| القاهرة- من إيمان حامد |

يبحث الممثل المصري هاني رمزي دائماً عن الجديد، ويحاول أن يقدم مختلف الشخصيات، فبالرغم من أنه، عُرف عنه أنه يقدم الكوميديا السياسية،إلا أنه يرى أن على الممثل ألا يقف عند شخصية محددة يتخصص فيها، بل عليه أن ينوع في أدواره ويجدد في شخصياته الفنية.هاني رمزي قدم في هذا الموسم  فيلما خفيفا بعيدا عن السياسة تماما هو «أسد و4 قطط»،  ولكن الفيلم لاقى هجوما نقديا عنيفا.«الراي» التقت هاني رمزي، ودار معه هذا الحوار: • ما الذي جعلك تتخلى عن السياسة في فيلمك الجديد «أسد و4 قطط» ؟- لم أتخلَّ عن السياسة،  ولكن أفلامي السياسية التي أقدمها تلقى إقبالا من فئة  وشريحة عمرية معينة هم الشباب، ولهذا لا تحقق الإيرادات المرتفعة، وأنا أعلم هذا جيدا وأقبله لأني في النهاية أحب هذه النوعية.  ولكن على الجانب الآخر، لابد أن أقدم أفلاما سهلة وخفيفة حتى يقبل عليها كل الجمهور، كما أن عدم تقديمي لفيلم سياسي يرجع أيضا لعدم وجود فكرة جديدة تستهويني لأقدمها. فإذا كنت أعلم منذ البداية أن الفيلم السياسي  الكوميدي لا يحقق إيرادات مرتفعة ، فعلى الأقل يجب أن أستمتع بتقديم فكرة سياسية جريئة وتجربة تحسب لي لا العكس. • هل تعتقد أن الكوميديا السياسية لم يعد لها مستقبل ؟- طبعا لا . فهذا النوع من الكوميديا يمزج بين قضايا الشباب والمجتمع. والملاحظ أن الكوميديا السياسية ليست منتشرة بالقدر الكافي، والأعمال من هذه النوعية قليلة جدا، وستلقى رواجا كبيرا خلال الفترة المقبلة. • أحيانا يلجأ الفنان إلى البحث عن التميز عن زملائه من خلال اختيار خطوط درامية مختلفة لمجرد التميز؟.- لا يمكن أن نقول أنني أقدم الكوميديا السياسية لمجرد أنني أبحث عن التميز،  فهذا ظلم كبير لي ولأعمالي الفنية، ومحاكمة لضميري الفني. ومع ذلك، نفترض أنني كنت أبحث عن التميز من خلال تقديم الأعمال المتميزة،  فهل أصبح مثل هذا الاجتهاد عيبا؟  لا بد لأي فنان أن يسعى لخدمة المجتمع الذي يعيش فيه، ولا بد له أن يسعى لأن يعالج قضايا هذا المجتمع بشكل متميز، ومختلف من الناحية الفنية، حتى يدفع المشاهد ثمن تذكرة السينما وهو راض. وعندما يخرج من السينما يشعر أنه حصل على المتعة مقابل ما دفعه من أموال. فالفن في النهاية نوع من أنواع المتعة، وأنا لا أريد أن أكرر نفس الأفكار، ونفس المناقشات، فالفن معادلة صعبة، وكل فنان يسعى لتحقيق تلك المعادلة بين إرضاء الجمهور، وإرضاء النقاد. • انتقد البعض تعاونك مع فريق «الفور كاتس» فما ردك على الانتقاد ؟- لا أعرف لماذا كل هذا الهجوم،  فمصر على مدى تاريخها سواء في الطرب أو التمثيل كانت تضع يدها في يد كل العرب من دون استثناء الا إننا نتعامل مع هذه القضية في الفترة الأخيرة وكأنها ظاهرة جديدة بالرغم من أنها قديمة جدا . أما انتقاد البعض لملابس الفور كاتس فهذا كلام خال من الصحة تماما لأن الفور كاتس فريق غنائي يعتمد على الجمال والثقافة وليس الإغراء كما ردد البعض. مع أنني  لا أرفض العري لكني لا أستطيع تقديم أفلام هدفها الغواية أو الإغراء، أما الفوركاتس فكن طوال التصوير يسألن باهتمام عن الملابس اللائقة، وكنا متفقين دائما على الالتزام بملابسهن العادية. • ولماذا استعنت بهذا الفريق تحديدا ؟