الأوطان تتطور مع تطور الفرد، ثم الأسرة، ثم المجاميع التي تتشكل من أفراد الأسر أو مجاميع ذوي توجهات التقت في ما بينها لأسباب تضامنية، ثم العمل المؤسسي، إذ إن العلاقة طردية فلا يمكن بناء الوطن المتهالك من خلال مشاريع التنمية فقط ما لم يُمنح الفرد أهمية قصوى، فتطوير الموارد البشرية أساس لنهضة المجتمع.
يحدثوننا عن لغة الأرقام في ميزانية رصدت للمشاريع، ونحن نتوجه إلى الحكومة بالسؤال التالي: ما هو نصيب الفرد من مشاريع العام 2010؟ وقبل هذا وذاك: لماذا رفعت الجلسة الخاصة بمناقشة الخطة الإنمائية الخمسية أو الرباعية؟
وبعيداً عن الخطة الحكومية، ورأي النواب فيها، نود أن يعلم النواب والوزراء والمعنيون بالأمر أن ولي أمر الأسرة ينظر إلى حال الفرد الطالب الذي يصل إلى المرحلة المتوسطة، وتعليمه دون المستوى، والمناهج غير منطقية لبعض المراحل المدرسية، وينظر إلى الصحة فحدث ولا حرج، وإلى الطرق والأمن والإعلام، ذلك أن كل شيء بحاجة إلى مشروع خاص... باختصار نحن مع أولياء الأمور نبحث عن مشاريع تضمن لنا تطوراً نوعياً للفرد، بدءاً من مرحلة الطفولة، حتى مرحلة الشيخوخة مروراً بمشاكل الشباب.
ومادامت الوفرة المالية متوافرة، ويريدون منا تقبل قانون الاستقرار المالي، ومشاريع العام 2010، وإسقاط القروض، فكيف لنا إقناع السواد الأعظم بأن الاختلاف مشروع وعليهم تقبل هذه المشاريع، في وقت تتجاهل الجهات المعنية الأولوية التي رسموها من وحي الواقع المر ومن منظورهم؟
يسير الفرد الكويتي ويتساءل عن القصور في الخدمات ويسمع ويشاهد المستوى المتدني في أدب الحوار، والقضايا ترفع بين النواب أنفسهم في مواقف تتغير بلمح البصر، والأسعار تترنح ويتجه مؤشرها إلى الارتفاع، واللبنة الأساسية من تعليم وصحة وأمن وإعلام كما هي... فأين التنمية؟
هذا التقاعس ظل مستمراً لسبب رئيسي، وهو غياب القيادة الفعالة وانعدام الفكر الاستراتيجي؟
إذا كان الشيخ أحمد الفهد مصمماً على تحويل الكويت إلى عروس الخليج، فنحن نريد أن تأتي العروس من بيت كويتي: متعلمة، مؤدبة، مثالية، تحترم القانون، تعيش حال رخاء، ولا تعاني من مشاكل صحية، وأمورها تتدبر من دون واسطة!
وإذا كان الشيخ أحمد الفهد يريد تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري ويقضي على القضية الإسكانية فإننا معه، ولكن الأمر أكبر من هذه التصورات والخطط، فقد سمعنا أن مشكلة غرب هدية ستحل منذ أشهر... وهي مازالت عالقة مع أنها مسألة بسيطة جداً، ولا يجب أن تأخذ أكثر من أسبوع من النقاش الجاد لو كنا نؤمن بالفكر الاستراتيجي الذي يُعتبر فيه عامل الزمن في التنفيذ والعقاب والثواب، والقيادة السليمة من دعائمه الرئيسية التي نجهل تطبيقها في واقع الحال.
تحويل التنمية من دفاتر الخطة إلى المناقصات بحاجة في بادئ الأمر إلى فهم مشاكل الأسرة الكويتية التي تؤثر في نفسيتها، حسب ما أشرنا إليه في بداية المقال... وإذا الحركة الرياضية لم نستطع حلها، فكيف لنا تحويل الكويت إلى مركز تجاري ومالي؟ والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com
يحدثوننا عن لغة الأرقام في ميزانية رصدت للمشاريع، ونحن نتوجه إلى الحكومة بالسؤال التالي: ما هو نصيب الفرد من مشاريع العام 2010؟ وقبل هذا وذاك: لماذا رفعت الجلسة الخاصة بمناقشة الخطة الإنمائية الخمسية أو الرباعية؟
وبعيداً عن الخطة الحكومية، ورأي النواب فيها، نود أن يعلم النواب والوزراء والمعنيون بالأمر أن ولي أمر الأسرة ينظر إلى حال الفرد الطالب الذي يصل إلى المرحلة المتوسطة، وتعليمه دون المستوى، والمناهج غير منطقية لبعض المراحل المدرسية، وينظر إلى الصحة فحدث ولا حرج، وإلى الطرق والأمن والإعلام، ذلك أن كل شيء بحاجة إلى مشروع خاص... باختصار نحن مع أولياء الأمور نبحث عن مشاريع تضمن لنا تطوراً نوعياً للفرد، بدءاً من مرحلة الطفولة، حتى مرحلة الشيخوخة مروراً بمشاكل الشباب.
ومادامت الوفرة المالية متوافرة، ويريدون منا تقبل قانون الاستقرار المالي، ومشاريع العام 2010، وإسقاط القروض، فكيف لنا إقناع السواد الأعظم بأن الاختلاف مشروع وعليهم تقبل هذه المشاريع، في وقت تتجاهل الجهات المعنية الأولوية التي رسموها من وحي الواقع المر ومن منظورهم؟
يسير الفرد الكويتي ويتساءل عن القصور في الخدمات ويسمع ويشاهد المستوى المتدني في أدب الحوار، والقضايا ترفع بين النواب أنفسهم في مواقف تتغير بلمح البصر، والأسعار تترنح ويتجه مؤشرها إلى الارتفاع، واللبنة الأساسية من تعليم وصحة وأمن وإعلام كما هي... فأين التنمية؟
هذا التقاعس ظل مستمراً لسبب رئيسي، وهو غياب القيادة الفعالة وانعدام الفكر الاستراتيجي؟
إذا كان الشيخ أحمد الفهد مصمماً على تحويل الكويت إلى عروس الخليج، فنحن نريد أن تأتي العروس من بيت كويتي: متعلمة، مؤدبة، مثالية، تحترم القانون، تعيش حال رخاء، ولا تعاني من مشاكل صحية، وأمورها تتدبر من دون واسطة!
وإذا كان الشيخ أحمد الفهد يريد تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري ويقضي على القضية الإسكانية فإننا معه، ولكن الأمر أكبر من هذه التصورات والخطط، فقد سمعنا أن مشكلة غرب هدية ستحل منذ أشهر... وهي مازالت عالقة مع أنها مسألة بسيطة جداً، ولا يجب أن تأخذ أكثر من أسبوع من النقاش الجاد لو كنا نؤمن بالفكر الاستراتيجي الذي يُعتبر فيه عامل الزمن في التنفيذ والعقاب والثواب، والقيادة السليمة من دعائمه الرئيسية التي نجهل تطبيقها في واقع الحال.
تحويل التنمية من دفاتر الخطة إلى المناقصات بحاجة في بادئ الأمر إلى فهم مشاكل الأسرة الكويتية التي تؤثر في نفسيتها، حسب ما أشرنا إليه في بداية المقال... وإذا الحركة الرياضية لم نستطع حلها، فكيف لنا تحويل الكويت إلى مركز تجاري ومالي؟ والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com