود بنوك كويتية أخرى في بريطانيا.وبيّن الدجاني أن البنك يدير عقارات في بريطانيا لأكثر من 200 عميل لديه، حيث يقدم البنك العديد من الخدمات أثناء فترة غيابهم، من تسديد الفواتير وتقديم النصيحة وتسجيل العقارات.
وأوضح أن السبب الرئيسي لإقامة هذه الندوة هو أن التغيرات في قانون الضرائب كانت مثار غموض وتساؤلات عديدة منذ الإعلان عنها، وهو ما حاولنا توضيحها
وأضاف أن ميزانية الحكومة البريطانية عام 2008 الخاصة بالضرائب قد أصبحت قانوناً سارياً منذ 6 إبريل 2008 وأود التأكيد أن التغيرات في القانون تخص فقط المقيمين في المملكة المتحدة ولن يكون لها تأثير على الاشخاص غير المقيمين وعليه يجب توضيح قوانين الاقامة في المملكة المتحدة لتجنب اعتباركم مقيمين.
ضريبة الإرث
قال الدجاني ان ضريبة الإرث في المملكة لا علاقة لها بالإقامة، وتستحق الضريبة على الأصول مثل العقارات والأسهم والحسابات بالجنية الاسترليني، كما أن ضريبة الارث هي 40 في المئة على الأصول فوق 325 جنيها يكون معفاة، لذلك على العميل أخذ الحيطة وعدم تعريض أصوله لهذه الضرائب وذلك بأخذ المشورة وتسجيل العقارات خصوصا ذات القيمة العالية، من خلال شركات مضيفاً ان لدى البنك في لندن إدارة خاصة لمساعدة العملاء في هذا الخصوص.
لم يشأ الفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا أن يقول «باي باي لندن» حقيقةً، بعد أن قالها على خشبة المسرح في المسرحية الشهيرة التي حملت هذا الاسم قبل نحو ربع قرن.
كانت تلك المسرحية تعكس عمق ارتباط الكويتيين بعاصمة الضباب، لكن بطلها سأل أمام حشد من الحاضرين، وبينهم بريطانيون، باستغراب عن سبب التعديلات الضريبية «التطفيشية» التي أجرتها بريطانيا، وكأن البريطانيين «ما يبونا»، على حد تعبير عبد الرضا، على الرغم من كل ما يربط الكويتيين بها من الذكريات والارتباطات الاجتماعية والاقتصادية والسياحية.
كان الحضور يتابعون ندوة نظمها بنك الكويت الوطني في فندق «شيراتون» لعملائه عن تلك التعديلات الضريبية البريطانية، حاضر فيها الخبير البريطاني في شؤون الضرائب لغير المقيمين روبرت بلاور، والذي يعمل في مكتب المحاماة الشهير تشارلز رسل.
استهل بلاور مداخلته بالحديث عن مفهومين أساسيين في النظام الضريبي البريطاني، وهما مفهوما المقيم والمواطن، شارحاً بأن مفهوم المقيم يستند على المدة التي يزور فيها الفرد المملكة المتحدة سنوياً وعلى وجوده المادي فيها، وذلك على مدى 4 سنوات، وهي حالة تخضع لعدد كبير من الضرائب، في حين أن هذا الفرد نفسه يعد مواطناً في حال قرر أن يبقى طوال حياته في المملكة وجعل مسكنه الدائم هناك. مضيفاً أنه اذا لم يصنف الفرد في أي من هاتين الحالتين، أي ليس مواطناً ولا مقيماً، فهي الحالة الاكثر تفضيلاً لعدم الخضوع للضرائب، وهي حالة معظم الحاضرين في الندوة.
ولكن ما هي الطريقة التي يمكن أن يتجنب فيها الزائر الذي يتردد كثيراً على المملكة المتحدة، التحول الى مقيم والخضوع الى الضرائب؟
يشرح بلاور أن التحول الى مقيم في المملكة يعتمد على المدة التي يمضيها الفرد فيها، في حين ان القاعدة الذهبية التي لا استثناءات فيها في أي ضريبة، هي تمضية 6 أشهر أو أكثر في بريطانيا. ففي حال أمضى الزائر مدة 183 يوماً أو أكثر في أي عام ضريبي، والذي يبدأ من 6 أبريل الى 5 أبريل سنوياً، فهو يعد مقيماً من دون أي استثناءات.
أما في حال أمضى الزائر أقل من 183 يوماً في السنة الضريبية فتصبح الحالات متعددة، فهو يصنف مقيماً اذ أمضى 91 يوماً او أكثر في السنة الضريبية على مدى 4 سنوات متواصلة. أما اذا لم يكن مقيماً في فترة سابقة، فهو يمكن أن يمضي ما بين 80 الى 90 يوماً في السنة، في حين أن هذه الوضعية قد تصبح أكثر تعقيداً اذا ما كان للزائر أي علاقات أو اتصالات وطيدة في بريطانيا أو كان مقيماً سابقاً فيها.
أما التعديل الآخر الذي طال العام 2008 فهو كيفية احتساب عدد الايام خلال زيارة المملكة، فقبل التعديل على سبيل المثال، كان يتم تجاهل يومي الوصول والمغادرة من ضمن أيام الاقامة، في حين انه منذ 6 أبريل 2008 أصبح هناك تعداد لمنتصف الليل أي أن كل ليلة يمضيها الزائر تحسب يوماً كاملاً مع اعفاء أو استثناء مسافري العبور أو الـ«transit» من ذلك. واحتساب يوم الوصول من دون يوم المغادرة.
من جهة أخرى، يمكن اعفاء الزائر من هذا التعداد اذ ما اضطر لتمضية المزيد من الوقت خارجاً عن ارادته في الاراضي البريطانية وذلك في حالات استثنائية ومنها الحالات الصحية الطارئة. وقد يسمح للزائر أن يمضي ما يصل الى 182 يوماً من السنة الضريبية في حال اصابته بوعكة صحية وهو داخل الاراضي البريطانية واضطر أن يمضي كل ذلك الوقت هناك، في حين أن السلطات لن تعفي الزائر من هذا التعداد في حال دخل بنية العلاج منذ البداية. بالاضافة الى أن مسألة اعفاء أعضاء العائلة المرافقين للمريض من التصنيف كمقيمين في بريطانيا تعتمد على تقييم السلطات الضريبية لكل حالة على حدة.
ونصح بلاور زوار بريطانيا بالاحتفاظ بجميع الوثائق التي يستخدمونها للزيارة على مدى 6 سنوات متواصلة، ومنها على سبيل المثال تذاكر السفر وتذاكر المرور على متن الطائرة أوالـ «Boarding passes» والتذاكر الالكترونية والمفكرات التي تظهر مواعيد الدخول والخروج من المملكة وطوابع جوازات السفر. مضيفاً أن الزائر قد يضطر لاظهار هذه البيانات والمستندات لتثبيت مدة اقامته في المملكة المتحدة على فترات طويلة. في حال قامت السلطات الضريبية بالتحري عن وضعه القانوني أو الضريبي. وأوضح بلاور في نهاية المداخلة الى أن هذه التغيرات لن يكون لها أي تأثير على الاشخاص الزائرين غير المقيمين في المملكة المتحدة.
الدجاني
من جهته، أوضح مدير عام البنك الوطني في لندن فوزي الدجاني تفاصيل الضريبة على الدخل في المملكة المتحدة، فاذا كان الزائر غير مقيم في المملكة المتحدة فهو يخضع لضريبة على الدخل من بعض مصادر الدخل في المملكة المتحدة فقط باستثناء الفائدة على الايداعات المصرفية في البنوك البريطانية. في حين أنه لا يخضع للضريبة على الدخل من أي مصادر خارج المملكة حتى لو تم تحويلها أو ادخالها الى الاراضي البريطانية أو على ضريبة أرباح رأس المال في المملكة حتى لو قام ببيع أصول في الاراضي البريطانية. مشيراً الى أن عدم تحول الزائر الى مقيم في المملكة المتحدة هو أمر ايجابي جداً في ما يخص الضريبة على الدخل.
وشرح الدجاني أن المقيم يخضع للعديد من الامور منها، ضريبة الدخل على مصدر الدخل من المملكة، والضريبة على أرباح رأس المال من الودائع بريطاني، بالاضافة الى ضريبة الدخل على مصادر غير البريطانية في حال تم احضارها أو ايداعها في المملكة. كما أن تطبيق أساس التحويلات يكون مجانياً للسنوات السبع الاولى، وبعد ذلك على الجميع (مقيمين- مواطنين وغير مقيمين) ان يدفع مبلغ 30 الف جنيه استرليني مقابلها. مشيراً الى أن المقيم البريطاني لا يخضع لضريبة على أساس التحويلات انما على مصادر دخله وأرباحه في جميع أنحاء العالم.
