| كتبت غادة عبدالسلام |
في موقف «ديبلوماسي» غير مألوف بني على ضرورة الاعتراف بما هو حاصل منذ أعوام، دعا سفير السودان لدى الكويت الدكتور ابراهيم ميرغني ابراهيم الولايات المتحدة الى «الاعتراف بان السودان كان من اكثر الدول تعاونا مع استخباراتها على مدى العقدين الماضيين الى درجة يخجل معها السياسيون من الاعلان عنها».
وقال السفير ميرغني في تصريح للصحافيين على هامش حفل الاستقبال الذي اقامه مساء اول من امس في فندق الكراون بلازا بمناسبة الذكرى الـ54 لاستقلال بلاده بمشاركة وزير النفط والاعلام الشيخ احمد العبدالله وحشد من السفراء والديبلوماسيين المعتمدين لدى الكويت، شدد على ان «الاستخبارات الأميركية سعيدة بالتعاون السوداني»، مستشهدا بتأكيد سفراء الولايات المتحدة المتعاقبين في الخرطوم على انها «تتعاون تعاونا كاملا مع السلطات الاميركية في ما يتعلق بمحاربة الارهاب»، ومعتبرا ان المطلوب «شجاعة من الجانب السياسي للاعتراف بما اعترف به المسؤولون في الأجهزة الأمنية الاميركية»، وموضحا ان السياسيين «يكونون احيانا شجعانا ويعترفون بالأمر الواقع، واحيانا اخرى يتأخرون في اتخاذ القرارات»، مؤكدا ان «هذا التأخير ليس له معنى وينبغي عليهم الاعتراف بما اعترفت به الاجهزة الامنية في أسرع وقت ممكن فنحن متعاونون معهم أمنيا 100 في المئة».
على صعيد آخر، اشاد السفير السوداني بالدعم الذي يقدمه صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد لبلاده استثماريا، واصفا سموه بانه «أعظم متعاون مع السودان استثماريا وان لسموه دراية وخبرة لا محدودة على جميع الاصعدة»، مضيفا ان «اكثر المتحمسين لدعم الاستثمارات لدينا سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي سار معنا في خطوات واسعة عمليا في جميع المجالات اضافة الى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح الذي له دراية قديمة».
ولفت السفير ميرغني الى انه في ما يتعلق بالكويت «فاستثماراتها ليست حديثة»، مستشهدا بأقدم الاستثمارات العظيمة «سكر كنانة»، ولافتا بالمناسبة الى ان الاحد الماضي «بدأ من المشروع تصدير الايثانول للاتحاد الأوروبي بمعدل 50 مليون لتر في العام وسيصل الى 200 مليون بتكلفة 50 مليون دولار»، موضحا ان هذا المشروع «ولد كمشروعين احدهما بتعاون عربي شمالا والآخر بتعاون مصري جنوبا». وبين مثالا آخر يتمثل بسد مروي الذي اقيم بتكلفة 200 مليار دولار والذي تبناه رئيس مجلس الادارة والمدير العام للصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي عبد اللطيف الحمد والمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبد الوهاب البدر وساعد في التمويل الصناديق الخليجية» مشيرا الى ان الصندوق العربي «سيدعو في ابريل المقبل وزراء المالية العرب للاجتماع في الخرطوم وليروا مشروعي «سد مروي» و«سكر كنانة» بأعينهم كأعظم نماذج لمؤتمر القمة الذي دعا له صاحب السمو مطلع العام الماضي».
وفي ما يتعلق بالوضع السوداني الداخلي وصف السفير ميرغني هذا العام بـ «عام الانتخابات، حيث ستجرى انتخابات عامة وديموقراطية لم تحدث منذ 23 سنة، وستكون هذه انتخابات المرأة التي تحظى بـ 25 في المئة من المقاعد في جميع المستويات التشريعية من ادناها حتى اعلاها وتعد المرأة الركيزة الاساسية لهذه الانتخابات التي تستعد لها جميع الاحزاب»، مشيرا الى ان «هذه الكوتا» اعطيت للمرأة منذ الثمانينات وهي الان تشغل ارفع المناصب التشريعية وتعد مثالا للامانة والخبرة والنزاهة ونحن فخورون بها».
وتطرق السفير السوداني الى «وحدة بلاده»، مشيرا الى الاستفتاء الذي سيجرى العام 2011 ومشددا على ان «ما سيقرره الأخوة في الجنوب سنكون سعداء به فان ارادوا دولة واحدة بسلطات كبيرة لهم مرحبا بهم وان ارادوا الانفصال مرحبا بهم ايضا»، مؤكدا ان ما يهمنا هو السلام في الشمال والجنوب مهما كان الوضع».


«حريمنا» تحكمنا من قبل الميلاد

بالحديث عن مشاركة المرأة التي تحظى بـ «كوتا» 25 في المئة من المقاعد في الانتخابات التشريعية السودانية لفت السفير الدكتور ابراهيم ميرغني بان المرأة السودانية المعاصرة «تذكرنا بملكاتنا القدماء»، مشيرا الى انه «في مسقط رأسي التي تبعد 200 كيلومتر شمال الخرطوم» يوجد 54 هرما تعود لـ 750 سنة قبل الميلاد منها 29 هرما لملكات، قائلا «حريمنا تحكمنا من قبل الميلاد وسعيدون بذلك، والان فرصة المرأة السودانية لتحكم في الانتخابات المقبلة».
- اجر وعافية للسفير ميرغني الذي تعرض لحادث الاسبوع الماضي اثر على صحته ما دعاه الى استعمال الكرسي المتحرك خلال الحفل.