«تعال بعد العيد»... عبارة أصبحت تتردد، وتصدم كل من يذهب للخياط لتفصيل دشداشة العيد، والكل يتساءل «ليش ماكو خياطين؟».

فقد أصبح سوق خياطي الدشاديش، محط أنظار الكثيرين، بعد انتشار ظاهرة طول انتظار إنجاز الدشادشة التي وصلت مواعيدها إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، مع أننا لم ندخل في شهر رمضان بعد!

«الراي» جالت بين محلات الخياطة في منطقة المباركية، وتقصّت أسباب المواعيد الطويلة لاستلام الدشاديش التي يريد أصحابها تفصيلها، فذكر الخياط زين سنقر أن «فرحتنا بعودة الحياة الطبيعية للأنشطة التجارية في البلاد، لم تكتمل، فمع تدفق طلبات خياطة الدشاديش بسبب إقبال شهر رمضان وعيد الفطر السعيد وشهور الصيف، وهو موسم يكثر الكويتيون فيه تفصيل الدشاديش، إلا أن عدد العمالة من الخياطين لم يسعف أصحاب المحلات لقبول الطلبات، وذلك لنقص العمالة الكافية المدربة، حيث غادر الكويت المئات منهم لتجاوزهم سن 60 عاماً، بالإضافة إلى سفر من لم يسافر من العمالة أثناء كورونا، بعد تخفيف إجراءات السفر الأخير، حيث مر على بعضهم أكثر من 3 سنوات لم يروا أهلهم، مما سبب عجزاً كبيراً في الخياطين».

من جانبه، قال الخياط أحمد قدير إنه محرج من زبائنه الذين يرفض طلباتهم، لأنه لن يستطيع إنجازها إلا بعد شهرين، موضحاً أن «محلي كان يعمل فيه 5 خياطين، والوضع كافٍ لاستلام الطلبات، حيث لا يتجاوز الموعد أسبوعاً لخياطة الدشاديش للزبون، ولكن الوضع اختلف الآن، حيث يوجد في المحل اثنان من الخياطين فقط، فكيف لي أن استقبل طلبات الزبائن وما عندي خياطين؟».

وأشار قدير إلى أن «كثيراً من الخياطين سافروا قبل كورونا، وانتهت إقاماتهم وهم خارج البلاد، والآن ليس هناك إصدار تصاريح عمل للخياطين، من بعض الجنسيات الماهرة في الخياطة، وأصحاب خبرة»، داعياً إلى فتح باب التصاريح لعودة حركة العمل من جديد.

بدوره، قال الخياط نياز أحمد «أقوم بخياطة 20 دشداشة يومياً ولا أستطيع تلبية كل الطلبات، وما عندي إلا كلمة واحدة: تعال بعد العيد»، مشيراً الى أن «قرار 60 سنة وسفر الخياطين وانتهاء إقامة بعضهم، وإغلاق باب تصاريح العمل، كلها أمور ساهمت في خلق أزمة خياطين في الكويت، ولا بد من فتح باب التصاريح لإنقاذ الموقف، ليس للخياطين فقط ولكن لجميع العمالة المهنية مع عودة الحياة الطبيعية للبلاد».