من جهة أخرى، نصح الدجاني الزائر الذي يرغب في التحول الى مقيم في المملكة المتحدة أن يأخذ بالنصائح المهنية من المتخصصين قبل الشروع في هذه العملية لتجنب الاخطاء وفي السنة الضريبية التي تسبق وصوله الى المملكة المتحدة، وعلى سبيل المثال اذا كان تاريخ الوصول في الاول من يناير 2012 فالافضل أن يبدأ التخطيط الضريبي في 5 أبريل 2011.
أما عند شراء منزل في المملكة، فالافضل أن يتم تحويل الاموال الى البنوك البريطانية قبل أن يصبح الزائر مقيماً. ناصحاً أيضاً المستثمرين أن يحققوا أرباحاً من استثماراتهم قبل التحول الى مقيمين. أما اذا تحول الزائر الى مقيم بطريقة مفاجئة، عليه أن يُفصح عن وضعيته الى السلطات الضريبية الـ «HMRC» ودفع الضرائب المستحقة بالاضافة الى الفوائد والجزاءات، ومن ثم تحديد كل الاموال والصناديق التي تم احضارها الى بريطانيا.
«باي باي لندن»
تساءل الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا في مداخلة له عما اذا كانت هذه التعديلات الضريبية التي طرأت على القوانين الضريبية سببها أن البريطانيين «ما يبونا؟». متحدثاً عن العلاقة الوطيدة والقديمة بين لندن والكويتيين الذين لهم الكثير من الذكريات فيها منذ عقود، ومشيراً الى أن الخليجيين عموماً والكويتيين بالاخص اعتادوا أن يقصدوا المملكة المتحدة لتمضية الاجازات الصيفية لمدة 3 أشهر كأقصى حد بهدف التسوق وقضاء الوقت الجميل لا أكثر. وقد استشهد عبد الرضا خلال مداخلته، ومن وحي المناسبة، ببعض المقتطفات من مسرحيته الشهيرة «باي باي لندن» أضحكت الحضور.
تحويل الأموال إلى الطلبة
شرح بلاور أن الاموال التي ترسل الى الطلبة الدراسين في الجامعات البريطانية لا تخضع للضريبة. أما اذا كان المرسل يصنف مقيماً في المملكة المتحدة فقد تخضع الاموال المرسلة لضريبة فقط في حال كان الطالب لا يزال في مقاعد الدراسة وعمره أقل من 18 عاماً، أما اذا كان في الجامعة فلا ضريبة تفرض على هذه الاموال المحولة.
الصقر: نستقدم أفضل الخبراء
أكد المدير التنفيذي لبنك الكويت الوطني عصام الصقر في كلمة ترحيبية أن اقامة هذه الندوة واستضافة الخبير البريطاني في شؤون الضرائب لغير المقيمين روبرت بلاور، تأتي انطلاقاً من حرص البنك على مساعدة عملائه من خلال استقدام أفضل الخبراء العالميين للقيام بمهمة توضيح المستجدات الطارئة على قانون الضرائب البريطاني في ما يخص غير المقيمين والتي كانت مثار العديد من التساؤلات منذ الاعلان عنها السنة الماضية. وقد رحب الصقر أيضاً بمدير عام البنك الوطني في لندن فوزي الدجاني الذي تولى شرح الضريبة على الدخل البريطانية لكبار عملاء البنك الذين حضروا الندوة.
أمثلة عن التحويلات غير الخاضعة للضريبة
• تحويل أي مصدر دخل غير بريطاني أو أرباح بهدف تسديد تكاليف المعيشة.
• تحويل أي مصدر دخل غير بريطاني أو أرباح لشراء ملكية في الاراضي البريطانية.
• دفع الفوائد (أو ما يوازيها وفقاً للشريعة الاسلامية) على الرهونات العقارية غير البريطانية.
• احضار أي أمتعة أو أغراض الى المملكة المتحدة (تحف أو لوحات) قد تم شراؤها بعيداً عن أي أرباح أو مصادر دخل غير بريطانية.
• استخدام البطاقات الائتمانية غير البريطانية لدفع خدمات وبضائع داخل المملكة.
تجنّب التحوّل إلى مقيم
لتتجنب التحول الى مقيم في المملكة المتحدة عليك بالإرشادات التالية:
• كن حذراً من القوانين.
• احتفظ بسجلات عن الايام التي أمضيتها في المملكة.
• لا تمض فترة 6 أشهر متواصلة أو 183 يوماً أو أكثر في المملكة المتحدة في سنة ضريبية.
