أكد الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، علي سبت بن سبت أن المنظمة تهدف لتأمين الإمدادات النفطية إلى الأسواق بشروط عادلة ومقبولة.

جاء ذلك في تصريح لـ بن سبت بمناسبة احتفال «أوابك» يوم غد السبت بالذكرى الثالثة والخمسين لإنشائها.

أكد الأمين العام للمنظمة، أنها تهدف إلى إرساء دعائم التعاون والتنسيق بين أعضائها في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي المتعلقة بالصناعة البترولية، وتقرير الوسائل والسبل للمحافظة على مصالحها والدفاع عن حقوقها، وتوحيد الجهود لتأمين الإمدادات النفطية إلى أسواق استهلاكه بشروط عادلة ومقبولة، وتوفير الظروف الملائمة لرأس المال والخبرة المستثمرين في صناعة البترول في الدول الأعضاء.

وقال إنه وتحقيقاً لهذه الأهداف، فإن المنظمة تتوخى على وجه الخصوص، اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتنسيق السياسات البترولية لأعضائها من خلال المتابعة المستمرة للتطورات الحاصلة في أسواق البترول العالمية، وإعداد الدراسات الاقتصادية والفنية المتخصصة في هذا المجال، والعمل على تسهيل تبادل المعلومات والخبرات.

وشدد على إتاحة فرص التدريب بين الدول الأعضاء من خلال إقامة الندوات والدورات التدريبية وورش العمل للكوادر العاملة في قطاع النفط والطاقة في هذه الدول، وتشجيع العمل على تعاون الأعضاء فيما بينهم لإيجاد الحلول للمشاكل الفنية والمعوقات التي تعترضهم في الصناعة البترولية، والاستفادة من موارد الأعضاء المتاحة وامكانياتهم للمشاركة في انشاء مشروعات عربية مشتركة ذات صلة بالصناعة البترولية عند توافر الرغبة من دولتين أو أكثر، بعد دراسة الجدوى لمثل تلك المشاريع.

مشاريع مشتركة

أكد بن سبت أن النجاح الأبرز للمنظمة يتمثل في ما انبثق عنها من مشروعات عربية مشتركة في مجال الصناعة النفطية، هدفت إلى تحقيق ما نصت عليه اتفاقية إنشائها، من تعاون في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي في صناعة البترول.

وكشف أنه من بين تلك الشركات الشركة العربية البحرية لنقل البترول، والشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب)، والشركة العربية لبناء واصلاح السفن (أسري)، والشركة العربية للخدمات البترولية، ومعهد النفط العربي للتدريب، لافتاً إلى قيام الشركات العربية المنبثقة عن «أوابك» بدور مهم في الصناعة البترولية.

نشاطات المنظمة

أوضح بن سبت أن المنظمة تشارك في العديد من الاجتماعات التي تعقد في إطار الجامعة العربية، والوكالات المتخصصة بالأمم المتحدة المعنية بالطاقة والبيئة، كالاتفاقية الاطارية لتغير المناخ والإسكوا وغيرها، بالإضافة إلى المؤتمرات والاجتماعات والندوات التي تتناول مختلف المواضيع في مجالات الصناعة النفطية.

وأشار إلى ان الأمانة العامة تنظم دورات فنية منتظمة سنوياً، ومنها حلقات دراسية للمختصين بشؤون الاستكشاف والتنقيب، والصناعات الأخرى اللاحقة للإنتاج، بحضور الفنيين من الدول الأعضاء والدول العربية الأخر، والتي تجمع بين خبرة الدول الأعضاء والمتخصصين الأجانب المشاركين.

ملتقى أساسيات النفط والغاز

أوضح بن سبت أن الأمانة العامة تعقد أيضاً كل سنتين ملتقى أساسيات صناعة النفط والغاز، بهدف تنمية القدرات الفنية والإدارية للعاملين على مستوى الإدارة الوسطى، علاوة على لقاءات وندوات متخصصة حول التطورات في صناعة النفط والغاز ومواضيع البيئة وتغير المناخ، وغيرها من المواضيع المتعلقة باختصاصات أوابك".

مؤتمر الطاقة العربي

ونوه بن سبت بأن المنظم بدأت ومنذ عام 1979 بعقد مؤتمر الطاقة العربي كل 4 سنوات، وبالمشاركة مع مجموعة من المنظمات العربية، مبيناً أنه يعقد المؤتمر كل مرة في عاصمة دولة عربية سواء من الدول الأعضاء أو من الدول العربية الأخرى. وأفاد أن المؤتمر يعتبر منبراً للنقاش والحوار بين الخبراء والمختصين العرب والأجانب، حول مختلف أوجه ومجالات صناعة النفط والغاز، خصوصاً الصناعة المتعلقة بالطاقة عموماً، مثل توليد الكهرباء، والصناعات القائمة على الفحم الحجري، ومحطات الطاقة النووية، والطاقات المتجددة على الصعيدين العربي والدولي.

وقال «يهدف المؤتمر إلى إيجاد الإطار المؤسسي للأفكار والتصورات العربية حول قضايا النفط والطاقة، وبلورة رؤى متوائمة في شأنها، وتنسيق العلاقات بين المؤسسات العربية العاملة في النشاطات المرتبطة بالطاقة والتنمية، ودراسة الاحتياجات العربية من الطاقة حاضراً ومستقبلاً، ودراسة وسائل تلبيتها».

وأضاف «يتيح المؤتمر فرصة لتبادل وجهات النظر والخبرات بين المشاركين، لعرض قضاياهم ذات الصلة بالطاقة، ورسم ملامح للتعاون العربي في هذا المجال».

وكشف أنه تم حتى الآن عقد 8 مؤتمـرات، فـي مختلف العواصـم العربـيـة، أولهـا في مدينة أبو ظبي في مارس 1979.

