| محمد سعود المطيري |
إن أول ما يتبادر للذهن من كلمة «الصعاليك» يتبين لنا أنه من خلال تلك الكلمة عمق جريمتها وجبروتها، وأن الصعلوك هو المجرم الذي يقتل ويفتك بمن هو أمامه من أجل كسب المال والسيطرة على القوافل السائرة للتجارة، فمن أجل ارتواء نهمه بالسرقة والسيطرة الدائمة على تلك القوافل أو بالأحرى أخذ من مال الأغنياء ليكون مالاً للفقراء.
فالدارج لنا من خلال فكر الصعاليك ونشوء تلك الفئة في العصر الجاهلي، وبروز الكثير من الشعراء الذين اعتنقوا هذا الفكر وذاع صيتهم عبر شعرهم، والذي لا ينفك عن الفخر والحماسة في سطره مجموعة من شعراء الفكر الصعلوكي.
إن لنشوء فئة من الأشخاص كانوا يتخذون من قطع الطريق والسيطرة على القوافل المتنقلة عبر صحراء الجزيرة العربية، وقد أطلقوا على أنفسهم الصعاليك، وقد ظهرت تلك الفئة بسبب البقاء تحت وطأة الفقر وطرد القبيلة لهؤلاء الأشخاص، فاتخذوا من الصحاري ملبثاً لهم ومستقراً لتلك الفئة التي تعتقد بأنها منبوذة، وممنوعة من الاقتران بالعامة من أبناء القبيلة.
وقد عرّف الدكتور شوقي ضيف في كتابه العصر الجاهلي، الصعلوك هو الفقير، الذي لا يملك المال الذي يساعده على العيش وتحمل أعباءه، مؤكداً بأن هذه الكلمة تجاوزت دلالتها اللغوية إلى أن أخذت في الانتقال إلى معنى قاطع الطريق الذي يسرق المال من أجل العيش منه، والإنفاق على أهله وأقاربه والمعتنقين لهذا الفكر.
الصعاليك هم أحد مكونات المجتمع الجاهلي بعدما رفضهم وعدم اعتراف المجتمع بتلك الفئة، رغم ان الفئة تلك وما أقدمت عليه من جرائم التي وصلت في كثير من الأحيان إلى حد القتل، فلا ننفي عن تلك الفئة اعتناقهم للفلسفة الإنسانية التي تبرأ ساحة الصعاليك.
فمنهم من اتخذ الصعلكة هي وسيلة لاطعام الفقراء والمساكين، فكان الصعلوك يسرق من أجل إطعام الفقراء والمساكين من قبيلته، وقد تميزت هذه الفئة بسرعة العدو حيث كانت الخيل لا تستطيع اللحاق بهم، كما ان لفقرهم وعدم استطاعتهم لاقتناء الخيول القوية السريعة حاجة تساعدهم على سرعة إنجاز مهامهم.
أما من أشهر هؤلاء الصعاليك هو عروة بن الورد والسّليك بن السلكة والحطيئة وتأبط شراً والشنفري الأزدي وغيرهم الكثير، ممن انخرطوا في هذا الفكر، بل أنهم دافعوا عن معتقداتهم من خلال أشعارهم، فيقول عروة بن الورد في إحدى قصائده:
اني امـرؤ عافـي انـائي شـــــركــة
وانت امرؤ عافي اناؤك واحـــد
اقسم جسمي في جسـوم كثيـرة
واحسو قراح الماء والماء بارد
اتهزا مني ان سمعت وان ترى
بجسمي مس الحق والحق جاهــد
فمن خلال القراءة تلك الأبيات يتجلى لنا فكر الصعاليك بما ورد في أبيات الشاعر عروة بن الورد، فالكرم والمشاركة في توزيع الثروات بمن يعتقد بأنهم الفقراء والمساكين، ومحاولة الدفاع عن ذلك الفكر بالقول أول الفعل من مثل قول الشاعر الشنفري:
اقيموا بني امي صدور مطيكم
فإني الى قوم سواكم لأميل
فقد حمت الحاجات والليل مقمر
وشدت لطيات مطايا وارحل
وفي الارض منأى الكريم عن الاذى
وفيها لمن خاف القلى منعزل
فقد لا تختلف أفكار الصعاليك من حيث الحماسة والدفاع عن طموحهم بالسطو على الأغنياء وتوزيع تلك الغنائم على الفقراء، ولعل ما نراه عبر شعرهم الذي يرددونه باستمرار من أجل سقي ذاك الطموح الذي يقف عند حد السرقة أو الأخذ من قوافل الأغنياء من أجل توزيعه للفقراء.
