قال عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الطبية المساعدة بجامعة الكويت الدكتور مقداد تقي ان «تخصص الجهاز التنفسي (RESPIRATORY THERAPY ) لا يقل أهمية عن التخصصات الطبية المساندة الأخرى التي تدرس بمركز العلوم الطبية والتي تصب كلها في خدمة الطاقم الطبي بعد تخرجها»، مشيراً إلى أنه وإلى الآن لم يفتح المجال لهذا التخصص ليدرس بجامعة الكويت ولا يوجد من يعمل به إلا عدد قليل جدا من الكويتيين الحاصلين على الإجازة الجامعية في هذا المجال من الخارج.
/>وأشار الدكتور تقي الى أن الولايات المتحدة الأميركية وكندا من الدول السباقة في هذا المجال نظرا للأهمية الكبيرة لهذا التخصص في المستشفيات لكونهم جزءا لا يتجزأ من الفريق الطبي في العناية المركزة.
/>وبين الدكتور تقي أن دور الاختصاصي يكون بوضع جهاز التنفس أثناء غياب المريض عن الوعي سواء عند الحوادث أو أثناء وبعد العمليات الجراحية التي تحتاج إلى تخدير عام، وخلال ذلك يقوم الاختصاصي بالجهاز التنفسي بأخذ عينات متتالية ومتابعة التأكد من صلاحية وكفاءة غازات الدم أثناء غياب مرضى العناية المركزة عن الوعي لتوافي احتياجات الجسم لحين استعادة المريض وعيه، فتكون مهمة الاختصاصي بالجهاز التنفسي الأولية هي تخفيف قوة الجهاز لإعطاء المريض فرصة التنفس لخطورة بقاء الجهاز لفترات طويلة على صحته.
/>واستعرض الدكتور تقي المهام الأخرى لاختصاصي العلاج التنفسي حيث يشرف على حياة المرضى في حال وجوده في العناية المركزة والطوارئ وتسلم المرضى في حالة وصولهم إليها وإجراء اللازم للعناية بهم، وكذلك في العناية المركزة للأطفال «الخدج» حديثي الولادة الذين يولدون قبل المدة المتوقعة حيث يعمل المتخصص على تفعيل الأجهزة التنفسية والتي تختلف اختلافا باتا عن أجهزة التنفس العادية الخاصة بالكبار.
/>وأضاف «كما يقوم بمراقبة جهاز الـ (Hyperbaric THERAPY) وهو علاج متطور جدًا يساعد على وصول الأوكسجين بنسب أعلى لأعضاء الجسم المتأثرة بالحوادث والإصابات، ويستخدم هذا النوع من العلاج في أميركا وكندا، وغالبا ما يستخدم للأشخاص المتوقع شفاءهم بسرعة مثل أعضاء الفرق الرياضية، وكذلك فحص وظائف الرئة (pulmonary Function Testing) للمرضى ومتابعة كفاءة الرئة خاصة للعاملين في الأماكن التي يكثر فيها التلوث الجوي بما فيها الأدخنة والغازات، وتحديد مدى صلاحية عمل مرضى الرئة في بعض الجهات التي تعاني من التلوث، والإشراف على مرضى الربو، ودراسة المؤثرات التي تساعد في تحسين حالة المريض والنظر في العوامل التي أدت إلى عدم استجابته للعلاج».
/>وأوضح الدكتور تقي أن«عدد العاملين في تخصص الجهاز التنفسي في المستشفيات الأميركية والكندية كبير جدا».
/>وكشف أن جامعة الكويت تعكف حالياً على دراسة فكرة إنشاء برنامج لتدريس الجهاز التنفسي كشهادة بكالوريوس في مركز العلوم الطبية، حيث طرحت الفكرة من قبل عميد كلية العلوم الطبية الحالي الدكتور سعود العبيدي لإنشاء التخصص والذي سيكون مسانداً للتخصصات الطبية المتواجدة حالياً وبنفس أهميتها، موضحاً أن هناك بعض العراقيل التي تواجهها الكلية من حيث قلة المتخصصين بنفس المجال الحاصلين على شهادة الدكتوراه، مضيفاً «نحن بصدد عمل مراسلات عدة مع جامعات أميركية مطبقة لنظام البكالوريوس في الطب والعلاج التنفسي ونحن بدورنا في الكويت نحاول الاستفادة من خبراتهم لإنشاء هذا النظام».
/>وبين الدكتور تقي أن سوق العمل المناسب لخريجي تخصص الجهاز التنفسي هو غرف العناية المركزة المنتشرة في المستشفيات والوحدات الداخلية فيها مثل وحدات القلب ووحدات العمليات، مشيراً إلى أن دور اختصاصي الجهاز التنفسي يقوم به حاليا أطباء التخدير، الذين هم في حاجة ماسة إلى من يرفع عنهم هذا العبء فيلتفت بدوره إلى مهامه الأخرى الأكثر أهمية، موضحاً أن هذا ما يحدث في أميركا فالمختص بالجهاز التنفسي له دور كبير وأهمية بالغة بصفته متدرب جيد على دوره بينما في الكويت وبعد تخريج الدفعات الأولى سيخضع للتدريب تحت إشراف أطباء التخدير حتى يأخذوا وضعهم الطبيعي في المستشفيات وغرف العناية المركزة.
/>وختم الدكتور مقداد تقي بتوجيه الشكر الى عميد كلية العلوم الطبية المساعدة الدكتور سعود العبيدي على ما أبداه من اهتمام بهذا التخصص وسبل إبرازه والنهوض به كتخصص مهم يعود بالنفع على وطننا الغالي الكويت ما يجعلها تساير الدول المتقدمة، وكذلك الشكر الى مدير جامعة الكويت الدكتور عبد الله الفهيد على تفهمه واهتمامه بمختلف التخصصات، مبدياً سعادته بالتعاون معهما حتى يرى تخصص العلاج التنفسي النور في جامعة الكويت، كما وجه شكره إلى رئيس وحدة التخدير والعناية المركزة في مستشفى الأمراض الصدرية الدكتور عماد الشواف على اهتمامه بإنشاء هذه الوحدة بالمستشفى.
/>