ترفع الحصانة عن نائب وترفض عن نائب آخر، يحل اتحاد الكرة فينتج لنا اتحادان، يقدم استجواب لسمو رئيس مجلس الوزراء وتظهر النية لتقديم استجوابات... كلها خيارات يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي!
نعم إنها خيارات في لعبة سياسية أو بتعبير أدق «طبخة سياسية»، والطبخة عندما يزيد عدد الطباخين فيها فإنها لا شك تخرج بطعم غريب صعب تحديد ذوق طباخ من آخر عند تذوقها!
والخيارات تحددها العادات والقيم التي رسم صاحبها السياسي حالته المعنوية عند اتخاذ القرار، فإن كان صائباً فهو خيار أخلاقي سليم، وإن لم يكن فنجده في خانة الـ «لا أخلاقيات» يدور ولا يجد من يعيده إلى جادة الصواب.
نحتكم للعدالة فـ «العدالة أساس الحكم» وهي غاية يصعب تحقيقها لوجود أكثر من طرف يحاول فرض أجندته التي تختلف عن الآخرين... البعض وصف بالحكومي،
وآخرون بأصحاب المصالح، وقلة منهم أطلقت عليهم وصوف غريبة ومتباينة حسب القضايا المطروحة.
إذا كان الدستور هو الأساس في الحكم وقد أعطى الحق لأي نائب في تقديم الاستجواب متى ما رأى خللاً قد وقع فيه الوزير أو من هو في مستواه: فلماذا يغضب البعض من تقديم الاستجواب؟
الغريب أن خيارات الحكومة لا تظهر إلا مع التلويح بالاستجواب وهي معضلة وتوحي بأن القرارات عندنا تأتي كردة فعل وهو أمر غير محمود حسب ما تطرقت له مفاهيم الإدارة السليمة والقيادة الفعالة!
القائد له نظرة «ويعرف من أين تأكل الكتف»، و«إذا كان الذيب ما يهرول عبث فلماذا لا نكشف عن نواياه بشكل صريح»!
النائب د. فيصل المسلم دخل وقدم استجوابه من دون ضجة إعلامية، والنواب البراك، الوعلان، بو رمية ينوون تقديم استجوابات ونحن نقترح أن نعرف الحالة المعنوية لمقدمي الاستجوابات فإن كانت مبنية على مخالفات ومتماشية مع الأطر الدستورية فأهلاً وسهلاً، وعلينا تقبلها من دون أي «نرفزة» أو تصوير للوضع وكأنه شخصي أو غير دستوري فالجهات التي تحدد سير الأمور معروفة ويمكن الرجوع إليها قبل تقديم الاستجواب... ولكن كيف لنا تعديل الوضع؟
الحكومة بتشكيلتها الحالية قد واجهت تحفظات من بعض النواب فلماذا لم يتم تداركها منذ الأيام الأولى؟
إن القناعات تحدد الوجهة المقبلة: فهل قناعاتنا مبنية على أسس دستورية أم أنها مجرد شعور بالضجر من الحالة التي نمر فيها، وهل زعزعة الأمور تعود بالمنفعة للكويت: بالطبع لا!
القائد القوي هو من يحتكم لعقله، ويدعم قراراته بنفس لا تشوبها شوائب، والدستور هو ملاذها الأول ومنه يرسم الخيارات المتاحة ليتخذ القرار العادل وفي الوقت المناسب.
لنترك العاطفة على جنب قليلاً وليكن الخيار في اختيار الأفضل فلا نائب أفضل من نائب ولا اتحادان في آن واحد ينفع، ولا نسمح باستخدام الاستجواب مرضاة للأهواء الشخصية، فقد أعطانا الله دستورا عظيما وهو القرآن الكريم وسنة النبي المصطفى صلوات الله عليه وسلم وهو ملاذنا لوجود قيم صالحة لكل زمان ومكان، ودستور 1962 الذي ارتضاه الشعب الكويتي وقوانينه في غاية الجودة ولكنها لا تطبق... فماذا نريد!
على أي حال... انظر إلى الإنسان عندما يكون في المقبرة فإنك تجده يشعر بأن الدنيا فانية ويحزن لفترة وقتية، وحينما يكون بجوار شخص عزيز عليه راقدا على فراش المرض يدعو الله له بالشفاء العاجل وليتنا نضع نصب أعيننا هذين الموقفين عند مراجعة الخيارات قبل اتخاذ القرار، فالكويت في حاجة إلى مَنْ يشخص حالتها الصحية قبل أن تموت الآمال في معركة سياسية حيرتنا تفاصيلها مع تعدد التصريحات خاصة في المواقع الالكترونية والمنتديات...!
الكويت تناديكم... والأمر بيدكم يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي: فهل من متدبر للأوضاع؟ الله المستعان.

تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com