اشهد يا تاريخ... أن حكومتنا الرشيدة تملك غالبية ساحقة في البرلمان كما لم تملكه من قبل، ومع ذلك ما زالت تتردد في إغلاق ملفات مهمة عالقة في المجتمع وهي كثيرة جداً، يتعب المرء وهو يحاول تعدادها.
اشهد يا تاريخ... أن وزير الإعلام في وطني يصرح في يوم ما بأنه لا يستطيع إغلاق قناة أثارت البلبلة في المجتمع، وبعد ثلاث ساعات يتم إغلاقها.
اشهد يا تاريخ... أن وزارة الداخلية في وطني بقضها وقضيضها لم تستطع التعامل مع فتنة كادت تعصف بأهلي وناسي، وتركت مثيرها يخرج من المطار معززاً مكرماً تحت حراستها، ثم ذهبت تبحث عنه في الخارج، وتستعين بالإنتربول للقبض عليه.
اشهد يا تاريخ... أن الناطق الرسمي لوزارة الداخلية في وطني، وفي عز الفتن التي يثيرها بعض الجهلاء في وطني يصرح بأن على المواطنين الاحتراس من بعض الأجسام الخطرة في البر خوفاً من أن تكون ألغاماً، وفات الناطق الرسمي ذاته أن ينبه إلى خطورة الألغام البشرية المتحركة، وما أكثرها هذه الأيام، وكأنها أمر لا يعنيه.
اشهد يا تاريخ... ان وزارة الإعلام في وطني تعرف كيف تقتنص الفرص الذهبية لتعديل القوانين التي لا تروق لها، وبسرعة البرق، ولكنها تبقى عاجزة تماماً عن تطبيق القوانين ذاتها المراد تعديلها على المخالفين، خصوصاً في الجانبين المالي والمحاسبي، وهو جانب أثارته جريدة «الراي» منذ مدة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
في الأفق
يا عقلاء وطني... يا حكماء وطني... في قضايا الفتن والهرج والمرج عليكم التدخل السريع جداً من خلال قنواتكم التي تعرفونها جيداً. دعوكم من اسطوانة ضرورة تطبيق القانون أو حرية التعبير، فتلك المسارات البطيئة جداً لا تنفع لعلاج تلك القضايا في عصر أصبحت الأحداث والمشاهد والصور والتصريحات النارية تنتقل بسرعة الضوء. ارحمونا يرحمكم الرحمن، فوطني الصغير لم يعد يحتمل... حرام اللي قاعد يصير... والله ما نستاهل!


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com