طالبت إيران، أمس، برفع كل العقوبات بشكل يمكن التحقق منه، مع استئناف محادثات فيينا النووية، بعد توقف دام خمسة أشهر.

وقال وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في بيان صدر قبيل بدء المحادثات في قصر كوبورغ، «الولايات المتحدة ما زالت لا تفهم بشكل صحيح حقيقة أنه لا مجال للعودة للاتفاق (الموقع عام 2015) من دون رفع كل العقوبات التي فُرضت على إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة (2018)، وذلك بشكل فعال ويمكن التحقق منه».

وأضاف «عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي لا معنى لها من دون ضمانات بعدم تكرار التجربة المريرة الماضية»، مؤكداً أن «هذه الفرصة ليست نافذة مفتوحة للأبد».

في المقابل، شرعت إسرائيل في حملة ضغط على الدول الكبرى، في محاولة لحضها على اشتراط المحادثات مع إيران، بتعليق عملية تخصيب اليورانيوم، ودعا رئيس الوزراء نفتالي بينيت، إلى توخي الحذر، مما وصفه بأنه «ابتزاز نووي».

وفي لندن، أكد وزيرا خارجية بريطانيا ليز تراس، وإسرائيل يائير لابيد، أنهما سيعملان «ليل نهار» لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، مع توقيع خطة لعشر سنوات وصفت بـ«التاريخية»، لتعميق العلاقات.

واستعرض الوزيران، في مقال مشترك نشر في صحيفة «التلغراف»، أمس، «مذكرة التفاهم» الجديدة، قبل ساعات من توقيعها، والتي ستمكن بريطانيا وإسرائيل من العمل عن كثب في قضايا مثل الأمن السيبراني وتطوير التكنولوجيا والدفاع والتجارة والعلوم.

ومساء الأحد، توجه لابيد، إلى أوروبا، لإجراء محادثات مع القادة البريطانيين والفرنسيين.

وفي ما يتعلق بالمفاوضات، نقلت قناة «كان 11» الإسرائيلية، مساء الأحد، عن مسؤول أوروبي رفيع المستوى، أنه «مع مرور كل يوم، تصبح المفاوضات مع إيران أكثر تعقيداً، وكذلك فرص التوصل إلى اتفاق»، مشيراً إلى أن طهران «حققت تقدماً ملحوظاً في مشروعها النووي».

ولفتت «كان 11»، إلى حقيقة أن عدداً كبيراً من المشاركين في الوفد الإيراني، الذي يضم نحو 40 شخصاً، هم من خلفيات اقتصادية، معتبرة أن ذلك مؤشر إلى أن «طهران تنوي التركيز أكثر على رفع العقوبات وأن المحادثات حول مراقبة المواقع النووية، قد تأخذ حيزاً أقل».

كما اعتبرت تقديرات إسرائيلية أن فشل المحادثات، قد يقود إلى فترة من انعدام الاستقرار الإقليمي.

ونقلت صحيفة «هآرتس»، عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على الاتصالات بين أطراف فيينا أنه في حال فشل المفاوضات، فإن إيران قد تصعّد المواجهة في المنطقة، معتبرين أنها ليست معنية بالعودة إلى الاتفاق، وإنما بالمماطلة، بحيث يسمح ذلك لها بدفع برنامجها النووي قدماً من دون مراقبة.

وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن «الدراما السياسية بين إيران والولايات المتحدة ستبدأ في نهاية الجولة الحالية فقط».

وأضافت «هآرتس»، أنه في إسرائيل يتوقعون أحد أربعة سيناريوهات:

السيناريو الأول، يتضمن أن تعترف واشنطن بأنه لن يكون بالإمكان إعادة إيران إلى الاتفاق النووي الأصلي، وستعمل على اتفاق مرحلي، يشمل تفاهمات حول مواضيع لا توجد خلافات حولها، وبذلك يتم تقييد تقدم البرنامج النووي.

وتابعت أنه رغم التشدّد الإسرائيلي، فقد أوضح مسؤولون أنهم «لا يرفضون تأييد خطوة كهذه، إذا ثبت أنها ستؤدي إلى تأخير تقدم البرنامج النووي لسنوات.

لكن المشكلة الأساسية، تكمن في عدم ثقة تل أبيب بقدرات التفاوض الأميركية مقابل إيران».

ويعتبر السيناريو الثاني أن فشل المحادثات سيقود إلى أزمة، وتصعيد المواجهة بين إيران والمجتمع الدولي. ولفتت الصحيفة إلى أن احتمالات هذا السيناريو «ضئيلة».

وبحسب السيناريو الثالث، الذي يعتبر احتمال تحققه ضئيل أكثر، «تتراجع إيران عن برنامجها النووي، جزئياً أو كلياً، من أجل رفع العقوبات عنها».

والسيناريو الرابع، الذي يعتبر احتمال تحققه ضئيل جداً أيضاً، أن يقود فشل المحادثات إلى تليين الولايات المتحدة لمطالبها، في محاولة للتوصل إلى حد أدنى من التفاهمات لإنهاء الأزمة.