المسلسل الخليجي «طاش ما طاش» مسلسل فيه الكثير من الإسقاطات والنغزات السياسية، بقالب كوميدي ممتع. وما شدني في حلقاته المضحكة، حلقة المقناص، عندما أطلق الممثل الكوميدي راشد الشمراني طيره «سداح» وراء الفريسة، وإذا به يسلك طريقاً آخر وبعيداً، وهذا ما جعل الصقارين الآخرين يستهزئون بطيره، فكانت جملته الشهيرة، عطوا «سداح» فرصة، رغم أن «سداح» لم يعد أبداً إلى صاحبه!
الوزير النايم أو سداح، أُعطيَ فرصاً كثيرة، وليست فرصة واحدة، وفي مواقع وزارية حساسة، ولكن باءت جميعها بالفشل، فهل يلام نواب الأمة إذا قرروا التصدي لممارسات «سداح» وتهوره، والتي تجعل المرء يشعر بالغثيان والصداع المزمن؟
أيها الوزير النايم، إن القوم قادمون، وقد حزموا أمرهم، فلا مكان للبدائل ووضع الخطط، فقد فات الأوان، وآن أجل المحاسبة، نصحناك مرات عدة لتنفذ بجلدك، إلا أن حضرة جنابك أبيت وعاندت، فلم يعد أمر إقالتك أمراً صعباً، بل أصبح في حكم المؤكد، وهي إقالة ستأتي إما باستجواب فطرح ثقة بعده، وإما إقالة ستتخذها الحكومة بحقك، وهذا المتوقع، فماذا تنتظر؟

* * *
تزعم الحكومة أنها تسعى إلى الإصلاح، والفساد ينخر في مفاصلها، ولو جلت ببصرك في الاتجاهات الأربعة، لوجدت ما يجعلك تشيب وأنت في عز شبابك، الخلل كبير، والفجوة عميقة، ولم تعد تفيد سياسة الترقيع التي اعتادتها، فلو ألقيت نظرة بسيطة نحو وزارة التربية، أو وزارة الستات، إن صح القول، لأصابك الإحباط مما تراه من تخبط واضح في القرارات، وتفشي المحسوبيات. ويا ليت الأمر وقف عند هذا الحد، وإنما ظهر ما لم يكن في الحسبان، حوادث الاعتداءات على الطلبة في مدارسها، حوادث نشرت الخوف والهلع في نفوس أولياء الأمور. أضف إلى ذلك تملص الوزارة من وعودها بتركيب الكاميرات في المدارس، وهي وعود مضى عليها عامان بالتمام والكمال!
وهنا يتساءل المرء عن دور نواب الأمة تجاه ما يحدث في هذه الوزارة، التي انشغلت في تعيين وتسكين «نون النسوة» في المناصب القيادية، تاركة القضايا التربوية المهمة في مهب الريح... وزارة أصبحت أبوابها آيلة للسقوط، وقد حان الوقت لفتح ملف وزارة التربية على مصراعيه، وعدم تركه عرضة للأهواء والمصالح الشخصية، والتي أدت بدورها إلى لجوء بعض، وأنا هنا أؤكد وأقول «بعض» نواب الدائرتين الرابعة والخامسة، إلى الصمت المطبق!


مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
mubarak700@gmail.com