أصدر الأمين العام للحركة التقدمية الكويتية، الكاتب أحمد الديين 3 كتب جديدة وهي (أحداث ووجوه في الذاكرة، أيام في ظفار، أحاديث في الاشتراكية وأزمة الرأسمالية)، حيث تناول فيها الديين الأحداث التي عاصرها، خلال مشواره في الحياة العامة والحياة السياسية.

وقال الديين خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته شركة قرطاس للنشر والتوزيع صباح أمس «إن (قرطاس) بالنسبة لي تمثل اسماً أرتبط به تاريخياً، فهي وإن لم تكن امتداداً بالمعنى المباشر لدار قرطاس والنشر التي كانت قائمة بين 1995 إلى عام 2011 إلا أنها باسمها وبدورها هي امتداد فعلي لتلك الدار التي أعتز بها»، موجهاً الشكر للقائمين على الشركة، لجهدهم الذي بذل في إصدار الكتب الثلاثة، آملاً لهذه الكتب أن تسد فراغاً ما في المكتبة الكويتية والعربية.

وتحدث الديين على الإصدار الأول وهو كتاب «أيام في ظفار»، مبيناً أنه إحياء لتحقيق صحافي ميداني في صيف عام 1971 في ظفار فترة الثورة هناك، حيث سجل فيه مجموعة من الملاحظات والمشاهدات والانطباعات كما استنتج مجموعة من التحليلات المتصلة بالوضع هناك الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وبالتناقضات التي كانت قائمة، لافتاً إلى أن «إعادة نشر هذا التحقيق الصحافي الميداني أظن أنها مفيدة لمن يريد أن يتعرف على مرحلة من مراحل تطور المجتمع والشعب في عمان وظفار تحديداً بل ربما في الخليج، لأنها تلقي أضواء على ذلك».

وأضاف، «أما الكتاب الثاني (أحداث ووجوه من الذاكرة) فقد كان الكثير من الأصدقاء والزملاء يطالبونني بكتابة مذكراتي وكان رأيي دائماً أنه لايمكن لي وأنا المشارك في الحياة العامة والحياة السياسية بشكل نشط أن أكتب مذكراتي إلا إذا تقاعدت عن أن أكون نشطاً في الحياة السياسية، وأنا يبدو أنني مصر على أن أستمر في ذلك حتى الصليبخات».

وتابع «وبناء عليه كنت أكتب بين الحين والآخر مقالات تتصل بأحداث وشخصيات رافقتها وتعرفت عليها وأحداث شاركت فيها أو كنت شاهد عيان عليها أو كنت طرفاً في الحياة السياسية والأحداث المتصلة بها حيث قام الأستاذ علي العوضي ودار قرطاس بإعدادها للنشر على هيئة كتاب من خلال تجميعها، ضمن تسلسل معين، وبالتالي يمكن القول إنهم من صنعوا هذا الكتاب».

وبيّن الديين، أن «الكتاب الثالث (أحاديث في الاشتراكية وأزمة الرأسمالية) هي أحدايث تناولت فيها خلال الربيع الفائت من وجهة نظري كماركسي تحليل أزمة النظام الرأسمالي العالمي وطرح الاشتراكية كبديل تاريخي لهذا النظام الاستغلالي المتناقض الآيل إلى زوال تاريخي حتمي، كما تناولت في الكتاب وضع الرأسمالية المشوهة في بلدنا الكويت وكذلك ألقيت ضوءاً على الملامح الاشتراكية في الدستور الكويتي وهذا الكتاب يمثل وجهة نظري والحركة السياسية التي أنتمي لها في تقديم فكرنا».

وتطرق الديين إلى الاقتصاد العالمي الرأسمالي، و رأى أنه يعاني من أزمة جدية وهذه الأزمة ليست من الأزمات الدولية المعتادة من رواج ثم كساد فركود ثم رواج مرة أخرى وإنما هي أزمة بنيوية في النظام الرأسمالي العالمي برزت بقوة في عام 2008 وكانت موجتها الثانية قبيل وأثناء جائحة كورونا.

ولفت إلى أن «أزمة النظام الرأسمالي العالمي الدورية والبنيوية موجودة وهو نظام مأزوم واستغلالي، ولكن السؤال ماهو البديل ومتى سيكون هنالك بديل تاريخي سواء كان اسمه اشتراكية أو ديموقراطية اقتصادية أو عدالة اجتماعية أيا يكن، البديل التاريخي لابد أن يحل بديلاً لهذا النظام مثلما زال نظام العبودية ونظام الاقتطاع فإنه سيزول النظام الرأسمالي».

إعادة تنقيح «ولادة الدستور» حول وجود إصدارات في المستقبل، أكد الديين أن هناك كتباً أخرى بعضها في الطريق وبعضها قيد التفكير، لافتاً إلى أن مدير عام شركة قرطاس للنشر والتوزيع علي العوضي حدثه عن إعادة إصداره كتاب (ولادة دستور الكويت) ولكن مع تنقيح وإضافة إذ صدر عام 1994 وأعيدت طباعته مرة ثانية، ونفدت الطبعتان، والذي يتناول قصة إعداد الدستور والنقاشات التي دارت والقضايا التي أثيرت والخلافات التي برزت، والتسويات التي تمت لكن هذا الكتاب يحتاج إلى إضافة معينة ومنقحة وهو مجرد فكرة.

تاريخ اليسار في الكويت

قال الديين «إن هنالك كتاباً أعكف على إعداده ولم أنجزه حتى الآن وهو عن تاريخ اليسار في الكويت وآخر عن تاريخ الحركة الوطنية في الكويت ولكن أحتاج أن اتفرغ قليلاً من العمل السياسي والتنظيمي لأقوم بهذا الدور».

وتوجه الديين بالتحية إلى شركة قرطاس للنشر والتوزيع التي تقوم بدور حيوي ونشط في الحياة الثقافية لخدمة المكتبتين الكويتية والعربية، موجهاً الكتب الثلاثة الأخيرة إلى القراء في الكويت والخليج والبلاد العربية، متمنياً أن تكون هذه الكتب ذات فائدة ما.

تنمية محورها الإنسان

وعن الاقتصاد في دول الخليج واعتمادها على النفط كمصدر دخل، قال الديين إن «هناك أزمة كبيرة في بلداننا الخليجية وهي الاعتماد على اقتصاد ريعي ومورد وحيد ناضب ومتذبذب الأسعار، إذ هو ناضب سواء عبر النضوب الفعلي نتيجة الاستنزاف أو ناضب بسبب وجود بديل آخر للطاقة فهو نضوب تقني»، مبيناً أن هذا الاعتماد الكلي على مورد وحيد تظهر الآن بوضوح تناقضاته وأزمته وعجزه عن أن يحقق تنمية مستدامة في بلداننا إذ لابد من بديل تنموي وطني، تنمية ليست عبر إنشاءات وإنما تنمية محورها وهدفها الإنسان.

وأشار إلى أن «طبيعة القوى الاجتماعية المتنفذة في بلداننا وصاحبة القرار، سواء في السلطة أو بين الطبقات الاجتماعية المتنفذة الاقتصادية، فإنه لا مصلحة لها في مثل هذه التنمية، بينما الغالبية من شعوبنا لها مصلحة بالتأكيد في ذلك».

مدير «قرطاس»: الإصدارات إضافة للمكتبة الخليجية والكويتية

أكد مدير عام شركة قرطاس للنشر والتوزيع علي العوضي ضرورة الاهتمام بالكاتب الشاب والدفع به لإخراج طاقاته الإبداعية، وهذا الدور مناط بالأجهزة الرسمية المعنية بالثقافة، ودعم المؤسسات الثقافية ودور النشر.

وحول الإصدارات الأخيرة للديين، قال العوضي إنها تشكل إضافة جديدة للمكتبة الكويتية والخليجية، وخصوصا في عمليات التــــأريخ الســــياسي ورفع الوعي الثقافي، وهو أمر حرصت عليه «قرطاس».