في مساء الاثنين الموافق 2/11/2009 استضاف الزميل العزيز ماضي الخميس في الصالون الإعلامي السيد جاسم الخرافي وكان الحديث حول «الترويج الإعلامي للاستجوابات» قد شد انتباهنا.
السيد جاسم الخرافي، بو عبدالمحسن، ذكر في حديثه أن الاستجواب حق دستوري ولكن لا ينبغي أن يستخدم للتهديد والوعيد... «نقرأ مثلكم ما ينشر عبر وسائل الإعلام أن هناك 3 وزراء أو 4 وزراء سيقدم لهم استجوابات، ونحن في قبة عبدالله السالم لم نستلم طلباً رسمياً... وهناك تهديد باستجواب رئيس مجلس الوزراء»!
نتفق مع بوعبدالمحسن فنحن نحتكم للعقل وشوائب الأنفس أدخلتنا في الأعوام الأخيرة النفق تلو الآخر، وقد تطرقنا في مقالات عدة ومنذ أعوام إلى هذا الموضوع حيث ان الأداة الدستورية قد حددها المشرع، ولا ينبغي أن نسمع عن الاستجوابات عبر وسائل الإعلام، وأن تستخدم للتهديد و«التخرع» لغاية في نفس يعقوب!
في الدول النامية يخضع الوزير للمساءلة عن أي خلل جوهري نتج من تطبيق خطة العمل حسب ما هو مرسوم له استراتيجياً وهو أمر طبيعي جداً! ولكننا في الكويت مع شديد الأسف نفتقر لوجود الفكر الاستراتيجي الذي يعتبر جوهراً للإدارة الإستراتيجية كما ذكرنا لأستاذنا الفاضل الدكتور شملان العيسى، وبالتالي صارت المساءلة في بعض الأحيان كردود فعل والبعض الآخر لأسباب تستند إلى وقائع، وقليل جداً من الاستجوابات نراها تأخذ هالة إعلامية وهي بعيدة عن البعد الاستراتيجي لأنها صيغت بنفس سياسي، وأحيطت بشوائب الأنفس! لذلك، نعتقد أن الدولة لن تفيق من غفلتها ولن تتمكن من انجاز أعمالها مادام الفكر الاستراتيجي مغيباً عن أرض الواقع.
فعلى النواب الأخذ بالمعطيات الحالية عبر الاطلاع على خطة العمل المقدمة من الحكومة، وإجراء التعديلات اللازمة عليها إن وجدت، ومراجعة الجدول الزمني لتنفيذ كل مشروع مع تحديد الوزير المسؤول عن تنفيذ كل مشروع على حدة، والتأكيد على وجوب تزويد المجلس بتقارير دورية تبين مراحل تنفيذ المشاريع، وحينما يظهر القصور يكون بإمكان النواب مساءلة الوزير من خلال القنوات الدستورية وبعدها يأتي دور الحملة الإعلامية!
أما في ما يتعلق بالقضايا الإدارية والفساد الإداري فقد اقترحنا إنشاء مركز خاص بمتابعة القصور الإداري والمشاكل التي يتعرض لها العاملون في المنشآت الحكومية، وحث كل من لديه معلومة مدعمة بالدليل المادي حول أي حادثة وتوصيلها له، وهذا المركز مرتبط بديوان المحاسبة ومجلس الأمة وذلك لإتاحة الفرصة للنواب في مراقبة الجهاز التنفيذي بشكل سليم ومن منظور استراتيجي محترف: فهل هم فاعلون؟ والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com
السيد جاسم الخرافي، بو عبدالمحسن، ذكر في حديثه أن الاستجواب حق دستوري ولكن لا ينبغي أن يستخدم للتهديد والوعيد... «نقرأ مثلكم ما ينشر عبر وسائل الإعلام أن هناك 3 وزراء أو 4 وزراء سيقدم لهم استجوابات، ونحن في قبة عبدالله السالم لم نستلم طلباً رسمياً... وهناك تهديد باستجواب رئيس مجلس الوزراء»!
نتفق مع بوعبدالمحسن فنحن نحتكم للعقل وشوائب الأنفس أدخلتنا في الأعوام الأخيرة النفق تلو الآخر، وقد تطرقنا في مقالات عدة ومنذ أعوام إلى هذا الموضوع حيث ان الأداة الدستورية قد حددها المشرع، ولا ينبغي أن نسمع عن الاستجوابات عبر وسائل الإعلام، وأن تستخدم للتهديد و«التخرع» لغاية في نفس يعقوب!
في الدول النامية يخضع الوزير للمساءلة عن أي خلل جوهري نتج من تطبيق خطة العمل حسب ما هو مرسوم له استراتيجياً وهو أمر طبيعي جداً! ولكننا في الكويت مع شديد الأسف نفتقر لوجود الفكر الاستراتيجي الذي يعتبر جوهراً للإدارة الإستراتيجية كما ذكرنا لأستاذنا الفاضل الدكتور شملان العيسى، وبالتالي صارت المساءلة في بعض الأحيان كردود فعل والبعض الآخر لأسباب تستند إلى وقائع، وقليل جداً من الاستجوابات نراها تأخذ هالة إعلامية وهي بعيدة عن البعد الاستراتيجي لأنها صيغت بنفس سياسي، وأحيطت بشوائب الأنفس! لذلك، نعتقد أن الدولة لن تفيق من غفلتها ولن تتمكن من انجاز أعمالها مادام الفكر الاستراتيجي مغيباً عن أرض الواقع.
فعلى النواب الأخذ بالمعطيات الحالية عبر الاطلاع على خطة العمل المقدمة من الحكومة، وإجراء التعديلات اللازمة عليها إن وجدت، ومراجعة الجدول الزمني لتنفيذ كل مشروع مع تحديد الوزير المسؤول عن تنفيذ كل مشروع على حدة، والتأكيد على وجوب تزويد المجلس بتقارير دورية تبين مراحل تنفيذ المشاريع، وحينما يظهر القصور يكون بإمكان النواب مساءلة الوزير من خلال القنوات الدستورية وبعدها يأتي دور الحملة الإعلامية!
أما في ما يتعلق بالقضايا الإدارية والفساد الإداري فقد اقترحنا إنشاء مركز خاص بمتابعة القصور الإداري والمشاكل التي يتعرض لها العاملون في المنشآت الحكومية، وحث كل من لديه معلومة مدعمة بالدليل المادي حول أي حادثة وتوصيلها له، وهذا المركز مرتبط بديوان المحاسبة ومجلس الأمة وذلك لإتاحة الفرصة للنواب في مراقبة الجهاز التنفيذي بشكل سليم ومن منظور استراتيجي محترف: فهل هم فاعلون؟ والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki_alazmi@hotmail.com