الأيام تتداول والسنون تترى، والأمم والشعوب يعملون من أجل تحقيق أهدافهم وبلوغ أمانيهم لحياة أفضل ومستوى أحسن. ونحن في هذه الديرة الطيبة الراغدة التي ورث أهلها الخير والأصالة وتوحيد الكلمة والوقوف صفاً واحداً كأنهم حزمة واحدة.
تأبى الرماح إذا اجتمعنا تكسراً
وإذا افترقنا تكسرت آحادا
لذلك جاء النطق السامي لحضرة صاحب السمو أميرنا المفدى عند بزوغ العام الجديد وفي طياته أبلغ المعاني وأجمل أمنيات الخير لأمة الخير في وطن الخير، إذ بيّن سموه ماهية الديموقراطية الحقة، وأكد على أن هذه الديرة ديرة الأسرة الواحدة، وإنما نحن في هذه الديرة أفراد ضمن نسيج واحد، ونحن نقول في هذا الصدد، السمع والطاعة لرمز هذه الديرة، فلننصهر جميعاً أسرة واحدة لا طائفية، ولا قبلية، ولا فرقة، ولا تشتيت، ولا تبغيض، ولا أهواء مختلفة، بل ننصهر في بوتقة الكويت، هوانا جميعاً هو الكويت وحبنا الخالد الذي يدفن في القلوب، ويبدو على صفحات الوجه، ويخرج في فلتات اللسان.
نحن كما أكد صاحب السمو الأمير (حفظه الله) في محمل واحد، وكلمتنا واحدة، وفكرنا واحد، وهدفنا واحد، ورمزنا واحد، وعلمنا واحد خفاق في هذا المحمل الذي يمخر عُباب الدنيا بالخير والتنمية الفكرية والاجتماعية والصحية والتربوية والاقتصادية والإنسانية والأخلاقية.
كويت الكويتيين تمضي سفينة
وقد أصبحت كل البحار لها مجرى
قد صهرتها النار حتى توقدت
ومن تحت أكوام اللظى نهضت صقرا
سيخرج من تحت الرماد محلقاً
لآفاق آتٍ نحن في سرهِ أدرى
لقد علمتهُ الريح سر اختلافها
وسر غيوم تحمل المزن والقطرا
هذه ديرة الخير، وهؤلاء أبناء الخير، وأهل الخير، جميعا في قلب واحد ولسان واحد يقولون: لبيك يا كويت.


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي