لدينا عصبية جاهلية تفوق تعصب النمل، ولدينا ثقافة مشوهة وتدها الإثارة، وقوت يومنا المشاكل بمختلف أنواعها وتخصصاتها، وإن لم نجد شيئاً جلسنا على ضفاف مشاكلنا وتحسرنا على ما وصلت إليه البلدان القريبة والبعيدة، وحتى القانون أقام لنفسه عزاء ينعى فيه قوانين قُتلت واستبيح دمها ظلماً، ولم أعد أرى بصيص أمل مع انتهاء العام 2009. وها هو عام جديد يدخل علينا مغروراً بحلة جديدة فإما أن نكرمه وإما أن نضمه مع أخوته السابقين من باب «ظلم في الرعية عدل في السوية»، وحتى إبليس أصبح لا يرسل أبناءه إلى الكويت، لأنه لا توجد لهم وظائف، فالبشر استنفدوا كل شيء من باب تكويت الوظائف، فأفعالنا وأقوالنا «كسرت خاطره» فهل يعقل هذا؟
يا سادة يا حبايب لقد ابتلى فينا الشيطان، لأنه لم يجد خيراً كثيراً حتى يردنا عنه ولم يجد رواجاً للصدق، حتى يفتننا بنقيضه، ولم يعد هناك احترام واسع بيننا، حتى يؤلبنا على بعضنا، فوظيفته الإغواء على فعل كل منكر وشر، ولكنه وجد أن لدينا محترفين في هذا الجانب من بني البشر فآثر الابتعاد حتى يتفرغ لقوم صالحين، فهل لدينا القدرة على إعادته بقوة وإجباره على إقامة معسكر طويل المدى في مجتمعنا وعندما يخوض معنا المباريات التجريبية يمنى بخسارة فادحة؟
أحلامنا في هذا العام كبيرة ولا تكاد تنتهي، فالخدمات التعليمية والصحية هي رأس هذه الأحلام، والقضاء على الأزمة الإسكانية والمرورية. دعوا عنكم السكة الحديد ومدينة الحرير، على الأقل في هذا العام، فلنتكاتف وليأخذ كل منا استراحة محارب حتى نعمل على تنمية البلد وإعادة هيبة القانون كي تعود الحياة إلى مؤسساتنا المدنية، وليكن عملنا أكثر من حديثنا إذا ما أردنا النهوض ببلدنا الكويت...
أتمنى أن نستثمر هذا العام لتحقيق أحلامنا القريبة من الواقع، بدلاً من الخوض في مسائل خيالية تنتج عنها حرب دائمة بين الحكومة والمجلس وقودها البشر والحجر.
إضاءة
أسأل الله الهداية للجميع، وأن نعمل جاهدين على مرضاة الله وطاعة ولي أمرنا فيما يقول، وأن نخشى على هذه الأرض وأن نراعيها، كما يراعي الأب الصالح أبناءه... ودمتم.

مشعل الفراج الظفيري
كاتب كويتي
m-alfraaj19@hotmail.com