فكثير منهم أفصح عن قوته وسرعته التي قد لا يجاريها حتى الخيل الأصيلة، بل أنهم يفوقون الكثير من الفرسان بقوتهم وشدة بأسهم وما ذهب إليه السليك بن السلكة:
لعمرك ما ساعيت من سعى عاجـز
ولا أنا بالـواني ففيـم أكذب
ثكلتـكما إن لـم أكـن قـد رأيــتـها
كراديس يهديها إلى الحي موكب
كراديس فيها الحوف زان وقـومه
فوارس همام متى يدع يركبوا
فكثير من فرسان الصعاليك يبرزون قوتهم الجسدية وسرعتهم وسيطرتهم على الحروب التي يخوضونها من أجل العيش بمستوى كريم، بل وأنهم يحاولون اطعام الكثير من الفقراء من مال الأغنياء، الذين يسرقونه من خلال سيطرتهم على الكثير من القوافل التي تنقل التجارة.
فالصعلوك ليس بالسوء الذي قد يتصوره الإنسان أنه السارق المرهب بقوته وسرعته، وعدم السيطرة على ذلك الصعلوك، فالصعلوك لم يكون بالسوء الذي قد نعتقده بل أنهم انصهروا من أجل الفقراء وإعطائهم من المال الذي يكسبونه من الأغنياء.
هؤلاء هم الصعاليك وتلك هي شهامتهم التي قد يضاهون الكثير من أكارم العرب، فلم يذخروا شيئاً في سبيل الفقراء، وقدموا حياتهم من اجل تحقيق أهدافهم التي رسموها لأنفسهم، فالتاريخ يثبت بما لا يدعو للشك أنهم صعاليك ولكنهم في الوقت نفسه هم نبلاء عصرهم.
إن أول ما يتبادر للذهن من كلمة «الصعاليك» يتبين لنا أنه من خلال تلك الكلمة عمق جريمتها وجبروتها، وأن الصعلوك هو المجرم الذي يقتل ويفتك بمن هو أمامه من أجل كسب المال والسيطرة على القوافل السائرة للتجارة، فمن أجل ارتواء نهمه بالسرقة والسيطرة الدائمة على تلك القوافل أو بالأحرى أخذ من مال الأغنياء ليكون مالاً للفقراء.
فالدارج لنا من خلال فكر الصعاليك ونشوء تلك الفئة في العصر الجاهلي، وبروز الكثير من الشعراء الذين اعتنقوا هذا الفكر وذاع صيتهم عبر شعرهم، والذي لا ينفك عن الفخر والحماسة في سطره مجموعة من شعراء الفكر الصعلوكي.
إن لنشوء فئة من الأشخاص كانوا يتخذون من قطع الطريق والسيطرة على القوافل المتنقلة عبر صحراء الجزيرة العربية، وقد أطلقوا على أنفسهم الصعاليك، وقد ظهرت تلك الفئة بسبب البقاء تحت وطأة الفقر وطرد القبيلة لهؤلاء الأشخاص، فاتخذوا من الصحاري ملبثاً لهم ومستقراً لتلك الفئة التي تعتقد بأنها منبوذة، وممنوعة من الاقتران بالعامة من أبناء القبيلة.
وقد عرّف الدكتور شوقي ضيف في كتابه العصر الجاهلي، الصعلوك هو الفقير، الذي لا يملك المال الذي يساعده على العيش وتحمل أعباءه، مؤكداً بأن هذه الكلمة تجاوزت دلالتها اللغوية إلى أن أخذت في الانتقال إلى معنى قاطع الطريق الذي يسرق المال من أجل العيش منه، والإنفاق على أهله وأقاربه والمعتنقين لهذا الفكر.
الصعاليك هم أحد مكونات المجتمع الجاهلي بعدما رفضهم وعدم اعتراف المجتمع بتلك الفئة، رغم ان الفئة تلك وما أقدمت عليه من جرائم التي وصلت في كثير من الأحيان إلى حد القتل، فلا ننفي عن تلك الفئة اعتناقهم للفلسفة الإنسانية التي تبرأ ساحة الصعاليك.
فمنهم من اتخذ الصعلكة هي وسيلة لاطعام الفقراء والمساكين، فكان الصعلوك يسرق من أجل إطعام الفقراء والمساكين من قبيلته، وقد تميزت هذه الفئة بسرعة العدو حيث كانت الخيل لا تستطيع اللحاق بهم، كما ان لفقرهم وعدم استطاعتهم لاقتناء الخيول القوية السريعة حاجة تساعدهم على سرعة إنجاز مهامهم.
أما من أشهر هؤلاء الصعاليك هو عروة بن الورد والسّليك بن السلكة والحطيئة وتأبط شراً والشنفري الأزدي وغيرهم الكثير، ممن انخرطوا في هذا الفكر، بل أنهم دافعوا عن معتقداتهم من خلال أشعارهم، فيقول عروة بن الورد في إحدى قصائده:
اني امـرؤ عافـي انـائي شـــــركــة
وانت امرؤ عافي اناؤك واحـــد
اقسم جسمي في جسـوم كثيـرة
واحسو قراح الماء والماء بارد
اتهزا مني ان سمعت وان ترى
بجسمي مس الحق والحق جاهــد
فمن خلال القراءة تلك الأبيات يتجلى لنا فكر الصعاليك بما ورد في أبيات الشاعر عروة بن الورد، فالكرم والمشاركة في توزيع الثروات بمن يعتقد بأنهم الفقراء والمساكين، ومحاولة الدفاع عن ذلك الفكر بالقول أول الفعل من مثل قول الشاعر الشنفري:
اقيموا بني امي صدور مطيكم
فإني الى قوم سواكم لأميل
فقد حمت الحاجات والليل مقمر
وشدت لطيات مطايا وارحل
وفي الارض منأى الكريم عن الاذى
وفيها لمن خاف القلى منعزل
فقد لا تختلف أفكار الصعاليك من حيث الحماسة والدفاع عن طموحهم بالسطو على الأغنياء وتوزيع تلك الغنائم على الفقراء، ولعل ما نراه عبر شعرهم الذي يرددونه باستمرار من أجل سقي ذاك الطموح الذي يقف عند حد السرقة أو الأخذ من قوافل الأغنياء من أجل توزيعه للفقراء.
فكثير منهم أفصح عن قوته وسرعته التي قد لا يجاريها حتى الخيل الأصيلة، بل أنهم يفوقون الكثير من الفرسان بقوتهم وشدة بأسهم وما ذهب إليه السليك بن السلكة:
لعمرك ما ساعيت من سعى عاجـز
ولا أنا بالـواني ففيـم أكذب
ثكلتـكما إن لـم أكـن قـد رأيــتـها
كراديس يهديها إلى الحي موكب
كراديس فيها الحوف زان وقـومه
فوارس همام متى يدع يركبوا
فكثير من فرسان الصعاليك يبرزون قوتهم الجسدية وسرعتهم وسيطرتهم على الحروب التي يخوضونها من أجل العيش بمستوى كريم، بل وأنهم يحاولون اطعام الكثير من الفقراء من مال الأغنياء، الذين يسرقونه من خلال سيطرتهم على الكثير من القوافل التي تنقل التجارة.
فالصعلوك ليس بالسوء الذي قد يتصوره الإنسان أنه السارق المرهب بقوته وسرعته، وعدم السيطرة على ذلك الصعلوك، فالصعلوك لم يكون بالسوء الذي قد نعتقده بل أنهم انصهروا من أجل الفقراء وإعطائهم من المال الذي يكسبونه من الأغنياء.
هؤلاء هم الصعاليك وتلك هي شهامتهم التي قد يضاهون الكثير من أكارم العرب، فلم يذخروا شيئاً في سبيل الفقراء، وقدموا حياتهم من اجل تحقيق أهدافهم التي رسموها لأنفسهم، فالتاريخ يثبت بما لا يدعو للشك أنهم صعاليك ولكنهم في الوقت نفسه هم نبلاء عصرهم.