|  ثريا البقصمي  |
- أتعلم ان لا أحد في هذا البلد يحب ان يلعب لعبة الكراسي؟
- بربك قولي لي ما أهمية هذه اللعبة؟
- انها اللعبة الوحيدة التي تسنح لك ان تفقد الكرسي، وتتقبل الخسارة بروح رياضية، وتدعه ينتقل لغيرك.
- العياذ بالله، لا أستطيع ان أفكر أو أتنفس الاّ والكرسي تحتي يلتصق بي كالتوأم السيامي.
- هل تعتقد بانك ستحمله معك للقبر ليدفن تحت عجيزتك؟
- هذا أقصى أمنياتي، ثم ان هناك أمرا غريبا يتكرر حدوثه، فالجلوس لمدة طويلة على الكرسي يشعرني بالبرد، ربما كانت برودة التكييف هي السبب!
- بر.... بر.... البرد ينخر عظامك، انك تفتقد للدفئ الانساني، فالكرسي أملى عليك ان تنظر للناس من فوق، ولهذا فقدت دفئ صداقاتك، وتساقطت أسماء رفاق العمر من مفكرتك، وبقيت مثلجاً مجمداً بالوحدة، حتى ان جوقة الطبالين والزمارين والمهرجين الذين يحيطون بك، زيفهم وريائهم زاد من تصلب شرايينك المثلجة.
- كيف أعود لطبيعتي، لذلك الانسان المتواضع الطيب الذي تربى على القيم والأخلاق النبيلة، والمندس في إحدى زوايا شخصيتي؟
- أمنحك نصيحة مجانية، من أصدقاء الزمن الجميل، الذين يرثون لحالك، ولاصابتك « بداء الكرسي»، وينصحونك بان تكف عن شم الصمغ ليلاً، حتى لا تستيقظ صباحاً والكرسي ما زال ملتصقاً بك، مثل لزقة عنزروت!

* كاتبة وفنانة تشكيلية
E- mail: g_gallery1@hotmail.com