للصورة أحياناً حديث أعظم من حديث الفلاسفة وبيان أبلغ من بيان الشُعراء وتفاصيل دقيقة أدق من مشرط الجراح وتعابير صادقة أصدق من قول الأفواه والأقلام، وللصورة عند نقل المشهد المهم تفاعل كبير واشتعال سريع، كبير بحيث يمتد هذا التفاعل إلى أبعد من الذي تتوقعه، وسريع كسرعة اشتعال النار في عيدان القش اليابسة. أول صورة فوتوغرافية حقيقية كانت عام 1826م، على يد العالم الفرنسي جوزيف نيبس وكانت تلك الكاميرا صنعت في باريس على يد الأخوين تشارلز وفينسينت شيفالير. وأول صورة ألوان كانت عام 1861م، على يد العالم الفيزيائى جيمس ماكسويل بمساعدة المصور توماس سوتون. إن بين القلم والكاميرا ثمة تشابه قريب بينهما، فالقلم يلتقط به الكاتب صورة الفكرة ثم يحولها إلى ترجمة كتابية أدبية، ولعل الذي يُميّز الكُتاب عن بعضهم كتابياً هي الحرفنة الإبداعية في التقاطهم لصور أفكارهم ومدى حداثتها والجمال في آلية تناولها وأسلوب التطرق لها. والمصوّر كذلك يتحسس ويتنبأ المشهد قبل لحظة حدوثه ثم يترجم ذلك المشهد المنتظر إلى صورة فوتوغرافية أو صورة متحركة استطاع أن يقتنصها بكل إبداع حسي، وكلما كانت الصورة مهمة أو خطيرة تميّز اسم المصوّر.
هناك صوّر مشهورة عالقة في ذهن التاريخ، دخلت إلى ألبوم العالمية لخطورتها ولأهميتها ولأنها حركت الساكن وكشفت الكثير من الحقائق وعملت على تفاعل الرأي العام، مثل ذلك المشهد الذي التقط لضباط شرطة أميركيين بيض اعتدوا بالضرب الشديد على مواطنهم ذي البشرة السوداء رودني كنج، في ولاية لوس أنجليس عام 1991م، ما أدى لاندلاع أسوأ موجة أعمال شغب ونهب شعبية أميركية. ومن المشاهد التي لا ينساها التاريخ، هو ذاك المشهد للأمير الراحل جابر الأحمد الصباح رحمه الله عندما انتهى من إلقاء خطابه في جامعة الأمم المتحدة أثناء الاحتلال العراقي، لحظة أن وقف الجميع إجلالاً واحتراماً له وللكويت وأخذوا يصفقون بكل صدق وتقدير.
ومن الصوّر التي لا تُنسى صورة فوتوغرافية حصلت على جائزة بولتزر، التي التقطها المصور كيفن كارتر لطفل سوداني خلال المجاعة السودانية عام 1994م، حيث كانت الالتقاطة لطفل سوداني ضئيل الجسم، أنزل جبينه وذراعيه وركبتيه على الأرض يأساً من شدة الجوع وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة قبيل وصوله لإحدى المخيمات الخيرية، وخلفه كان يقف نسر كبير من آكلي الجيف يرتقب موته حتى يلتهمه، وذُكر أن المصوّر كيفن كارتر انتحر بعد ثلاثة أشهر من التقاط هذه الصورة شديدة الحزن. وكذلك من الصور التي أحدثت ضجة عالمية هي صور إهانة وتعذيب السجناء العراقيين في معتقل أبو غريب في العراق، وكذلك صورة عظيمة لطفل فلسطيني لم يتجاوز العشرة أعوام يقف على بعد أمتار قليلة من دبابة إسرائيلية ضخمة وهو يقذفها بالحجر بكل شموخ وبسالة.
حسين الراوي
alrawie1@hotmail.com
هناك صوّر مشهورة عالقة في ذهن التاريخ، دخلت إلى ألبوم العالمية لخطورتها ولأهميتها ولأنها حركت الساكن وكشفت الكثير من الحقائق وعملت على تفاعل الرأي العام، مثل ذلك المشهد الذي التقط لضباط شرطة أميركيين بيض اعتدوا بالضرب الشديد على مواطنهم ذي البشرة السوداء رودني كنج، في ولاية لوس أنجليس عام 1991م، ما أدى لاندلاع أسوأ موجة أعمال شغب ونهب شعبية أميركية. ومن المشاهد التي لا ينساها التاريخ، هو ذاك المشهد للأمير الراحل جابر الأحمد الصباح رحمه الله عندما انتهى من إلقاء خطابه في جامعة الأمم المتحدة أثناء الاحتلال العراقي، لحظة أن وقف الجميع إجلالاً واحتراماً له وللكويت وأخذوا يصفقون بكل صدق وتقدير.
ومن الصوّر التي لا تُنسى صورة فوتوغرافية حصلت على جائزة بولتزر، التي التقطها المصور كيفن كارتر لطفل سوداني خلال المجاعة السودانية عام 1994م، حيث كانت الالتقاطة لطفل سوداني ضئيل الجسم، أنزل جبينه وذراعيه وركبتيه على الأرض يأساً من شدة الجوع وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة قبيل وصوله لإحدى المخيمات الخيرية، وخلفه كان يقف نسر كبير من آكلي الجيف يرتقب موته حتى يلتهمه، وذُكر أن المصوّر كيفن كارتر انتحر بعد ثلاثة أشهر من التقاط هذه الصورة شديدة الحزن. وكذلك من الصور التي أحدثت ضجة عالمية هي صور إهانة وتعذيب السجناء العراقيين في معتقل أبو غريب في العراق، وكذلك صورة عظيمة لطفل فلسطيني لم يتجاوز العشرة أعوام يقف على بعد أمتار قليلة من دبابة إسرائيلية ضخمة وهو يقذفها بالحجر بكل شموخ وبسالة.
حسين الراوي
alrawie1@hotmail.com