| أيمن بركات أبو المجد |
ضحكت كثيراً وفي نفس الوقت حزنت اكثر، عندما حكى لي احد الاصدقاء من احدى الدول العربية الشقيقة عن بلده قائلاً: إنك اذا رغبت في بناء منزل فيه، فإنك تشتري الأرض، وتقوم ببناء الدور الأرضي، وإذا اردت ان تبني ادوارا اخرى فلا بد ان تشتري مساحة هذه الأدوار مرة اخرى من الدولة، لأن القانون يقول: إن الأرض لك والهواء للدولة! فقلت له: معنى ذلك ان الدولة تبيع لكم الهواء! فقال: نعم، ثم قال وسأزيدك من الشعر بيتاً، فإن كنت تمتلك محلاً تجارياً في هذه الدولة، وأردت ان تصنع امامه (سلماً) حتى يتمكن الناس من الدخول لهذا المحل، فإن الدولة تأخذ منك ضرائب على هذا السلم، فضحكت وضحك الحاضرون حتى القهقهة، وقلت يا للسخف! ولكني قلت في نفسي ربنا يستر ولا يعلم الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية في مصر عن هاتين القصتين شيئاً حتى لا يبيع لنا الهواء في مصر ايضاً، ويضع (ضرائب) على كل سلم نضعه امام كل محل أو امام كل منزل لأن د. غالي مولع ومغرم بالتقليد، ويا ليته تقليد للأصلح أو الأفضل، فعلى سبيل المثال تجد الدكتور غالي عندما قام بزيارة إلى الهند لم يعجبه في الهند مثلاً الديموقراطية القائمة فيها، أو التقدم العلمي والتكنولوجي أو النووي الذي تشهده، ويشهد به الخبراء، وإنما الذي اعجب د. غالي في الهند (حشرة حقيرة) تسمى (التوك توك) وهي وسيلة مواصلات اقل ما يجب ان توصف به انها (حقيرة) وقرر على الفور ادخال هذه الحشرة إلى مصر لتكون وسيلة لنقل الناس، ومع الأيام تحولت هذه الوسيلة إلى مرتع خصب لارتكاب جرائم الاختطاف والاغتصاب والسرقة وشرب المخدرات، وتراه الآن يعمل جاهداً على تنفيذ ما يسمى بقانون الضريبة العقارية وترى سعادة الوزير على شاشات التلفاز يقول: ان الحكومات في أوروبا يأخذون ضريبة عقارية على المنازل التي يسكنها الناس، وكأنه بين عشية وضحاها، من وجهة نظر الدكتور غالي، قد تحولت مصر إلى دولة اوروبية كالنمسا مثلاً، أو كأن الحكومة التي تضم الدكتور غالي وما تقدمه من خدمات للشعب المصري تتساوى تماماً مع الخدمات التي تقدمها الحكومات الأوروبية للشعب الأوروبي أو تزيد، فمن هنا يجب ان نفرض عليهم هذه الضرائب، وتجده يقول ان هذه الضريبة ستؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء، ولا ادري كيف ذلك وكل الشعب مطالب بأن يكتب اقرار الضريبة العقارية، ولا ادري ان كنت أنا فقيراً فلماذا اكتب هذا الإقرار الذي ليس من أجلي كما يقول سعادة الوزير، ام انه ضحك على الذقون؟! ولا ادري كيف تأخذ ضريبة على منزلي أو شقتي التي اشتريتها بعد سنوات من الكفاح والغربة في بلاد العالم حتى اسكن فيها أنا وأولادي، وهذه الشقة أو ذاك المنزل لا يقدم عائداً مالياً نستفيد منه حتى تأخذ الدولة من ورائه ضرائب، ما هذا التفكير؟ لماذا اشعر ان الوزراء في بلادنا لا يعملون الا على خنق الشعوب، ويعملون جاهدين بكل ما أتاهم الله من قوة على تحميل الشعب ما لا يطيق؟ لماذا تستخف بنا الحكومات؟! لماذا لا تفكر هذه الحكومات ولو مرة واحدة في الوقوف إلى جانب هذا المقهور المغلوب على امره والذي يعاني من كل شيء فقد قتله المرض وارهبه الخوف واثقلته متطلبات وضرورات الحياة بما لا يطيق، الجميع ينهش في لحمه، ضرائب الحكومة من ناحية، ومتطلبات المعيشة من ناحية، والمرض من ناحية، والضغوط النفسية من ناحية اخرى، ولذا تجد الشباب في بلادنا يتمنى الهروب منها ولو إلى البحر غرقاً، حتى مع ذلك اخشى ما اخشاه بأن يعيد الدكتور يوسف بطرس غالي الضريبة التي كانت تؤخذ على الموتى قديماً أيام الرومان والمماليك، فيطالب أهالي غرقى عبارة السلام 98، وأهالي الشباب المهاجرين الى أوروبا وغرقوا اثناء ابحارهم، وموتى قطار الصعيد، وقطار العياط، وعبارة رشيد وغيرهم بضريبة الموتى، وإنا لله وإنا إليه راجعون!
