>المدن تتعدد وشوارعها تتنوع ويعج الناس في تلك الشوارع ليقضوا مصالحهم ويحصلوا على حاجاتهم ويصلوا إلى مبتغاهم في خير وأمن واطمئنان وسكون.
ديرتنا الحبيبة تزدهر شوارعها وتتعدد أسواقها ونحن الفخورين بأن ديرتنا هي الديرة المثالية في انتشار الجمعيات التعاونية وما تحتويه من أسواق ومحال متعددة حتى يكاد الإنسان لا يخرج من منطقته نظراً لوجود الخير كله فيها.
لكن لا بد وأن الديرة تزهر بشوارعها، وينتشر الخير في ربوعها، والذين يعملون على انتشار الخير هم أبناؤها بما ورثوه من ثقافة طيبة من أسلافهم وسيرة حسنة مفعمة بعمل الطيبات والخجل من الوقوع في الموبقات انه شارع تعج فيه المطاعم وتسطع به أنوارها، والذي يريد أن يحصل على وجبة من تلك المطاعم ويصطحب معه أهله فماذا عسى أن يرى في هذا الشارع؟
بعض المتسكعين يجولون فيه وموسيقى صاخبة تكاد أن تشق الآذان، وبعض المتشبهات بالرجال من النساء يغدون في هذا الشارع الطويل، والمتشبهين بالنساء من الرجال تراهم يمرون في ذاك الشارع، صور تدعو إلى الأسى ومشاهد تفضي إلى الحسرة. إن الشارع يغلق كأنما احتفال أو كرنفال يطوف وهو يمتلئ بالسوء والاساءة لهذه الأرض ولثقافتها ولمواريثها الطيبة.
أين المسؤولون عن أجهزة الأمن؟ ومن المسؤول عن هذه المظاهر؟ وهل تعتبر هذه المظاهر من الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع؟
أم نقول كما قال الأديب:
لن تنتهي الأنفس عن غيها
إن لم يكن منها لها زاجرُ
أين الذين يحافظون على أصالة هذه الديرة وعن سمات آبائهم وأجدادهم؟
فعسى أن ينهض الجميع للمحافظة على الخير واجتثاث جذور السوء حتى تصبح ديرتنا شجرة وارفة تزدهر خيراً وتنضح طيباً وتنثر رائحة زكية تنعش الأكباد، وعسى أن تجعل لجنة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع في مجلس الأمة الموقر التي انتخبت أخيراً كرنفال السوء في شارع المطاعم ضمن سجل الظواهر السلبية لديها كي تجد له حلا يشفي الصدور ويذهب الهم عن القلوب، ولتحيا ديرة العز والأصالة شامخة عالية فوق الهامات.

سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي