وصف نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شبه الجزيرة العربية في مكتب شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأميركية دانيال بنعيم، زيارته للبلاد والتي تعد الأولى من نوعها، بـ«المثمرة»، موضحاً أنها تأتي في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية القوية بين البلدين في المجالات كافة.

العلاقات الثنائية

وخلال مؤتمر صحافي عقده في مقر إقامة السفيرة الأميركية لدى البلاد ألينا رومانوسكي، مساء أول من أمس، أشار بنعيم إلى أن «الكويت أثبتت أنها حليف استراتيجي وصديق وفي لا غنى عنه»، مشيداً بقرار سمو أمير البلاد بتعاون الكويت خلال عملية إجلاء المواطنين الأميركيين والأفغان من كابول، والذي وصفه بـ«الممتاز» وهو «فخر لنا بتعاون الكويت والشركاء بالمنطقة في هذه العملية».

وثمّن الدور الديبلوماسي الذي لعبته الكويت في الحفاظ على وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أنه التقى مجلس رجال الأعمال بغية الانعاش الاقتصادي بعد جائحة «كورونا»، سواء على مستوى المشروعات الكبيرة أو الصغيرة، إضافة إلى عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني، مشيراً إلى أن «التعاون الاقتصادي بين البلدين يحتل حيزاً كبيراً من علاقاتنا الاستراتيجية، حيث إن هناك استثمارات أميركية في الكويت وأخرى كويتية في بلادنا».

وجدد تأكيده أن العلاقات الكويتية - الأميركية أساساتها قوية ويظهر معدنها في وقت الشدائد.

أمن الشركاء

وبيّن أن الشهرين الماضيين أثبتا بالدليل القاطع مدى التزام الولايات المتحدة بأمن شركائها، «وأن بلادنا حاضرة بقوة في الكويت ودول المنطقة»، نافياً تراجع اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة، ومؤكداً أنه كلام عار عن الصحة حيث إن «هذه المنطقة شريك هام لبلادنا».

وأضاف أن هناك العديد من التحديات المشتركة التي يجب مواجهتها مع الشركاء، لاسيما في المجال الاقتصادي ومحاربة الإرهاب والتطرف.

وفي هذا الصدد، قال بنعيم: «إن الكويت شريك جيد جداً لنا في مواجهة ومكافحة الارهاب، وقد فرضنا عقوبات أخيراً على شبكة ممتدة بين الكويت ولبنان ينتمي أفرادها لحزب الله وقاموا بتحويلات بملايين الدولارات، ولدينا تعاون قوي مع الكويت في هذا المجال».

وفِي معرض رده على سؤال عن التأثير الايجابي لما حققته قمة العلا والوساطة الكويتية في حل الأزمة الخليجية وإعادة اللحمة بين دول مجلس التعاون، أكد بنعيم أن «الكويت لعبت دوراً مهماً في إنهاء الأزمة الخليجية، ونحن فخورون بذلك، والوساطة الكويتية كان لها تأثير إيجابي لإنهاء الأزمة».

حرب باردة

وحول مدى تأثر علاقات الولايات المتحدة مع شركائها في المنطقة المتعاونين اقتصادياً مع الصين، قال المسؤول الأميركي: «لا توجد حرب باردة بيننا وبين الصين، ونحن ننافس الصين في بعض المجالات ونتعاون معها في مجالات أخرى... نحن نعمل على تعميق علاقاتنا مع دول المنطقة في المجالات التجارية والأمنية والثقافية وهذه طريقتنا في المنافسة، وللدول حرية الاختيار بالتعامل التجاري مع دول عدة كما تفعل ذلك الولايات المتحدة من تعاملات تجارية مع العديد من الدول».

وأضاف أن «الدول في هذه المنطقة لديها تبادلات تجارية عدة مع الصين، وعلى الجميع أن يفهم أن هذه المنافسة تساهم في تطوير البنى التحتية لدول المنطقة وتحسين البيئة واستتباب الأمن وهذا يصب في مصلحة الجميع».

وتابع بكلام ديبلوماسي: «لم نسأل دول المنطقة لاختيار جانب محدد للتعامل معه فقط، وهناك مناطق أساسية يكون على الدول الاختيار بصعوبة فيها بين العمل مع الولايات المتحدة أو الصين، فبعض المعدات الدفاعية الصينية تجعل الأمر صعباً في التعامل مع أميركا في هذا المجال وأيضاً في بعض أجهزة الاتصالات وأيضاً في بعض المجالات الأخرى، فبعض التعاون مع الصين في مجالات معينة يُصعّب العمل مع الولايات المتحدة في نفس المجال... وفي النهاية نحن لا نُجبر أحداً على اختيارنا».

الحلفاء متفهمون لتعاملنا مع «النووي الإيراني»

تطرق المسؤول الأميركي إلى مستقبل العلاقات مع إيران والملف النووي، قائلاً «إن الرئيس (جو) بايدن أكد في أكثر من مناسبة أنه يريد منع إيران من حيازة سلاح نووي، ويهدف إلى تحجيم استخدامها النووي لمنع تهديدها لجيرانها وضمان عدم تدخلها في الشؤون الداخلية لها»، مشدداً على أن التواصل الديبلوماسي لن يكون كافياً لحماية الشركاء في الخليج.

وذكر أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن قال إن المحادثات الديبلوماسية في شأن «النووي الإيراني» لن تكون مفتوحة إلى الأبد، وعلى الحكومة الايرانية أن تتخذ إجراءاتها وأن تبدي حسن النوايا، وأن تكون جادة في هذا المجال، لأن هذا هو مطلب المجتمع الدولي، و«نأمل أن تكون إيران جادة في الاستجابة لذلك».

وأضاف: «إن حلفاءنا في المنطقة متفهمون لما نبديه حول هذا الملف والإجراءات التي نتخذها، لأن لدينا علاقات أمنية وطيدة مع هؤلاء الحلفاء ومنهم الكويت، وهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم ومصالحهم».

لا تطبيع مع النظام السوري

رد دانيال بنعيم على سؤال في شأن تطبيع بعض دول المنطقة العلاقات مع النظام السوري، بالقول: «إن الولايات المتحددة لن تطبع علاقاتها مع نظام الأسد، ونحن على اتصال مع شركائنا في المنطقة لمناقشة هذا الأمر ولمعرفة حقيقة الأوضاع».

الأمن السيبراني

تحدث بنعيم عن العطل الذي طال عدداً من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام، معتبراً أن ما حدث يؤكد أهمية التعاون في مجال الأمن السيبراني «لأننا نعيش حياة رقمية ونسعى لتعزيز التعاون في هذا المجال مع الشركاء جميعا من ضمنهم الكويت».