مع دخول الحالة المطرية المتوقعة، ذروتها، منذ مساء أمس وحتى ظهر اليوم، تقف الكويت بكل أجهزتها على قدم وساق، لمواجهة تداعيات الأمطار الغزيرة المتوقعة، حيث استنفرت كل الجهات ذات الصلة، لتشكل خلية عمل، منذ أول من أمس، حيث تم تنسيق العمل وتوزيع الأدوار تحسباً لأي آثار تسببها الأمطار.
وفي هذا الإطار، قام سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، بزيارة إلى مبنى رئاسة قوة الإطفاء العام أمس، تفقد فيها غرفة الحوادث الكبرى. واطلع سموه على استعدادات قوة الإطفاء العام للتعامل مع أي بلاغات خلال فترة الأمطار، والإجراءات المتخذة للحفاظ على الأرواح والممتلكات.
كما استمع إلى شرح من المسؤولين بالقوة حول الخطة التي قاموا بإعدادها، بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية في حال وقوع أي نوع من الحوادث وكيفية التعامل معها. ورافق سموه، خلال الزيارة، رئيس قوة الإطفاء العام الفريق خالد راكان المكراد وعدد من قيادات القوة.
كما قام سمو رئيس مجلس الوزراء بزيارة تفقدية إلى مركز قيادة الأزمات والكوارث، في مبنى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بوزارة الداخلية.
واطلع على خطة وزارة الداخلية في كيفية التعامل مع البلاغات الواردة إلى غرفة العمليات، وخطة الانتشار الأمني على الطرق خلال فترة الأمطار المتوقع هطولها على البلاد، والاجراءات الأمنية المتخذة للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين.
واستمع سمو رئيس مجلس الوزراء إلى شرح من القيادات الأمنية بالوزارة حول الاجراءات الميدانية المتخذة بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية بالإضافة إلى تدابير التعامل مع أي حوادث أمنية ومرورية. ورافقه في الزيارة وكيل وزارة الداخلية الفريق أنور البرجس وعدد من القيادات الأمنية بالوزارة.
تنسيق ثلاثي
وفي السياق نفسه، عقد اجتماع ثلاثي تنسيقي، ضم وكيلة وزارة الأشغال العامة مي المسعد، ومسؤولين من قوة الإطفاء والهيئة العامة للطرق.
وقالت مصادر مطلعة في وزارة الأشغال العامة لـ«الراي» إن «الوزارة بدأت تجهيزاتها من خلال توزيع محطات الضخ في عدد من المواقع، خصوصاً الحرجة، وتوزيع فرق الطوارئ على المحافظات للقيام بدورها في مثل هذه الظروف»، مشيرة إلى أنه «في حال عدم كفاية المضخات التي تم توزيعها لكميات الأمطار المتوقع هطولها، ستقوم قوة الإطفاء بتزويد الوزارة بعدد من المضخات الاضافية، تحسبا لأي طارئ».
وأعربت المصادر عن خشيتها من أن يتزامن موعد هطول الأمطار مع ارتفاع المد البحري، الأمر الذي سيحول دون تصريف مياه الأمطار نحو المجارير، مبينة أنه في حال ملاحظة ارتفاع منسوب المياه داخل الأنفاق بشكل يقلق مسؤولي الوزارة سيتم التنسيق مع الإدارة العامة للمرور لإغلاق أماكن تجمعات المياه، حفاظاً على أرواح رواد الطرق من مواطنين ومقيمين حتى يتم تصريف مياه هذه التجمعات في وقت لاحق.
وذكرت أن الوكيلة المسعد تتابع تطورات الحالة المطرية من غرفة العمليات، لتوجيه فرق الطوارئ بالمهام المفترض القيام بها، مشيدة بتعاون جميع الجهات، من قوة الإطفاء، إلى الدفاع المدني والحرس الوطني، لاستعدادهم لمعاونة ومساعدة الوزارة في تجاوز الحالة المطرية.
رفع جاهزية
من جهتها، رفعت قوة الإطفاء العام جاهزيتها، وفعلت خطة الطوارئ للتعامل مع تطورات حالة الطقس في البلاد. وذكرت إدارة العلاقات العامة والإعلام أن رئيس قوة الإطفاء العام الفريق خالد المكراد، تفقد جاهزية إدارة العمليات المركزية لتلقي البلاغات وجاهزية جميع مراكز الإطفاء، بحضور نائب رئيس القوة لقطاع المكافحة اللواء جمال ناصر، ومدير إدارة العمليات المركزية العميد سعد ياسين.
وأضافت أن المكراد اطلع على خطة توزيع مضخات سحب المياه ومواقعها بحسب التنسيق المسبق مع وزارة الأشغال العامة وهيئة الطرق، واطلع كذلك على إجراءات وجاهزية جميع فرق الإنقاذ المنتشرة بجميع محافظات الدولة. وذكرت أنه استمع كذلك إلى إيجاز عن جاهزية وأماكن توزيع جميع المعدات والآليات والزوارق المحمولة ومضخات سحب المياه الهيدروليكية المخصصة لحالات الطوارئ لتحقيق أقصى سرعة استجابة مع البلاغات التي قد ترد إلى إدارة العمليات المركزية.
وذكرت الوزارة، في بيان، أن الوزيرة بوقماز تتواجد بشكل متواصل في غرفة العمليات بقطاع شؤون هندسة الصيانة لمتابعة الحالة المطرية والاطلاع على آخر الاستعدادات في شأن التعامل معها.
وأشار إلى أن الوزيرة وجّهت بالتنسيق مع الجهات المعنية «وزارة الداخلية ووزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ووزارة النفط وقوة الاطفاء العام والحرس الوطني والإدارة العامة للطيران المدني».
وكانت الوزيرة قد وجهت الفرق المعنية إلى الاستعداد الكامل للأمطار، مشددة على أهمية رفع حالة الجاهزية الكاملة لكل قطاعات الوزارة المختلفة مع إعلان إدارة الأرصاد الجوية عن هطول أمطار غزيرة.
وقامت الوزارة بتوزيع فرق الطوارئ على الأماكن الحرجة المتوقع أن تكون بها تجمعات للأمطار والأنفاق المختلفة، لمتابعة آلية عمل غرف تصريف الأمطار في تلك الأنفاق والمواقع.
وأكد الحرس الوطني، في بيان صحافي، أن فرق الطوارئ باشرت بتركيب مضخات سحب المياه والتأكد من جاهزيتها لسحب تجمعات المياه وتسهيل حركة السير في المنطقة.
وجاء في التعميم «نظراً لسوء الأحوال الجوية ولشدة الأمطار المتوقع هطولها على البلاد أمس واليوم وحفاظاً على صحة وسلامة المصلين، لذا يُرجى التنبيه على السادة الأئمة والمؤذنين والعاملين في المساجد والمراكز الرمضانية بعدم السماح بالصلاة خارج المساجد والاكتفاء بالصلاة داخل المساجد وعدم فرش أي سجاد خارج المساجد».
ودعا التعميم الأئمة والمؤذنين بتوجيه المصلين بهذا التعميم أثناء الصلوات وحثهم على الالتزام به حفاظاً على صحتهم وسلامتهم.