| عبدالعزيز فيصل حاجية |
ذو القعدة هو الشهر الحادي عشر من السنة القمرية حسب التقويم الهجري، وهو الشهر الذي يسبق الحج، كما أنه أول الأشهر الحرم التي ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم، وقد اختلفت الاسباب حول سبب التسمية بهذا الاسم، فقد علل البيروني سبب التسمية بلزوم الناس منازلهم وقعودهم عن القتال فيه، وفي اللسان ذكر بأنه لقعودهم في رحالهم عن الغزو والميرة وطلب الكلأ. أما في المصباح المنير يذكر عن تفسير تسمية الأشهر الإسلامية فقال عن ذي القعدة: لما ذللوا القعدان. والقعدان جمع القعود وهو ابن الجمل وأما في السريانية فيعني الركوع وحني الركب، فيكون قد سمي بذي القعدة استعدادا للحج علاوة على أنه في الجاهلية شهر مقدس لايحل فيه القتال. وقد ورد في الاقبال عن أحمد أنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحد من الشهر فقال صلى الله عليه وسلم أيها الناس، من كان منكم يريد التوبة؟ قلنا كلنا يريد التوبة، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اغتسلوا وتوضأوا وصلوا أربع ركعات واقرأوا في كل ركعة الحمد مرة والتوحيد ثلاثا والمعوذتين مرة ثم استغفروا سبعين مرة ثم اختموا بـ: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ثم قولوا: يا عزيز يا غفار اغفر لي ذنوبي وذنوب جميع المؤمنين والمؤمنات فانه لا يغفر الذنوب الا أنت. ثم قال (ص) ما من عبد من أمتي فعل هذا الا نودي من السماء: يا عبدالله استأنف العمل فانك مقبول التوبة ومغفور الذنب وبورك عليك وعلى أهلك وذريتك وترضى عنك خصماؤك يوم القيامة وتموت على الأيمان ولا يسلب منك الدين ويفسح في قبرك وينور فيه، وينادى يرضى أبواك وان كانا ساخطين وغفر لأبويك ولك ولذريتك وأنت في سعة من الرزق في الدنيا والآخرة وينادي جبريل (ع): أنا الذي آتيك مع ملك الموت وآمره أن يرفق بك ولا يخدشك أثر الموت، انما تخرج الروح من جسدك سلاً، أي برفق. ومن المناسبات الاسلامية في هذا الشهر المبارك ذكرى وفاة الامام علي الرضا عليه السلام ولي عهد المأمون العباسي وذكرى سقوط بغداد على يد المغول وانهيار الخلافة العباسية وذكرى وفاة القائد الفاطمي جوهر الصقلي مؤسس القاهرة وجامع الأزهر الشريف، وفي الختام نسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا هذا العمل بأحسن القبول ويحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله الأطهار وصحبه الأخيار.

* جامعة الكويت