يطلّ فضيلة الشيخ فهد الكندري في برنامجه الديني - الاجتماعي المنوّع «قدوة» على شاشة تلفزيون «الراي» خلال الموسم الرمضاني، لينقل إلى جمهور المتابعين مشاهد لم يروها من قبل، في المواقع التي نزلت بها الآيات القرآنية على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد، صلى الله عليه وسلم، في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

فالبرنامج الذي استغرق تصويره ما يقرب من 6 شهور، وتنقّل خلالها فريق العمل في الكثير من الدول حول العالم، يتكوّن من 30 حلقة، بواقع 25 دقيقة هي مدة الحلقة الواحدة، ولكنها غزيرة بالقيم الثرية والمعلومات المفيدة، التي سيتم تقديمها قبل موعد الإفطار، ومن ثم إعادتها بعد صلاة التراويح.

«قدوات واقعية»

وقال مقدم البرنامج فهد الكندري: «في هذا العام أقدم الجزء الثاني من برنامج (قدوة)، حيث إن الجزء الأول منه كان قد عُرض قبل جائحة كورونا على تلفزيون الكويت، فتوقفنا من بعد ذلك، نظراً لأنه كان يتطلب منا تصوير المكان الذي نزلت به كل آية على النبي،صلى الله عليه وسلم، في مكانها، إذ لم يتسن لنا هذا الأمر، خصوصاً بعد فترة الإغلاق في مكة المكرمة والمدينة المنورة».

واستدرك «لكن عندما عادت الحياة إلى طبيعتها، قرّرنا عمل الجزء الثاني بطلب من كل الناس، لأن الحديث عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كقدوة تاريخية هو والصحابة والتابعين، يرتبط بقدوات واقعية تم ربطها في كل حلقة، فجاء برنامج (قدوة) هذه السنة على شاشة تلفزيون (الراي) للحديث عن النبي وعن مناقب أصحابه وقصصهم، ومن ثم الحديث عن القدوات الواقعية، سواء من داخل الكويت أو دول أوروبا، والعالم بأسره».

ولفت الكندري إلى مواقع التصوير التي تم اختيارها، بدءاً من الكويت، مروراً بـ «مكة» و«المدينة»، ووصولاً إلى أوكرانيا وأسكتلندا وبريطانيا، وغيرها من الدول، مبيناً أن البرنامج مناسب لجميع الأشخاص، سواء كان متمكناً علمياً أو ممن يمتلك معلومات بسيطة، أو عمن يبحث عن قدوة حقيقية.

ومضى «سيكون للبرنامج أثر كبير في نفوس المشاهدين، لما يطرحه من قصص قيمة، ومن قلب الحدث. فمثلاً، حين نتحدّث عن آية نزلت على النبي في الحديبية، فالجميع يعرف قصة هذه المدينة، ولكن عندما يتم تناول هذه الآية في المكان الذي نزلت به، يصير الحديث أوقع على المشاهدين».

وأشار إلى أن «قدوة» سيُعرض في توقيت مناسب جداً على شاشة تلفزيون «الراي»، حيث إن العرض الأول سيكون قبل صلاة المغرب، ومن ثم إعادته بعد صلاة التراويح، «فلا يوجد عذر لمن لا يشاهد البرنامج، خصوصاً أن مدة الحلقة لا تتجاوز الـ 25 دقيقة، ولكنها غزيرة بالقيم الثرية والمعلومات المفيدة»، مبيناً أن قيمة البرنامج لا تنحصر في وقته بل بمضمونه، «أي إننا سنقدم المختصر المفيد، وخير الكلام ما قلّ ودلّ».

وأكد الكندري أنه يحرص على أن يكون قريباً من الشباب في حياته الشخصية والعملية، سواء في اللبس أو الابتسامة أو الطرح، من مبدأ أن الدين يسر وليس عسراً، «أما التشدّد فهو مخالف لسيرة النبي عليه الصلاة والسلام».

«البداية من بريطانيا»

أما المعدّ والمنتج المنفذ للبرنامج يوسف الأنصاري، فقال: «منذ 6 أشهر ونحن نواصل التصوير، حيث بدأنا في شهر أكتوبر الماضي في بريطانيا، مروراً بدولٍ عدة». وأضاف «ما يميز (قدوة) أنه برنامج اجتماعي - ديني، منوّع في طرحه، خصوصاً أن الشيخ فهد الكندري له حضور وكاريزما على الشاشة، بالإضافة إلى تغير (اللوكيشن) في كل مرة، وهذا التغيير نراه إيجابياً، بحيث ستكون الحلقة خفيفة جداً إلى حد أنها تبدأ وتنتهي من دون الشعور بها، وهذا الأمر ما كان ليكون لولا التوفيق من عند الله، ومن ثم الجهد المشترك لفريق العمل كافة».

وزاد «ولعلّ من النقاط المهمة التي تم التركيز عليها في الإعداد هي علاقة السيرة النبوية بالقرآن الكريم، فحين نتحدث عن (قدوة) فالبعض يظن أنها السيرة النبوية فقط.

ولكن واقعياً، فإن الشيخ فهد يتكلّم بالقرآن، فكانت الفكرة جميلة في البرنامج أننا ربطنا السيرة النبوية بأسباب نزول الآيات، إذ إن الآيات حين نزلت كانت مُفرّقة بحسب الأحداث، وبدورنا نذهب إلى مكان نزول الآية ونتحدّث عن أسباب نزولها في ذلك المكان».

وتطرّق الأنصاري إلى العديد من الصعوبات التي واجهتهم، ولا سيما الظروف المناخية القاسية، متمنياً أن يحظى البرنامج باستحسان مشاهدي شاشة تلفزيون «الراي».

«الرحلة لم تكن سهلة»

أوضح الكندري أن رحلة فريق البرنامج لم تكن سهلة، بل واجهتهم بعض الصعوبات في السفر، مثل استخراج التصاريح الخاصة بالتصوير في بعض المواقع المقدسة، «ولكن الأمور تيسّرت ولله الحمد، حتى إن الشيخ صالح المغامسي قال لي حينها: (نحن أهل المدينة المنورة ولم نتمكن من تصوير الأماكن التي قمت أنت بتصويرها)، فأجبته: (ليس لأنني فهد) وإنما من أجل سيرة وأخلاق النبي، حيث شرعوا لنا باب السلام وقمنا بالتصوير عند قبر الرسول، كذلك أخلوا لنا الروضة الشريفة، ووجدنا تعاوناً مرناً من الجهات المسؤولة هناك، بعد أن تم منعنا من التصوير في بادئ الأمر، لولا أحد المسؤولين الذي سخّره لنا الله، لتسهيل مهامنا».

«اختيار الضيوف»

ذكر الأنصاري أن الشيخ الكندري كان حريصاً على انتقاء الموضوعات التي يطرحها، إلى جانب اختيار الضيوف، والأماكن، «فجمالية البرنامج لا تقتصر على نوعية الطروحات وحسب، بل على الصورة أيضاً، فنحن في نهاية الأمر نقدم برنامجاً تلفزيونياً، ولا بد أن يكون متكاملاً من جميع النواحي».

فريق عمل البرنامج

تقديم: الشيخ فهد الكندري

إعداد: يوسف الأنصاري

منتج منفذ: يوسف الأنصاري