المشاكل المدرسية تتعدد وكنا نعتقد بأن الأمور التي تنشر مبالغ فيها حتى بعد معايشة بعضها شعرنا بأنها «هفوة وتعدي»، ولكن بعد أن بلغت إلى حد صعب تجاوزه حاولنا أن نوصل الأمر للسيد مدير منطقة الأحمدي التعليمية، وكيل التعليم العام، وحتى وزيرة التربية والتعليم العالي الفاضلة د موضي الحمود ولكن الكلمات لم تصل.... وصارت أشبه بمدرسة في الجنوب خارج نطاق السيطرة!
هذه المدرسة التي تقع في جنوب البلاد احتكمت الأمور فيها لمديرة مدرسة طبيعتها القيادية لم تدرس في مناهج الإدارة. فإليكم ما حصل في أمثلة ثلاثة من حوادث عدة اختصرنا ما حدث لأولياء أمورها:
* مع بداية العام الدراسي تكفلت الدولة بتوفير باصات لنقل طالبات المرحلة المتوسطة، وحينما تأخرت بعض الطالبات ذهب ولي أمرهن للسؤال المرة تلو الأخرى وكان الرد « شوف الحارس»... وبعد تكرار عدم حضور الطالبات مع الباص ذهب ولي الأمر برفقة بناته إلى مديرة المدرسة للاستفسار وكان الرد مؤلماً للغاية حيث ردت بطريقة تهكمية، هذا أقل تعبير لوصفه، شوف بنتك يمكن منيه أو منيه، وهي تهز بيديها وبحضور الطالبات... وصعق ولي أمر الطالبات وطالبهن بمغادرة مكتب المديرة ورد بالقول: ما يجوز هالكلام أن يخرج منك أمام الطالبات ورفعت صوتها ولم يتبق إلا ان تخرج للمبارزة! وعاد ولي الأمر إلى إحدى البنات يمسح دموعها... فأي أمومة وإنسانية، و... اترك عنك مفاهيم القيادة والتربية والتعليم!
* في كل يوم طلب جديد: وسيلة، أدوات لتزيين الفصل، تقارير لشخصيات غنائية، و... على هالمنوال!
* والطلب الغريب من الطالبة: «أبي أحضر لي شريط المغنية الأجنبية «هانا مونتانا أو مايلي ستورت»... فبالله عليكم ما هو الرد!
لتعلم وزيرة التربية الحمود ان التعليم الذي نبحث عنه قد فقدت أثاره، والموقع الإلكتروني لمدارس التربية، والحقيبة الإلكترونية وغيرها من الآمال مازالت معلقة، ولولا متابعتنا لأولادنا في المساء وإحضار مدرسين ومدرسات لهم لتقوية مستواهم لكنا في خبر كان. وهذا لا يعني ان الجميع على هذه الحال، ونعلم أن هناك مدرسين ومدرسات على قدر عال من المسؤولية ولهم منا كل تقدير وشكر. وإن كان البعض يعتقد بأن الغاية النجاح فقط فهو مخطئ، ومن يعتقد بأن السكوت علامة الرضى فهو مخطئ كذلك ولهذا السبب نذكر المشاهدات للوزيرة الفاضلة لعلها تحتوي هذه الأمثلة التي أضرت في نفسية الطلاب والطالبات، ونطالبها بفتح قناة اتصال خاصا تتلقى شكاوى أولياء الأمور كي تتعرف على طبيعة وضع مدارسنا المؤلم!
لا نكتب هذه الأمثلة لهدف شخصي ولكن ما قد حصل أمامنا يعد من جوانب التقصير وخطأ أرتكب ولا يغتفر خاصة ما ورد في المثالين الأول والثالث، فنحن جبلنا على أن نحترم المعلم المربي، ولا نرغب أن نبتلى بأفراد لا يعرفون الصفات الواجب توافرها في مدير أو مديرة المدرسة، و«لسانك حصانك إن صنته صانك» وإن لم يتحقق فسلم على الأخلاق التي تعتبر أساساً تتشكل على أثر ممارساته شخصية الطالبة تحديداً، وإذا طلب من الطالبة شراء شريط لمغنية أجنبية فماذا ستحصد الطالبة إن كبرت، وإذا المديرة ترفع صوتها ولم يبق إلا أن «تهاوش» فماذا نتوقع من المدرسات!
إن مهنة التعليم والتربية متلازمتان ولا يمكن أن نعلم من دون تربية الطالب/الطالبة على القواعد السليمة وأول حروفها الأبجدية «الأخلاق»، ونحن لا نعلم الظروف والملابسات ولكن الحقائق الواردة في الأمثلة الثلاثة أعلاه ثابتة ونقسم بالله على صحة ما ورد فيها، فارحموا فلذات أكبادنا يرحمكم الله وإن لم تستطيعوا فعلى الأقل اتقوا الله في طالباتكم وأسلوبكم القاسي فنحن أودعنا بناتنا أمانة في عنقكم ليتعلموا وتحسنوا مفاهيمهم التربوية، وتراعوا مشاعر أولياء الأمور في بلد إسلامي بالفطرة لا أن يستمعوا لمغنية أجنبية ويروحوا «منيه أو منيه» كما ذكرت المديرة. فهل أنتم فاعلون؟ الله المستعان.


تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com