| طهران – من أحمد أمين |

القدس - «الراي»

اعتبر الرئيس جورج بوش أن هجوما إيرانيا على إسرائيل سيكون معناه حربا عالمية ثالثة.وتطرق بوش قبل يومين من زيارته المرتقبة إلى المنطقة في مقابلة مع القناة العامة للتلفزيون الاسرائيلي عرضت أجزاء منها مساء اول من امس، إلى الملف النووي الإيراني قائلا إن «الولايات المتحدة لن تبقي إسرائيل وحيدة في صراعها مع إيران». أضاف: «لو كنت مواطنا إسرائيليا لكنت آخذ أقوال الرئيس الإيراني على محمل الجد، وكرئيس للولايات المتحدة أتعامل معها بجدية. كنت في الماضي تحدثت في شكل واضح عن معنى هجوم إيراني على إسرائيل. سندافع عن حليفتنا، من دون تحفظ  ومن دون لكن أو لو. هجوم إيراني على إسرائيل يعني حربا عالمية ثالثة».وتطرق بوش إلى تقرير الاستخبارات الأميركية حول البرنامج النووي الإيراني الذي نشر قبل أسابيع وأكد أن إيران أوقفت تخصيب اليورانيوم عام 2003. وقال بوش: «أنا متأكد أن أحد الأشياء التي تقلق السكان الإسرائيليين هو معنى تقرير الاستخبارات الأميركية الذي نشر أخيرا (...) من ناحيتي معناه أن إيران كانت تهديدا وما زالت تشكل تهديدا. لا أعتقد أنه يتوقع هجوم إيراني في المستقبل القريب على إسرائيل، الإيرانيون، أنا متأكد، يعرفون أن في سيناريو من هذا النوع سيتعرضون لرد قاس».وحينما سئل بوش عن إمكان شن عملية عسكرية ضد إيران، قال: «الولايات المتحدة تأخذ دائما بالحسبان الخيار العسكري». وتابع: «قلت للشعب الأميركي إنني أؤمن بأنه يمكننا حل هذا الموضوع بالطرق الديبلوماسية، لكن الديبلوماسية تكون أكثر نجاعة حينما تكون الخيارات كافة مطروحة على الطاولة».على صعيد اخر قالت مصادر سياسية مسؤولة في تل أبيب ان اسرائيل ستقدم الى الرئيس بوش خلال زيارته معلومات استخبارية عن المشروع النووي الايراني.وقال وزير الامن الداخلي آفي ديختر في سياق مقبالة مع صحيفة «صانداي تلغراف» البريطانية ان «ايران تقوم حاليا بتطوير صاروخ قادر على حمل رأس حربي نووي يمكنه اصابة اهداف ليس فقط في اسرائيل وانما في مصر وليبيا ودول جنوب شرق اوروبا ايضا». اضاف ان «اسرائيل ستقدم هذه المعلومات الى الرئيس الاميركي خلال زيارته القريبة».وردا على تصريحات الرئيس الاميركي في ان الهدف من زيارته الى الشرق الاوسط هو «عزل ايران والتعامل مع التهديد الايراني»، قال الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني في مؤتمره الصحافي الاسبوعي امس،  «نعتبر هذه الزيارة تدخلا في العلاقات بين دول المنطقة وتحركا دعائيا». أضاف: «لو القينا نظرة على سياسات اميركا في المنطقة فسنشاهد بانها باء‌ت بالاخفاق ولم تنجح حتى الآن، وما يحصل تحت ذريعة احلال السلام في الشرق الاوسط انما هو غطاء لتأمين مصالح الكيان الصهيوني».وشدد حسيني على «ان دول المنطقة سوف لن تعتني بمواقف وتصريحات الرئيس الاميركي والاجواء المصطنعة، وستعزز علاقاتها مع ايران، وهذه العلاقات ستشهد المزيد من الرقي والتقدم».وتابع «ان الهدف من هذه الزيارة المتكررة هو التعويض عن سياسات اميركا الخاطئة في المنطقة، كما ان الزيارة تتم في سياق اثارة الفتن والخلاف والفرقة والتدخل في العلاقات بين دول المنطقة، لاسيما ان (جورج) بوش اعلن انه بصدد احتواء بعض السياسات في المنطقة» .واوضح «ان الاميركيين يحاولون ان يزيدوا مسار التسوية سرعة، رغم المعارضة التي تبديها المنطقة حيال هذا الامر»، واكد «ان الكيان الصهيوني بعد اجتماع انابوليس الاخير قام على وجه السرعة بممارسات اظهر من خلالها انه ليس ملتزما بوعوده» .وقال الناطق باسم الخارجية في جانب آخر من تصريحاته ان «ليس لدى طهران اي برنامج لتطبيع العلاقات مع اميركا، وان هذا الموضوع غير مدرج على جدول اعمالها».واكد حسيني نبأ طرد ديبلوماسي الماني من طهران، قائلا «ان ايران استنتجت بان هذا الشخص يقوم باعمال غيرديبلوماسية وعليه ان يغادر البلاد».وحول الجولة التالية للمحادثات بين ايران واميركا في شأن العراق، قال: «اننا من حيث المبدأ لم نعارض هذه الجولة، واعلنا وجهات نظرنا الى الجانب العراقي وننتظر حاليا الجواب، وان ايران لديها بعض التحفظات وفي مقدمتها ان يلتزم الجانب الاميركي بنتائج المباحثات» .وعن بيان وزارة الخارجية الاميركية الاخير حول زيارة الرعايا الاجانب والايرانيين المقيمين في اميركا الى ايران بانه «حرب نفسية تشنها واشنطن، وانه استمرار للاعلام المسموم ضد طهران».من ناحية أخرى (ا ف ب، رويترز، يو بي آي) يستقبل الرئيس الاميركي الثلاثاء في البيت الابيض نظيره التركي عبد الله غول مع تحسن العلاقات بين البلدين بعد التوتر الذي سادها خلال 2007 بسبب التهديد بعمليات تركية كبيرة ضد الاكراد في شمال العراق.وبعد ان شهدت العلاقات مزيدا من التراجع بسبب مصادقة الكونغرس الاميركي على قانون حول ابادة الارمن، قال ديبلوماسي تركي طلب عدم كشف هويته ان العلاقات التركية الاميركية عادت الى «مسار اكثر ملاءمة».ويعود التحسن خصوصا الى المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة لتركيا في مجال الاستخبارات في شأن متمردي «حزب العمال الكردستاني» اللاجئين الى شمال العراق.