- من البداية وأنا أبحث عن مشروع يجمعني مع فريق الفور كاتس، وبالتالي وجودهن كان ضروريا لأنهن يظهرن بشخصياتهن الحقيقية، فطبيعة الفيلم كانت السبب الأساسي في اختيار هذا الفريق.  • وما موقفك تجاه النقد بشكل عام ؟- أنا أحترم كثيرا من الأقلام، خاصة التي تكون مهذبة ومنطقية، أما النوعيات الأخرى من النقاد الذين يكتبون  حتى من دون مشاهدة الفيلم أو يعترضون لمجرد الاعتراض فلا ألتفت إليهم أصلا. • كيف وجدت التعامل مع فريق الفور كاتس؟- استمتعت بالعمل معهن لأني وجدت أنهن  يتمتعن بخفة ظل واضحة وبسيطات جدا في كل شيء  ويهتممن بكل تفاصيل العمل ومن بينها الشكل والمظهر الذي يتناسب وجمهورنا المصري.  • وماذا عن خلافاتك مع المنتج  محمد حسن رمزي ؟- لا توجد أي مشاكل ولا خلافات، المسألة ببساطة مجرد سوء تفاهم، فالفيلم تأجل عرضه في الموسم الصيفي بسبب طباعة النسخ في تركيا،  لأن المعمل أرسل لنا نسخ فيلم آخر غير فيلمنا، وكان ذلك في بداية أغسطس وهو ما جعلنا نعرض في موسم عيد الفطر.  • ولكنك دخلت مرحلة اكتئاب بعد هذا الموقف ؟- لن أنكر أنني بالفعل اكتأبت وسافرت خارج القاهرة ولكن ليس بسبب خلافي مع محمد حسن رمزي ولكن بسبب تأجيل فيلمي  لأن موسم الصيف أفضل المواسم وموسم عيد الفطر عبارة عن أسبوع العيد فقط، والفيلم لا يحقق أي ايرادات سوى في يومي الخميس والجمعة  فمن الطبيعي أن أكتئب • الفيلم أيضا مأخوذ من فكرة أجنبية؟- لا أنكر أن  الفيلم بالفعل مقتبس من فيلم أميركي تدور أحداثه حول قيام ضابط  بحراسة فريق أميركي مكون  من «5» بطلات في منزله مع عائلته. لكن ثمة اختلافات كثيرة بيننا، فالبطل في الفيلم الأجنبي ضابط صارم لا علاقة له بالفريق من الناحية العاطفية أما في «أسد و4 قطط» فهو يرتبط عاطفيا بالفريق.  • وكيف تعاملت مع شخصية ضابط الشرطة ؟- قدمت الشخصية بشكل مختلف يتعاطف معه الجمهور ويحبه، فهو ضابط يتمتع بخفة الظل والأخلاق والإيمان والرحمة لأن مهمته الأساسية هي حماية المجتمع، فلم أتعامل معه بالشكل المعتاد الذي يظهر به ضابط الشرطة الصارم الجاد الذي يضرب ويعذب ولا تعرف الابتسامة طريقا له.  • أين أنت من التلفزيون بعد «مبروك جالك قلق»؟- التلفزيون يحتاج زيارة كل فترة زمنية متوسطة نسبياً، وعندما أجد نصاً جيداً سأعود فوراًَ، فأنا لم أبتعد عنه طويلاً، وآخر مسلسل «مبروك جالك قلق» كان من حوالي ثلاثة أعوام  • وأين أنت من المسرح؟- السينما هي شغلي الشاغل ولن انكر انني مقصر تجاه المسرح، وأنا مشتاق للوقوف على خشبة المسرح مرة أخرى  لكن لن يحدث هذا إلا إذا وجدت النص الذي يجبرني على العودة بالفعل مرة أخرى، ولن أتواجد لمجرد أنني فنان كوميدي أو لمجرد التواجد. • وماذا عن مشاريعك السينمائية الجديدة ؟- خلال الأيام الماضية اكملنا تصوير فيلم «نمس بوند» الذي تم تأجيله أكثر من مرة حتى انتهي  من «أسد و4 قطط»،  وأيضا بعد أن أفرجت عنه الرقابة بعد أن ظل بها لمدة تزيد على الستة أشهر كاملة، والفيلم  سيناريو طارق عبدالجليل وإخراج  أحمد البدري. • وماذا عن دورك فيه ؟- أجسد شخصية  مخبر سري يحاول التحقيق في عدد من الجرائم، ومن المقرر عرض الفيلم خلال موسم الصيف المقبل، وهو فيلم  كوميدي وليس فيه أي نوع من السياسة.