| اعداد: نجاح كرم |
باريس عام 1941 تتحرك سيارة جوليا للبحث عن منزل جميل للسكن فيه بعد أن انتقلت مع زوجها للعمل هناك، جوليا سيدة مثابرة لأبعد الحدود حاولت بكل طاقتها أن تستغل وجودها في فرنسا لتتعلم أسلوب الطبخ الفرنسي للشعب الأميركي وكان لها ذلك.**
فيلمان في فيلم واحد جمع جوليا الطباخة وجولي الكاتبة الذي يعتقد المشاهد للوهلة الأولى انهما تعيشان في زمن واحد رغم مرور سنوات عدة ما بين عام 1941 و2002، حيث تنتقل الكاميرا برومانسية جميلة لتجمع خيوط قصة حدثت منذ الزمن الماضي ما بين فرنسا والولايات المتحدة في وقت كان فيه الرجل سيد الموقف في كل شيء حتى وظيفة الطاهي ودور المرأة وبقائها في المنزل، لكن ما قامت به جوليا آنذاك غير ملامح كثيرة لدور المرأة المهم لمثابرتها وحرصها من خلال العمل الشاق، على أن يكون لها دور منافس لدور الرجل.
قصة الفيلم
قصة حقيقة قدمتها جوليا وتقوم بدورها النجمة «ميريل ستيرب» لقصة كفاحها عبر سنواتها الأولى في مهنة الطبخ لتقوم بجمع وصفات الطبخ وعددها 524 في كتاب نشر عام 1061، بالمقابل تقوم الكاتبة جولي وتقوم بدوها «ايمي ادامز» التي تعمل بوظيفة سكرتيرة وتعيش في شقة في حي كوينز الفقير بترجمة صمود جوليا عبر سنوات الكفاح الطويلة باتقان وصفات كتاب جوليا تشايلد لفن الطبخ الكلاسيكي الفرنسي كونها بحاجة ماسة لعمل شيء يخرجها من حالة الرتابة التي تعاني منها، لذا قررت جولي جمع هذه الوصفات في خلال سنة واحدة ونشرها في مدونة شعبية ما جعلها بعد ذلك كاتبة مشهورة.
في البداية كانت جولي تعتقد أن العملية سهلة ولا تحتاج إلى تفكير أو تعب لكن مع مرور الوقت وانتقالها إلى وصفات أكثر تعقيدا أجزمت بأن الموضوع يحتاج إلى مزيد من الجهد والمثابرة، واصرار كبير جعلها تتحول إلى طباخة ماهرة بكل المقاييس وأطباقها تبهر محبيها.
جوليا التي لا تزال في فرنسا كانت رمزا للمرأة المتفائلة بكل معنى الكلمة رغم الاحباطات والمعوقات في تقبل الكثيرين لمشروعها، كذلك المشاكل التي كانت تواجه زوجها في عمله وانتقالهم من باريس إلى مرسيليا ومحاولة تغير موقعهم الذي لم يؤثر كثيرا على جوليا والتي تقبلت الأمر برحابة صدر كبيرة، فتفاؤلها أوصلها لخبر انتظرته كثيرا وسعدت به بعد طول انتظار.
ميريل ستريب
استحقت ميريل ستريب جائزة الجولدن غلوب عن دورها في هذا الفيلم، لتأكد المقولة بأن ميريل ستريب لا تشبع من الجوائز، كونها تختار أدوارا صعبة المنال وقيمتها الفنية عالية، فهي تتقمص الدور لدرجة الاقناع والتساؤل بأن ما نشاهده جزء من الواقع أم نوع من الخيال، لذا هي حريصة كل الحرص على اختيار أدوارها بعناية فائقة بعد مشوارها الطويل في عالم السينما.
دور الرجل
قدم الفيلم بكل شفافية دور الرجل عبر أزمان مختلفة لدعمه للمرأة بكل صدق وحب وأخلاص، بول تشايلد زوج جوليا ويقوم بدورة النجم ستانلي توكسي أعطى نموذجا رائعا للزوج المخلص لزوجته والداعم لمسيرتها الصعبة رغم الصعوبات التي واجهتهما على طول الخط، فنراه مثلا في المشهد يقنعها بأنه لايزال يحبها ويخلص لها ويدعمها في مسيرتها الصعبة، أما ايريك باول «كريس ميسينا» زوج جولي فكان خير رفيق درب لها رغم المشاكل التي كانت تعتري حياتهما بعض الأحيان فنراه في غالبية المشاهد يتذوق طبخها ويثني عليه.
الختام
الفيلم يقدم دروسا جميلة في المثابرة لتخطي العقبات والمشاكل التي تعتري الانسان لتحقيق هدفه، ناهيك عن محاولة المرأة البحث عن هويتها في زمن كان يهمشها ويقنعها بأن ما تفعله ليس شيئا مهما، بالاضافة لمحاولة اكتشاف الذات وحصيلة القدرات التي يتمتع بها الفرد وقيمته في عمل شيء ينفع البشرية مهما كان بسيطا.
الفيلم من اخراج وسيناريو نورا افرون، الكاتب جولي باول، توزيع شركة كولومبيا، كلف 40 مليون دولار وحقق ايرادات قدرها 118.552.384 مليون دولار أميركي.
