قمت بزيارة لمكتب أحد الوزراء المعنيين في الشأنين الاقتصادي والتنموي قبل أشهر عدة، طالباً مقابلته لبسط ما يمكننا عرضه من معلومات تعينه في تنفيذ خطته الطموحة من منظور قيادي واستراتيجي، ولم نحصل على رد حتى هذه الساعة... نحن نريد المساهمة من دون أي مقابل فقط رغبة منا في دفع عجلة التنمية وتوضيح تصورنا من باب الحرص على مستقبل البلاد والعباد، فهو أي ذلك الوزير يتسم بصفة الكاريزما وبحاجة إلى دعم فكري استراتيجي ليحقق النجاح.
ومادمنا في سياق التحرر من قيود الأمس التي أخرت عجلة التنمية، فقد لاحظنا ظهور أمل في تطور الخدمات الصحية بعد مطالعة الخبر الذي نشرته الصحف عن الاتفاق الذي توصل إليه وزير الصحة الدكتور هلال الساير مع جامعة جون هوبكنز الأميركية لإدارة مستشفيات الفروانية والأميري والعدان والجهراء.
أربعة مستشفيات شكلت دروساً من المنتظر أن تؤتى ثمارها من زيارة وزير الصحة الدكتور هلال الساير. وكنا نود أن يكملها الدكتور في عقد اتفاق آخر مع مايو كلينك، وكليفلاند كلينك، ومستشفى ماس جنرال، وهارفارد، ومستشفى الأطفال في بوسطن لمستشفى ابن سينا، ومستشفى مبارك، ومستشفى الأطفال، ومستشفى جابر الجديد!
ونود أن نشير هنا إلى أن أصعب شيء في الفكر الاستراتيجي مرتبط في تنفيذ الاستراتيجية الخاصة بعقد الاتفاق الذي توصل إليه الوزير الدكتور الساير، فالمستشفيات فيها رؤوس قد أينعت وحان وقت قطافها، والتسييس عند تنفيذ الاستراتيجية قد يحول دون قطف الثمار المتوقعة من ذلك الاتفاق، إذ إن مستشفياتنا تئن من أمراض كالواسطة، المحاباة والشللية، وهما عاملا هدم للمنظومة الصحية وراء تدهور مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، فلا المواعيد فيها عدالة، ولا التشخيص يتم الحصول عليه بالطريقة السليمة وغيره من التراكمات التي جعلتنا ننظر إلى طوابير من المرضى في أروقة العلاج بالخارج و... الشق عود يا سيدي الفاضل وسيدتي الفاضلة!
الوزير الساير بدأ الخطوة الأولى على الطريق الصحيح، ونتمنى من الوزراء الآخرين أن يتعلموا من دروس وزير الصحة، فاقتناصه لعقد اتفاق مع جامعة جون هوبكنز لهو مفخرة للكويت تختلف عن محاولات وزراء الصحة السابقين، ممن ذهبوا إلى دول علم عنها ارتفاع مستوى الفساد أو المستوى الصحي المتواضع... والمهم هنا أن المعالجة نسفت أخطاء الأمس ويبقى المحك على التنفيذ، فهل ينجح الوزير الساير أم يصطدم بعقول آن لها أن تستريح وتريح القطاع الصحي من سلوكياتهم، فالكويت لديها عدد كبير من الأطباء المشهود لهم بالكفاءة من حملة المؤهلات العلمية من مراكز مرموقة كالبوردين الأميركي والكندي وغيرهما، ولكن السياسة والمحسوبية واحتكار المناصب جعلهم بعيدين عن النفس الإبداعي والدكتور الساير طبيب جراح يعلم مستويات البعض المتواضعة؟
ونحن هنا نطالب الوزير أحمد الفهد وأعضاء مجلس الأمة بدعم الوزير الساير، ونطالبه في رسم خطة عمل مشابهة للتي انتهجها الوزير الساير للتعليم والأشغال التي تبدأ في تنفيذ مشاريع الطرق والخدمات الأخرى ولا تنتهي إلا بشق الأنفس، بينما في الدول المتطورة تنفذ الجسور والطرق في وقت زمني قياسي، والتعليم في غاية الروعة تجد فيه الأطفال، مبدعين في عمر الزهور خلافاً لوضع تعليمنا المتدهور الذي ينهي الطفل فيه المرحلة الابتدائية، وهو بالكاد يستطيع كتابة اسمه، ولنا
في منهجي الرياضيات والعلوم عبرة لمن يعتبر!
