«الحياة في السجن أرحم...» بهذه العبارة بدأ مواطن كويتي عرض مأساته من خلال «الراي» ليصل صوته إلى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد بعد أن ضاقت به الدنيا وطرق جميع الأبواب وحفيت قدماه لأشهر في البحث عن حل لمشكلته التي تجاوز عمرها الـ 28 عاماً ولم يعلم بها إلا منذ أشهر.
أما التفاصيل فيرويها صاحبها بمرارة وأسى فيقول:
أنا مواطن كويتي عمري 58 عاماً جنسية أولى بالتأسيس... شاءت الأقدار أن أدخل السجن بعد أن حوكمت في جناية عام 1992، ومكثت في السجن ما يزيد علــى الـ 17 عــــاما تـــقريبا، وخــــرجت من الســـجن بتاريخ 26/5/2009.
يتابع: بعد قضاء هذه الفترة الطويلة في السجن بعيدا عن أسرتي وأبنائي خرجت وأنا محطم نفسيا ومحملا بمجموعة من الأمراض، لكن بعد رؤية أسرتي واحتضان أبنائي تسربت الهموم وبدأت أتعافى من آلامي النفسية والجسدية، لكن هذا لم يدم طويلا... فبعد أشهر ذهبت إلى إدارة الهجرة لاجراء معاملة لاستقدام «سائق» وبعد اتمام الأوراق المطلوبة وعند المراجعة قال لي الموظف المختص انني مطلوب القبض عليَّ والحراسة المشددة والابعاد عن البلاد وذلك منذ العام 1981، نزل الخبر على مسامعي كالصاعقة... وتساءلت أين أذهب؟ فقالوا: إلى تنفيذ الأحكام... فتوجهت إلى هناك وأخبرتهم بأمري فحولوني إلى الأدلة الجنائية، وبعد البحث والتحري أعطوني كتابا يقول «غير مطلوب لدينا»، فرجعت به إلى تنفيذ الأحكام لإنهاء الاجراءات... فأرسلوني إلى وكيل الوزارة المختص... فطمأنني وأمر بإعطائي (برنت) غير مذكور فيه قضية الابعاد سبب المشكلة ولم يوجد لها أي أثر عندهم... أخذت الكتاب وذهبت إلى ادارة الجنسية والجوازات فوجهوني إلى ادارة الابعاد للاستعلام عن القضية سبب المشكلة... فأرسلوني بدورهم إلى مخفر الجهراء لأن القضية مسجلة من خلاله... وهناك لم أجد إجابة ولا أوراقا ولا أي شيء يثبت انني مطلوب القبض علي.
ويكمل: بعد أن تعبت توجهت إلى النائب العام فأعطاني كتابا يقول انني غير مطلوب على ذمة أي قضية وطالب باتخاذ اللازم... أخذت كتاب النائب العام وذهبت إلى تنفيذ الأحكام، والابعاد، فلم يسمع لي أحد... وتوقف الأمر عند هذا الحد... وتوقفـــت معه حـــياتي.
وتساءل: أثناء فترة العقوبة التي أمضيتها في السجن كانت اجراءات أولادي تسير بتوكيل مني دون أن يخبرهم أحد ان والدهم مطلوب القاء القبض عليه وابعاده عن البلاد.
الطريف ان جميع أبنائي ولدوا بعد العام 1981م تاريخ تسجيل القضية المشكلة، وجميعهم لهم شهادات ميلاد وشهادات جنسية وبطاقات مدنية، ولم تظهر هذه القضية عند عمل أي اجراء يخص أسرتي وأبنائي... وإذا كنت قد حوكمت في عقوبة جنائية وسجنت 17 عاماً وخرجت من السجن، فلماذا لم تظهر هذه القضية أثناء المحاكمة، أو أثناء العقوبة، أو حتى عند خروجي من السجن؟ وأين كانت كل هذه الجهات خلال 28 عاماً منذ تسجيل هذه القضية التي لم يعرف عنها أحد أي شيء؟
وأخيراً، فإني رجل مسن وأعاني أمراضا وهموما نفسية كثيرة بسبب المدة التي أمضيتها في السجن، وأصبحت عاجزا عن تسيير أمور حياتي وحياة أسرتي، لقد توقفت حياتي تماماً... إضافة إلى انني قد تم القاء القبض علي وتم ترحيلي إلى الابعاد ثم إلى مخفر الجهراء واستمر الحال أربعة أيام ثم أخرجوني وأمهلوني لأيام، والآن لا أستطيع الخروج إلى الشارع... فماذا أصنع؟ وهل المطلوب أن أعود إلى السجن مرة ثانية في قضية لا أعلم عنها شيئاً ولا حتى الجهات الرسمية تعلم عنها شيئا...؟
انني أناشد وأستغيث بالشيخ جابر الخالد وزير الداخلية أن يساعدني في تفريج كربي وحل هذه المشكلة وإعادة الحياة إليَّ وإلى أسرتي... انني بعد خروجي من السجن - طبعاً بلا عمل - لا أستطيع التقدم لأي جهة كالشؤون لطلب إعانة أو مساعدة لأعيل أسرتي.
وختم بما بدأ به... ان استمر الحال على ما هو عليه فإن السجن أرحم بكثير... من هذه القيود التي تكبل حياتي وحياة أسرتي، انني الآن وبعد أن طرقت كل الأبواب لم يبق لي إلا رحمة الله ثم فزعة الوزير الإنسان الشيخ جابر الخالد ليرفع عنا هذا الهم الكبير الذي عطل حياتنا.

البيانات لدى «الراي»