اعداد: نجاح كرم
Miss76cinema@hotmail.com
باريس عام 1941 تتحرك سيارة جوليا للبحث عن منزل جميل للسكن فيه بعد أن انتقلت مع زوجها للعمل هناك، جوليا سيدة مثابرة لأبعد الحدود حاولت بكل طاقتها أن تستغل وجودها في فرنسا لتتعلم أسلوب الطبخ الفرنسي للشعب الأميركي وكان لها ذلك.**
فيلمان في فيلم واحد جمع جوليا الطباخة وجولي الكاتبة الذي يعتقد المشاهد للوهلة الأولى انهما تعيشان في زمن واحد رغم مرور سنوات عدة ما بين عام 1941 و2002، حيث تنتقل الكاميرا برومانسية جميلة لتجمع خيوط قصة حدثت منذ الزمن الماضي ما بين فرنسا والولايات المتحدة في وقت كان فيه الرجل سيد الموقف في كل شيء حتى وظيفة الطاهي ودور المرأة وبقائها في المنزل، لكن ما قامت به جوليا آنذاك غير ملامح كثيرة لدور المرأة المهم لمثابرتها وحرصها من خلال العمل الشاق، على أن يكون لها دور منافس لدور الرجل.
قصة الفيلم
قصة حقيقة قدمتها جوليا وتقوم بدورها النجمة «ميريل ستيرب» لقصة كفاحها عبر سنواتها الأولى في مهنة الطبخ لتقوم بجمع وصفات الطبخ وعددها 524 في كتاب نشر عام 1061، بالمقابل تقوم الكاتبة جولي وتقوم بدوها «ايمي ادامز» التي تعمل بوظيفة سكرتيرة وتعيش في شقة في حي كوينز الفقير بترجمة صمود جوليا عبر سنوات الكفاح الطويلة باتقان وصفات كتاب جوليا تشايلد لفن الطبخ الكلاسيكي الفرنسي كونها بحاجة ماسة لعمل شيء يخرجها من حالة الرتابة التي تعاني منها، لذا قررت جولي جمع هذه الوصفات في خلال سنة واحدة ونشرها في مدونة شعبية ما جعلها بعد ذلك كاتبة مشهورة.
في البداية كانت جولي تعتقد أن العملية سهلة ولا تحتاج إلى تفكير أو تعب لكن مع مرور الوقت وانتقالها إلى وصفات أكثر تعقيدا أجزمت بأن الموضوع يحتاج إلى مزيد من الجهد والمثابرة، واصرار كبير جعلها تتحول إلى طباخة ماهرة بكل المقاييس وأطباقها تبهر محبيها.
جوليا التي لا تزال في فرنسا كانت رمزا للمرأة المتفائلة بكل معنى الكلمة رغم الاحباطات والمعوقات في تقبل الكثيرين لمشروعها، كذلك المشاكل التي كانت تواجه زوجها في عمله وانتقالهم من باريس إلى مرسيليا ومحاولة تغير موقعهم الذي لم يؤثر كثيرا على جوليا والتي تقبلت الأمر برحابة صدر كبيرة، فتفاؤلها أوصلها لخبر انتظرته كثيرا وسعدت به بعد طول انتظار.
ميريل ستريب
استحقت ميريل ستريب جائزة الجولدن غلوب عن دورها في هذا الفيلم، لتأكد المقولة بأن ميريل ستريب لا تشبع من الجوائز، كونها تختار أدوارا صعبة المنال وقيمتها الفنية عالية، فهي تتقمص الدور لدرجة الاقناع والتساؤل بأن ما نشاهده جزء من الواقع أم نوع من الخيال، لذا هي حريصة كل الحرص على اختيار أدوارها بعناية فائقة بعد مشوارها الطويل في عالم السينما.
دور الرجل
قدم الفيلم بكل شفافية دور الرجل عبر أزمان مختلفة لدعمه للمرأة بكل صدق وحب وأخلاص، بول تشايلد زوج جوليا ويقوم بدورة النجم ستانلي توكسي أعطى نموذجا رائعا للزوج المخلص لزوجته والداعم لمسيرتها الصعبة رغم الصعوبات التي واجهتهما على طول الخط، فنراه مثلا في المشهد يقنعها بأنه لايزال يحبها ويخلص لها ويدعمها في مسيرتها الصعبة، أما ايريك باول «كريس ميسينا» زوج جولي فكان خير رفيق درب لها رغم المشاكل التي كانت تعتري حياتهما بعض الأحيان فنراه في غالبية المشاهد يتذوق طبخها ويثني عليه.
الختام
الفيلم يقدم دروسا جميلة في المثابرة لتخطي العقبات والمشاكل التي تعتري الانسان لتحقيق هدفه، ناهيك عن محاولة المرأة البحث عن هويتها في زمن كان يهمشها ويقنعها بأن ما تفعله ليس شيئا مهما، بالاضافة لمحاولة اكتشاف الذات وحصيلة القدرات التي يتمتع بها الفرد وقيمته في عمل شيء ينفع البشرية مهما كان بسيطا.
الفيلم من اخراج وسيناريو نورا افرون، الكاتب جولي باول، توزيع شركة كولومبيا، كلف 40 مليون دولار وحقق ايرادات قدرها 118.552.384 مليون دولار أميركي.
اعداد: نجاح كرم
Miss76cinema@hotmail.com