تنمية العلاقات

أشار بن سبت إلى أن المنظمة تعمل على دعم وتنمية علاقاتها واتصالاتها في المحافل البترولية العالمية، وتطرح المفهوم العربي حول القضايا ذات الصلة بالطاقة والتنمية المستدامة، والبيئة.

ولفت إلى استكشاف آفاق التعاون والحوار بين الأقطار الأعضاء في المنظمة والبلدان المستهلكة للنفط، ومع البلدان النامية، والاطلاع على التطورات العلمية والتقنية التي تتحقق في ميدان الطاقة، وإمكانية الاستفادة منها.

وبين أن «أوابك» تسلك في هذا الصدد قنوات عدة، ومن بينها الندوات العلمية المتخصصة التي تعقدها بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية المماثلة، وخصوصاً تلك المهتمة بشكل مباشر بشؤون الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي، والجامعات، ومنها مجلس الطاقة العالمي، ومنتدى الطاقة العالمي، ومؤتمر البترول العالمي، والمعهد الفرنسي للبترول، ومعهد أكسفورد لدراسات الطاقة، والوكالات المتخصصة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة.

وذكر أن المنظمة تقيم علاقات متينة مع مؤسسات الطاقة في الصين واليابان والهند، تحت مظلة منتديات التعاون الاقتصادي العربي، التي تقوم جامعة الدول العربية بالتنسيق لها.

معهد أوكسفورد

أفاد بن سبت أن «أوابك» كانت من بين مؤسسي معهد «أكسفورد لدراسات الطاقة»، الذي أنشئ في نوفمبر 1982، بالتعاون مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وكلية سانت كاثرين في جامعة أكسفورد، لإجراء أبحاث الطاقة في جوانبها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مع التركيز على متطلبات البلدان النامية، بما فيها البلدان المصدرة للبترول.

البحث العلمي

أكد بن سبت أن دعم البحث العلمي والباحثين العرب، يعتبر من بين السياسات الثابتة للمنظمة، التي أعلنت عام 1985 عن تأسيس جائزة «أوابك العلمية»، بهدف تشجيع البحث العلمي في مجال الصناعة البترولية، على أن تكون مواضيعها ذات صلة بما أُحرز من تقدم في ميادين البحث العلمي الأساسي أو التطبيقي، والتي تساهم في تطوير تقنيات الإنتاج البترولي في جميع مراحله، وتحسين اقتصاديات المشاريع البترولية على امتداد حلقات الصناعة النفطية.

أبحاث ودراسات

قال بن سبت إنه على الصعيد الإعلامي والنشر، فإن الأمانة العامة لمنظمة «أوابك»، ترحب بالتعاون مع مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، وتعرب عن استعدادها التام لتزويدهم بأخبار وأنشطة المنظمة، وبالمعلومات والبيانات المتوافرة في بنك المعلومات، ومكتبة المنظمة التابعة للأمانة العامة، والتي تضم مجموعة ضخمة من الكتب والأبحاث والدراسات والمقالات حول مختلف أوجه صناعة الطاقة.

ولفت إلى أنه يصدر عن الأمانة العامة عدداً من الدوريات الثابتة، ومنها النشرة الشهرية ومجلة النفط والتعاون العربي، ونشرة متابعة مصادر الطاقة عربياً وعالميا، والتقرير الإحصائي السنوي، وتقرير الأمين العام والنشرة التعريفية، والتي تساهم في رصد التطورات العربية والعالمية في صناعة النفط والغاز.

4 أجهزة

تمارس «أوابك» عملها من خلال 4 أجهزة هي:

- مجلس الوزراء، وهو السلطة العليا في المنظمة، ويقوم برسم سياستها العامة، ويوجه نشاطها، ويضع القواعد التي تسير عليها.

- المكتب التنفيذي، ومهمته مساعدة مجلس الوزراء في الإشراف على شؤون المنظمة.

- الأمانة العامة وتتولى القيام بتخطيط وإدارة وتنفيذ نشاط المنظمة وتحقيق الأهداف المنصوص عليها في متن اتفاقية إنشائها، وبموجب قرارات وتوجيهات مجلس الوزراء.

- الهيئة القضائية: واختصاصها النظر في القضايا ذات الصلة بالبترول بين الأقطار الأعضاء، بما لا يتعارض مع السيادة الإقليمية لكل دولة.

إنشاء المنظمة

شكلت مبادرة إنشاء المنظمة عام 1968، إنجازاً عربياً متميزاً ومهماً، أظهر قدرة الدول العربية على تجاوز التداعيات الحرجة التي مرت بها في تلك الفترة، والتوجه قدماً نحو العمل على بناء اقتصادات البلدان العربية على أسس اقتصادية مدروسة. وأتى الإعلان عن إنشاء المنظمة كمحاولة جادة من مجموعة من الدول العربية، لإرساء مفهوم جديد للتعاون فيما بينها، قوامه التركيز على شؤون البترول، باعتباره المصدر الرئيسي للطاقة في العالم، وعلى الصناعة البترولية الوليدة المرتبطة بالبترول والغاز، باعتبارها العمود الفقري لاقتصاد العديد من الدول العربية.

وبادرت المملكة العربية السعودية، والكويت، وليبيا (المملكة الليبية آنذاك)، بتنفيذ هذا التوجه وكانت هي الدول المؤسسة لمنظمة أوابك، التي تم التوقيع على اتفاقية إنشائها في بيروت يوم 9 يناير 1968.

ثم انضم إلى المنظمة 8 دول عربية أخرى، وهي الإمارات والبحرين، والجزائر وقطر، وسورية، والعراق ومصر وتونس.