• امض أقل من 90 يوماً (3 أشهر) في السنة الضريبية البريطانية كمعدل على مدى 4 سنوات.
• اذا كنت مقيماً بريطانياً سابقاً فابق عدد الايام التي تمضيها في أراضي المملكة في أدنى مستوى ممكن (أقل من 70 يوماً اذا أمكن) خصوصاً اذا كنت تملك ملكيات أو أي علاقات عائلية هناك.
• كن حذراً من أفخاخ الرعاية الصحية والعلاج في بريطانيا
هكذا تتحوّل إلى مقيم
يتحول الزائر إلى بريطانيا الى مقيم قانونياً في الحالات التالية:
• تمضية فترة 3 أشهر في المملكة المتحدة في كل فصل صيف.
• زيارة المملكة المتحدة لفترة شهرين كل صيف وتمضية 4 أسابيع اضافية على مدار السنة الضريبية الواحدة.
• تمضية أكثر من 6 أشهر في المملكة المتحدة للخضوع لأي علاج طبي.
• تمضية أقل من 6 أشهر في المملكة للخضوع لأي علاج طبي عندما تكون أنت قد اخترت المجيء الى المملكة لهذا الهدف وزيارة المملكة بصورة منتظمة.
عقارات الكويتيين في بريطانيا
لم تتأثر بأزمة الرهن العقاري
أكد الدجاني في تصريح للصحافيين على هامش الندوة أن غالبية عقارات الكويتيين في المملكة المتحدة لم تتأثر بأزمة الرهن العقاري خاصة وأنها في أماكن جيدة، فأغلب مناطق العاصمة لندن لم تهبط أسعارها بل زادت في عدة مناطق وأهمها منطقة الوست والتي تتركز بها املاك الكويتيين، لافتاً إلى أن الطلب الكبير الذي يشهده البنك على شراء عقارات هناك لا يقابله عرض مماثل.
وعن أداء «الوطني» في لندن، قال ان البنك يحقق أرباحاً جيدة ونتوقع أن يحقق أداء جيداً خلال العام الحالي مع ارتفاع النشاط، مشيراً إلى أنه ليس فرعاً للبنك الرئيسي انما هو مصرف بريطاني مستقل بذاته وتابع للوطني الكويتي بنسبة 100 في المئة، ويعمل تحت اشراف الجهات الرقابية البريطانية المتمثلة في الـ«FSA»، مشدداً أن البنك ليس لديه محافظ للأسهم لأنه بنك تجاري وليس استثمارياً.
وبيّن الدجاني أن «الوطني» بلندن أنشئ في أواخر السبعينات وتحول من فرع إلى بنك مستقل عام 1993 بعد الغزو العراقي للكويت والتحولات التي حدثت في هذه الفترة، ولديه الآن ما يقارب الـ7 آلاف عميل غالبيتهم من الكويتيين، لافتاً إلى عدم وجود بنوك كويتية أخرى في بريطانيا.وبيّن الدجاني أن البنك يدير عقارات في بريطانيا لأكثر من 200 عميل لديه، حيث يقدم البنك العديد من الخدمات أثناء فترة غيابهم، من تسديد الفواتير وتقديم النصيحة وتسجيل العقارات.
وأوضح أن السبب الرئيسي لإقامة هذه الندوة هو أن التغيرات في قانون الضرائب كانت مثار غموض وتساؤلات عديدة منذ الإعلان عنها، وهو ما حاولنا توضيحها
وأضاف أن ميزانية الحكومة البريطانية عام 2008 الخاصة بالضرائب قد أصبحت قانوناً سارياً منذ 6 إبريل 2008 وأود التأكيد أن التغيرات في القانون تخص فقط المقيمين في المملكة المتحدة ولن يكون لها تأثير على الاشخاص غير المقيمين وعليه يجب توضيح قوانين الاقامة في المملكة المتحدة لتجنب اعتباركم مقيمين.
ضريبة الإرث
قال الدجاني ان ضريبة الإرث في المملكة لا علاقة لها بالإقامة، وتستحق الضريبة على الأصول مثل العقارات والأسهم والحسابات بالجنية الاسترليني، كما أن ضريبة الارث هي 40 في المئة على الأصول فوق 325 جنيها يكون معفاة، لذلك على العميل أخذ الحيطة وعدم تعريض أصوله لهذه الضرائب وذلك بأخذ المشورة وتسجيل العقارات خصوصا ذات القيمة العالية، من خلال شركات مضيفاً ان لدى البنك في لندن إدارة خاصة لمساعدة العملاء في هذا الخصوص.