يحاول الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديموقراطي جو بايدن، استمالة المشاركين في التصويت المبكر مع تكثيف الحملتين نشاطهما قبل إجراء آخر مناظرة بين المرشحين الرئاسيين الخميس المقبل، في وقت يخشى الجمهوريون من «مذبحة انتخابية بمقاييس ووترغيت».

ومع اقتراب موعد الاستحقاق في الثالث من نوفمبر المقبل، يبدو الرئيس في وضع صعب إذ تظهر نتائج الاستطلاعات تقدم خصمه الديموقراطي، بينما أعرب أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ علناً عن شكوكهم حيال زعيم حزبهم.

وحذّر السناتور عن نبراسكا، بن ساس، أهالي ولايته في اتصال هاتفي أخيراً من أن الجمهوريين يواجهون «مذبحة في مجلس الشيوخ» بعدما أخفق ترامب في استجابته للوباء وأحدث شرخاً بين واشنطن وحلفائها في العالم وأساء معاملة النساء.

وكعادته، رد ترامب عبر «تويتر» السبت، على «أساليب (ساس) الغبية والبغيضة».

بدوره، حذّر السناتور الجمهوري عن تكساس تيد كروز من «مذبحة للجمهوريين بمقاييس ووترغيت».

من جانبه، وأمام تجمّع حاشد في موسكيغون (ميتشيغن)، السبت، قال ترامب، الذي يسعى إلى تجنّب هزيمة مهينة، إنّ الديموقراطيّين يريدون «محو التاريخ الأميركي وتدمير القيَم الأميركيّة وأسلوب الحياة الأميركي».

وأضاف أمام أنصاره الذين هتفوا «نُحبّك»، أن «جو بايدن سياسي فاسد» وأن عائلة بايدن تمثّل «مشروعاً إجرامياً». وتابع أن بايدن «مجرم، لقد ارتكب جرائم. إنّه يمثّل خطراً على الأمن القومي».

وتوجه ترامب أمس، إلى نيفادا، وهي ولاية مهمة أدلى فيها مئة ألف ناخب بأصواتهم بالفعل. وسيشارك في فعاليات انتخابية يومياً حتى موعد المناظرة المقررة في فلوريدا، حيث سيتوجه إلى أريزونا ونورث كارولينا.

على الضفة الأخرى، توجه بايدن، الذي زار ميتشيغن في إطار حملته الجمعة، أمس، إلى نورث كارولينا التي أدلى فيها 1.2 مليون ناخب بأصواتهم.

لكنّه أصدر بياناً للناخبين في ويسكونسن قبل ساعات من موعد وصول ترامب إليها، السبت، ركّز فيه على موضوعه المفضل: طريقة تعاطي ترامب مع أزمة «كوفيد - 19».

وقال إنّ «استجابته (ترامب) للوباء سحقت اقتصاد ويسكونسن»، مشيراً إلى أنّ 150 ألفاً من سكان الولاية خسروا وظائفهم منذ تولى ترامب السلطة عام 2016.

ولا يزال ترامب يتعافى من إصابته بـ «كوفيد - 19»، حاله حال عشرات موظفي البيت الأبيض وكوادر حملته. ومن المقرر أن تجرى الخميس، آخر مناظرة تلفزيونية بين المرشّحَين، ستكون آخر فرصة للرئيس الجمهوري للدفاع عن نفسه أمام جمهور واسع.

وتشير بيانات موقع مشروع الانتخابات، إلى أن 25.83 مليون شخص أدلوا بالفعل بأصواتهم في الاقتراع حتى الآن. وانسحب ترامب مما كانت لتصبح ثاني مناظرة بعدما أعلن منظموها أنها ستجري عبر الإنترنت جرّاء إصابته بالفيروس. وأقام الخصمان لقاءات منفصلة مع الناخبين بدلاً من المناظرة، حظيت تلك التي نظمها بايدن بنسب مشاهدة أعلى.وأودى الفيروس بحياة أكثر من 224 ألف شخص (8,343 مليون إصابة) في الولايات المتحدة، في حصيلة هي الأسوأ على صعيد العالم، بينما سخِر الرئيس مراراً من إرشادات خبراء الصحة أو تجاهلها.

وشدّد بايدن (77 عاماً) على هذه النقطة في بيانه، وقال: «يقلل الرئيس ترامب عن علم، من مدى خطورة الفيروس. عند كل منعطف فعلياً، أصيب بالهلع وحاول تجاهله بدلاً من بذل جهوده لاحتوائه».

والسبت، شارك الآلاف في تظاهرات في واشنطن وغيرها من المدن احتجاجاً على القاضية ايمي كوني باريت التي رشّحها ترامب لتولي مقعد شاغر في المحكمة العليا، بينما دعوا كذلك إلى هزيمته في الثالث من نوفمبر.

في سياق آخر، ارتكب ترامب، الذي غالباً ما يسخر من أخطاء بايدن، هفوة جديدة، بوصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ«رئيس الوزراء».

وقال لأنصاره في ميتشيغن: «أتعلمون ما الذي أوقفته أيضاً؟ اتفاق باريس حول البيئة. أحب رئيس الوزراء ماكرون كثيراً لكن سألته كيف يسير العمل بالاتفاق؟ لا يسير بشكل جيد».