غداً الرابع والعشرون من يناير يصادف الذكرى السنوية الأولى لهذا العامود الصحافي «زاوية مستقيمة»، فشكراً لأسرة تحرير جريدة «الراي» التي أتاحت لي الفرصة للتواصل مع جمهورها العريض... وأقول قولي هذا لمن يريد أن يجاملني بهدية من الإخوة الزملاء، أو يرسل لي باقة ورد من هنا أو هناك، أو يعزمني على مفطح فوق هضاب النفود الحمراء حيث أشجار الغضا، لنطفئ معاً شمعتي الأولى في عالم الصحافة.
أشكر هنا كل من وثق بي وراسلني وشجعني وانتقدني وطرح عليّ أفكاره ورؤاه، أشكر من نقل مقالاتي إلى بعض مواقع الإنترنت والمنتديات. أشكر الحكومة الرشيدة التي زودتني بمواضيع عدة للكتابة طوال العام. أشكر نواب الأمة الذين لم يبخلوا عليّ حتى وهم مرشحون بأفكار خلاقة لمواضيع تصلح لروايات المدينة الفاضلة. أشكر النشطاء والناشطات السياسيين، خصوصاً خفيفي الظل منهم الذين رسموا البسمة على شفتيّ مدار العام، وجعلوني أردد داخل نفسي باستمرار: شر البلية من يضحك! كما لا يفوتني هنا أن أشكر الكتاب المخضرمين الذين علموني أن العقل نعمة والجهل نقمة على صاحبه ومجتمعه.
كوني كاتباً في جريدة «الراي» فرض عليّ الارتقاء بمستوى مقالي الصحافي، وحمّلني تبعة ثقيلة سواء من ناحية الموضوع أو الأسلوب، فزملائي الذين جاوروني في هذه الصفحة نجوم لامعة في سماء الصحافة الكويتية، أقول هذا من باب إحقاق الحق، فهم يمثلون أطياف وتوجهات المجتمع كلها، وقد حملوا الأمانة بكل مسؤولية وطنية وحرفية صحافية جعلتني أتنافس معهم بصـــورة مستمرة.
عموماً... لقد تعلمت الكثير من تجربتي في الكتابة الصحافية في جريدة «الراي»، كما تطورت لدي القدرة على صياغة أفكاري، وتمرّست في مهارة نقل ما يجول بخاطري للقراء، كما اخشوشن جلدي على النقد فأصبح عصياً، واستوعبت قول الإمام البخاري عندما قال: «لقد استوى عندي المادح والذام». أقول هذا مع أخذ رأي القراء وملاحظاتهم ونقدهم بعين الاعتبار.
علمتني تجربة العام الماضي كيف أكون حراً، وكيف أعبر عن مكنونات ذاتي، وكيف أحلق في عالم الصحافة طليق الفكر والعقل، لا أتبع مذهباً أو حزباً أو تياراً أو قبيلة أو شخصاً هنا وهناك. وللحق أقول إن أسرة تحرير جريدة «الراي» لم تتدخل يوماً ما في اختيار المواضيع التي أتناولها، والأمر نفسه أسمعه من باقي زملاء الصفحة، إضافة إلى سقف الحرية المفتوح.


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com