وفي الختام... ندعو المولى عز وجل أن يديم الصحة والعافية لولي الأمر بمناسبة احتفال الكويت بالذكرى الرابعة لتوليه دفة الحكم، وأن ينعم على سمو الشيخ سالم العلي بموفور الصحة
والعافية، وأن تشهد البلاد نهضة صحية تعليمية اقتصادية إسكانية مرورية قيادية، وأدباً في الحوار، وتعاوناً مثمراً بين السلطتين، وحرية مسؤولة... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com
ومادمنا في سياق التحرر من قيود الأمس التي أخرت عجلة التنمية، فقد لاحظنا ظهور أمل في تطور الخدمات الصحية بعد مطالعة الخبر الذي نشرته الصحف عن الاتفاق الذي توصل إليه وزير الصحة الدكتور هلال الساير مع جامعة جون هوبكنز الأميركية لإدارة مستشفيات الفروانية والأميري والعدان والجهراء.
أربعة مستشفيات شكلت دروساً من المنتظر أن تؤتى ثمارها من زيارة وزير الصحة الدكتور هلال الساير. وكنا نود أن يكملها الدكتور في عقد اتفاق آخر مع مايو كلينك، وكليفلاند كلينك، ومستشفى ماس جنرال، وهارفارد، ومستشفى الأطفال في بوسطن لمستشفى ابن سينا، ومستشفى مبارك، ومستشفى الأطفال، ومستشفى جابر الجديد!
ونود أن نشير هنا إلى أن أصعب شيء في الفكر الاستراتيجي مرتبط في تنفيذ الاستراتيجية الخاصة بعقد الاتفاق الذي توصل إليه الوزير الدكتور الساير، فالمستشفيات فيها رؤوس قد أينعت وحان وقت قطافها، والتسييس عند تنفيذ الاستراتيجية قد يحول دون قطف الثمار المتوقعة من ذلك الاتفاق، إذ إن مستشفياتنا تئن من أمراض كالواسطة، المحاباة والشللية، وهما عاملا هدم للمنظومة الصحية وراء تدهور مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، فلا المواعيد فيها عدالة، ولا التشخيص يتم الحصول عليه بالطريقة السليمة وغيره من التراكمات التي جعلتنا ننظر إلى طوابير من المرضى في أروقة العلاج بالخارج و... الشق عود يا سيدي الفاضل وسيدتي الفاضلة!
الوزير الساير بدأ الخطوة الأولى على الطريق الصحيح، ونتمنى من الوزراء الآخرين أن يتعلموا من دروس وزير الصحة، فاقتناصه لعقد اتفاق مع جامعة جون هوبكنز لهو مفخرة للكويت تختلف عن محاولات وزراء الصحة السابقين، ممن ذهبوا إلى دول علم عنها ارتفاع مستوى الفساد أو المستوى الصحي المتواضع... والمهم هنا أن المعالجة نسفت أخطاء الأمس ويبقى المحك على التنفيذ، فهل ينجح الوزير الساير أم يصطدم بعقول آن لها أن تستريح وتريح القطاع الصحي من سلوكياتهم، فالكويت لديها عدد كبير من الأطباء المشهود لهم بالكفاءة من حملة المؤهلات العلمية من مراكز مرموقة كالبوردين الأميركي والكندي وغيرهما، ولكن السياسة والمحسوبية واحتكار المناصب جعلهم بعيدين عن النفس الإبداعي والدكتور الساير طبيب جراح يعلم مستويات البعض المتواضعة؟
ونحن هنا نطالب الوزير أحمد الفهد وأعضاء مجلس الأمة بدعم الوزير الساير، ونطالبه في رسم خطة عمل مشابهة للتي انتهجها الوزير الساير للتعليم والأشغال التي تبدأ في تنفيذ مشاريع الطرق والخدمات الأخرى ولا تنتهي إلا بشق الأنفس، بينما في الدول المتطورة تنفذ الجسور والطرق في وقت زمني قياسي، والتعليم في غاية الروعة تجد فيه الأطفال، مبدعين في عمر الزهور خلافاً لوضع تعليمنا المتدهور الذي ينهي الطفل فيه المرحلة الابتدائية، وهو بالكاد يستطيع كتابة اسمه، ولنا
في منهجي الرياضيات والعلوم عبرة لمن يعتبر!
وفي الختام... ندعو المولى عز وجل أن يديم الصحة والعافية لولي الأمر بمناسبة احتفال الكويت بالذكرى الرابعة لتوليه دفة الحكم، وأن ينعم على سمو الشيخ سالم العلي بموفور الصحة
والعافية، وأن تشهد البلاد نهضة صحية تعليمية اقتصادية إسكانية مرورية قيادية، وأدباً في الحوار، وتعاوناً مثمراً بين السلطتين، وحرية مسؤولة... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com