احتفت جمعية المترجمين الكويتية بيوم الترجمة العالمي الذي يصادف 30 سبتمبر من كل عام، في فعالية استضافتها مكتبة الكويت الوطنية، أمس، بحضور عدد من المترجمين والمهتمين بعالم الترجمة.

وقال رئيس الجمعية الدكتور طارق فخرالدين، إن «احتفالنا باليوم العالمي للترجمة لهذا العام تزامن مع تاريخ 30 سبتمبر الذي حدده قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفاء بدور الترجمة على مستوى العالم، تقديراً من المنظمة الدولية لأهمية الترجمة المهنية في مد جسور التواصل والتفاهم بين الأمم».

وأشار فخرالدين، في كلمة بالاحتفال، إلى النشاطات المشتركة بين مكتبة الكويت الوطنية، والإدارات الأخرى للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجمعية المترجمين الكويتية، كان آخرها ندوة أقيمت على مسرح المكتبة في ديسمبر 2019، برعاية وحضور مدير عام مكتبة الكويت الوطنية الشيخة رشا نايف الجابر الصباح.

وجمعت تلك الندوة كوكبة من المترجمين والمهتمين باللغة العربية في بادرة نادرة.

وتطرّق إلى جهود ودور سمو الأمير الراحل صباح الأحمد، طيب الله ثراه، وقال «في عهده، طيّب الله ثراه وبرعايته، شهدت الكويت طفرة ثقافية مشهودة، برز فيها الاهتمام بمشاريع الترجمة كركن أساسي في التنمية الفكرية على مستوى البلاد، وامتدت إشعاعاتها من أرض درة الخليج لتنير الذهن العربي أينما تواجد.

ومن أمثلة حرص الراحل الكبير على التأكيد على أهمية الترجمة، أنه نشر تقديماً للترجمة العربية لكتاب (أبناء السندباد) من تأليف الكاتب الأسترالي ألان فيللييرز. والكتاب من ترجمة المرحوم الدكتور نايف خرما وإصدار وزارة الإعلام الكويتية في سنة 1981»، مبيناً أنه «من غير المألوف أن يكتب الوزراء تصديراً للكتب المؤلفة أو المترجمة التي تنشرها وزاراتهم. وأخبرني الدكتور خرما أن الشيخ صباح الأحمد الجابر- الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ووزير الإعلام آنذاك - كان يتابع ترجمة الكتاب باستمرار رغم مشاغله الكثيرة.

وفي مطلع التقديم الذي يحمل توقيع الشيخ صباح،رحمه الله، كتب ما يلي: (يسرني أن أقدم هذا الكتاب إلى أهل الكويت بخاصة وإلى الشعب العربي بعامة، بعد أن تمت ترجمته بشكل أمين موثق وبدقة متناهية ولغة عربية رفيعة المستوى ولكنها مفهومة للجميع)، ويمضي التقديم بعد ذلك إلى شرح أهمية الكتاب».

وأضاف: «إنني لألتمس في هذه العبارات في مبتدأ التقديم، حرص سموه على التأكيد رسمياً، وعلى أعلى مستوى لأهمية الالتزام بمبادئ الجودة الرئيسية في الترجمة.

فهي تنص على أمانة المترجم في أدائه، وتوثيق مصطلحاته وملاحظاته، وتوخي الدقة الشديدة في الترجمة، وصياغة مفرداتها بلغة عربية راقية ومتينة، والحرص على عدم التوغل في غوامض التعبير، بل الاجتهاد في تسهيل الأسلوب حتى يستوعبه مختلف القراء، وهكذا يكون الأسلوب السهل الممتنع هو الهدف النهائي الذي ينشده المترجم».

بدوره، استعرض أستاذ اللغويات والترجمة بجامعة الكويت الدكتور محمد بن ناصر، تاريخ الترجمة في الكويت والعالم، مبينا أن «الترجمة معروف أنها تابعة للأدب المقارن حتى 1957، عندما انتقلت الى اللغويات، واللغة والترجمة تتصلان ببعضهما، والمترجم يجب أن يكون موسوعة بالمعلومات والمفردات، لكن يجب معرفة الأمور الحساسة في الترجمة، مثل ما يجب ترجمته من اللغة العربية إلى الانكليزية لأسباب دينية أو ثقافية أو حتى الكلمات غير المتوافرة في اللغة الأخرى». وأشار بن ناصر إلى المؤسسات التي تساهم في إثراء الترجمة في الكويت مثل المجلس الوطني للفنون والآداب ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وكذلك معهد الأبحاث، لافتا إلى أن هناك محاولات فردية لترجمة الروايات والأدب الكويتي إلى لغات أخرى أو ترجمة الأدب العالمي الى اللغة العربية.

وتطرق إلى سوق العمل، مبينا أن «الكويت لديها سوق عمل للترجمة مثل القناة الثانية في تلفزيون الكويت وترجمة مسلسلات أو أفلام وثائقية وترجمتها الى اللغة العربية»، لافتاً إلى «أننا في الكويت استطعنا خلال فترة بسيطة أن نقطع أشواطاً في الترجمة ولكن مازالت جهوداً فردية، أملاً بأن القادم أجمل في توحيد صفوف المترجمين وتقديم تسهيلات لهم سواء بإقامة الدورات والتعريف بنشاط الترجمة».