* ماجستير في الآداب
ضحكت كثيراً وفي نفس الوقت حزنت اكثر، عندما حكى لي احد الاصدقاء من احدى الدول العربية الشقيقة عن بلده قائلاً: إنك اذا رغبت في بناء منزل فيه، فإنك تشتري الأرض، وتقوم ببناء الدور الأرضي، وإذا اردت ان تبني ادوارا اخرى فلا بد ان تشتري مساحة هذه الأدوار مرة اخرى من الدولة، لأن القانون يقول: إن الأرض لك والهواء للدولة! فقلت له: معنى ذلك ان الدولة تبيع لكم الهواء! فقال: نعم، ثم قال وسأزيدك من الشعر بيتاً، فإن كنت تمتلك محلاً تجارياً في هذه الدولة، وأردت ان تصنع امامه (سلماً) حتى يتمكن الناس من الدخول لهذا المحل، فإن الدولة تأخذ منك ضرائب على هذا السلم، فضحكت وضحك الحاضرون حتى القهقهة، وقلت يا للسخف! ولكني قلت في نفسي ربنا يستر ولا يعلم الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية في مصر عن هاتين القصتين شيئاً حتى لا يبيع لنا الهواء في مصر ايضاً، ويضع (ضرائب) على كل سلم نضعه امام كل محل أو امام كل منزل لأن د. غالي مولع ومغرم بالتقليد، ويا ليته تقليد للأصلح أو الأفضل، فعلى سبيل المثال تجد الدكتور غالي عندما قام بزيارة إلى الهند لم يعجبه في الهند مثلاً الديموقراطية القائمة فيها، أو التقدم العلمي والتكنولوجي أو النووي الذي تشهده، ويشهد به الخبراء، وإنما الذي اعجب د. غالي في الهند (حشرة حقيرة) تسمى (التوك توك) وهي وسيلة مواصلات اقل ما يجب ان توصف به انها (حقيرة) وقرر على الفور ادخال هذه الحشرة إلى مصر لتكون وسيلة لنقل الناس، ومع الأيام تحولت هذه الوسيلة إلى مرتع خصب لارتكاب جرائم الاختطاف والاغتصاب والسرقة وشرب المخدرات، وتراه الآن يعمل جاهداً على تنفيذ ما يسمى بقانون الضريبة العقارية وترى سعادة الوزير على شاشات التلفاز يقول: ان الحكومات في أوروبا يأخذون ضريبة عقارية على المنازل التي يسكنها الناس، وكأنه بين عشية وضحاها، من وجهة نظر الدكتور غالي، قد تحولت مصر إلى دولة اوروبية كالنمسا مثلاً، أو كأن الحكومة التي تضم الدكتور غالي وما تقدمه من خدمات للشعب المصري تتساوى تماماً مع الخدمات التي تقدمها الحكومات الأوروبية للشعب الأوروبي أو تزيد، فمن هنا يجب ان نفرض عليهم هذه الضرائب، وتجده يقول ان هذه الضريبة ستؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء، ولا ادري كيف ذلك وكل الشعب مطالب بأن يكتب اقرار الضريبة العقارية، ولا ادري ان كنت أنا فقيراً فلماذا اكتب هذا الإقرار الذي ليس من أجلي كما يقول سعادة الوزير، ام انه ضحك على الذقون؟! ولا ادري كيف تأخذ ضريبة على منزلي أو شقتي التي اشتريتها بعد سنوات من الكفاح والغربة في بلاد العالم حتى اسكن فيها أنا وأولادي، وهذه الشقة أو ذاك المنزل لا يقدم عائداً مالياً نستفيد منه حتى تأخذ الدولة من ورائه ضرائب، ما هذا التفكير؟ لماذا اشعر ان الوزراء في بلادنا لا يعملون الا على خنق الشعوب، ويعملون جاهدين بكل ما أتاهم الله من قوة على تحميل الشعب ما لا يطيق؟ لماذا تستخف بنا الحكومات؟! لماذا لا تفكر هذه الحكومات ولو مرة واحدة في الوقوف إلى جانب هذا المقهور المغلوب على امره والذي يعاني من كل شيء فقد قتله المرض وارهبه الخوف واثقلته متطلبات وضرورات الحياة بما لا يطيق، الجميع ينهش في لحمه، ضرائب الحكومة من ناحية، ومتطلبات المعيشة من ناحية، والمرض من ناحية، والضغوط النفسية من ناحية اخرى، ولذا تجد الشباب في بلادنا يتمنى الهروب منها ولو إلى البحر غرقاً، حتى مع ذلك اخشى ما اخشاه بأن يعيد الدكتور يوسف بطرس غالي الضريبة التي كانت تؤخذ على الموتى قديماً أيام الرومان والمماليك، فيطالب أهالي غرقى عبارة السلام 98، وأهالي الشباب المهاجرين الى أوروبا وغرقوا اثناء ابحارهم، وموتى قطار الصعيد، وقطار العياط، وعبارة رشيد وغيرهم بضريبة الموتى، وإنا لله وإنا إليه راجعون!
* ماجستير في الآداب